مغامرتي القادمة

السبت ١٦ ديسمبر ٢٠٢٣ الساعة ٤:٥٤ مساءً
مغامرتي القادمة
بقلم - خواطر بنت فايز الشهري

ما هي نسبة صعوبة قول الحقيقة، أو أن تكون صريحاً دون وقاحة في مواضيع تحتاج منك هاتين الصفتين؟ وبالأصح أن تكون رجلاً نزيهاً أو امرأةً نزيهة!

في يومٍ ليس بالقريب، ذهبت إلى مقهى للتغيير، وكان فكري منشغلاً وقتها، بماذا سأشرب الآن! وصادف حينها عدم تواجد صانع القهوة فأخذت وقتي لأقرر، ثم أشغلت نفسي في تصفح التطبيقات حتى يحضر؛ وفي لحظة! سمعت صرخةً أقرب من صوت دوي انفجار؛ هي الصرخة التي تُنشِف الجسم من الأكسجين، وتظهر منها العروق، ويصب منها مطر العينين!

ساد الصمت! وأصاب المكان السكون، وبعد دقائق، خرج صانع القهوة مطأطئ الرأس من خلف الستار، وعلى الفور تنبَه لوجودي، فرسم شبح ابتسامة الاستقبال وحيّا، ثم توجه إلى مكان استقبال الطلبات وسألني عن طلبي.

الضغوط النفسية التي يمر بها الإنسان تهلكه، سواء الأسرية منها، العائلية، القبلية، والعملية؛ لكن لماذا نصل إلى مرحلة الاختناق؟ هل هي سُنّة علينا إن صلح المنزل، ساء العمل، أو العكس!

كم منّا مَن يكتم هذه الصرخة ويداريها بأطنانٍ من التحمّل، وكم منّا من يستطيع أن يساهم في إطفائها دون أضرار!

أستغرب حقيقةً ممن ينتهج نهج إهلاك الآخر وإيصاله إلى حافة الهاوية النفسية، وكذلك ممن يستطيع أن يضع حداً للترهات التي تحيطه ويملك سلطة القرار ولا يتخذه!

التجاهل حلٌّ مؤقت، ولكنه مفيد لإعادة التخطيط والاستيعاب لمن يعرف قيمة نفسه، ويحسن التقليل من الأضرار، ليبقى نقياً، صافياً، مهما حاول محيطه تلويثه.

وبكل الأحوال لا ضرر من خوض التجربة، ليشتد عودك، وتزداد معرفتك بالشخصيات ودواخلها، وأن تكون على بينة، فلا تعلم ماذا سيكون درسك فيمن اعتقدتهم مظلومين، أو أخياراً، فإما أن تكون قراءتك صحيحة، أو ستأكل مقلباً لن تنساه ما حييت.

حاول جهدك أن تفرغ ما بك لمن يستقبل ويحنو عليك، لتستطيع أن تكمل مغامراتك في هذه الحياة، واسأل دائماً: ما هي مغامرتي القادمة؟

خواطر بنت فايز الشهري

 

@2khwater

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني

  • محمد العماري

    اتفق معك في المقال يا بنت فاير الشهري. 👍👍
    درر والله
    استمري 💚🤍