تناقل مغردون وناشطون على شبكات التواصل مقطع ڤيديو يوثق فعلًا مشينًا ومدمرًا بحق البيئة، حين ترك بعض ممن يطلق عليهم الجمهور الذي أدمن التفاهة والخواء، “مشاهير السوشال”، حيث خلّف كل أجوف وجوفاء من هؤلاء المشاهير أكوامًا من النفايات خلفه بعد حفلة شيلات صاخبة للترويج لأحد المنتجات الاستهلاكية.
واللافتُ أيضًا أن حنَق وغضب الناس في منصات التواصل الاجتماعي لم يقتصر على موضوع البيئة وحده، بل امتد ليشمل الوقوف في وجه كل من تسوّل لها نفسها من المشهورات الإمساك بالسيف والرقص به، حتى وإن كانت في سياق عرضة (مودرن)، ومتداعية إلى مرتبة شيلة!
المهم، لست هنا اليوم لتقويم حكمة الأجداد التي تقول: “لا يموت الذئب.. ولا تفنى الغنم”، فمشاهير السوشال يتزايدون بالساعة، وعشق الجمهور للتفاهة يتنامى يومًا بعد يوم، وهذا نتاجٌ حتمي بعد أن تأسست ثقافة التفاهة على أرض صلبة من الذكاء الرقمي، وهذه الأرض الصلبة هي هاتف ذكي مزدود بكاميرا ومليء بالتطبيقات السوشالية.. في يد الصغير قبل الكبير.
لا صدمة في كل ما شاهدناه من هؤلاء، بمنتهى الإنصاف، بل المزيد من الألم على بيئتنا التي يتسابق هؤلاء إلى تدميرها بمنتهى الصفاقة والغطرسة، دون أن يرف لهم جفن أو حتى يبادروا إلى الاعتذار، والآدمي الضحل بطبيعته، رجلًا كان أو امرأة، لا ينظر عادة لأبعد من نفسه، بل يرى في هذه الذات الخاوية أنها أهم من كل البشر، وكل ما على البسيطة من مكونات تخص كافة أطياف البشر وكل من يعيش على كوكب الأرض.
حديثي اليوم للعقلاء ممن أثبتوا حضورًا رائعًا في شبكات التواصل، ورغم قلتهم مقارنة بجيش التافهين والتافهات، إلا أن خروجهم بسلوك إيجابي عبر دعم العمل البيئي ومناهضة كل من يسعى لتدميرها سوف يسجّل لهم ويعتبر دعمًا لجهود الوطن الكبيرة في سبيل استدامة البيئة لأبنائنا وأحفادنا وأجيال عديدة قادمة. هذا الحراك السلمي المهذب في الاتجاه المعاكس للتفاهة والتدمير أراه اليوم واجبًا وطنيًّا، من الجميل أن نتعاون جميعًا للخروج به وجني ثماره على المدى القريب والبعيد.
وهذه دعوة من منتمٍ للعمل البيئي وفخور بكونه جزءًا منه، عبر صحيفة “المواطن“، لتأدية واجب تحتاجه بيئة وطننا، التي تكتنز ثروات لا حصر لها، وينتظرها مستقبل كبير في دعم الاقتصاد والتوطين، ومنظومة البيئة السعودية ابتداء بوزارة البيئة والمياه والزراعة، وامتدادها من كافة المراكز البيئية الوطنية، يرحبون بكل محب للبيئة ومدافع عنها.
@abdullahsayel