طقس غير مستقر في تبوك والشمالية غدًا رئيس الشباب عن صفقة الحربي: بحثت عن مصلحة النادي “الفريق خسر فنيًّا”.. المنجم يكشف كواليس انتقال تمبكتي للهلال المجلس العسكري في مالي يقيل رئيس الحكومة بسبب انتقاداته مصادرة أكثر من 20 ألف رتبة وشعارات عسكرية بالرياض وغلق محلين العرب والنجوم علاقة وجود وحياة الجنيه الإسترليني ينخفض مقابل الدولار ويرتفع مقابل اليورو مؤشرات الأسهم الأوروبية تغلق تعاملاتها على استقرار هل إغلاق سخان المياه أثناء الاستحمام ضروري؟ كيف استعدت أمانة الشرقية لموسم الأمطار؟
عندما كنا صغاراً علّمونا أن الطب مهنة إنسانية، فآمنّا وحلمنا وجاهدنا لنمتهن الطب وأسمعونا ما قاله الشافعي: ((لا أعلم بعد الحلال والحرام أنبل من الطب، إلاَّ أنّ أهل الكتاب قد غلبونا عليه))، فقررنا السفر ومحاربة الفرنجة واسترداد بعض ميراث أجدادنا، ونجح الكثير منا وأصبح يُشار إلى الطبيب السعودي بالبَنان في المحافل الدولية. علمونا أن للطبيب كرامةً وحماية فصدقنا، لنراها واقعاً في بلاد الفرنجة فولِدَ لدينا شعورٌ بالأمان وعدنا لنبذل الغالي والنفيس في خدمة المريض.
بمرور الأيام بدأت ظاهرة التعدي على الأطباء بحالات فردية، لتنمو مع الأيام ويصبح شعارهم “الطبيب مضروب إلا أن يشاء الله”، المصيبة ليست في ضرب الطبيب فحسب بل في السكوت على كافة الأصعدة، وبالرغم من سماعنا لكثير من التصريحات المسؤولة وغير المسؤولة أبرزها عقوبته سجن عشر سنوات وغرامة مليون ريال للتعدي سواء لفظياً أم جسدياً على الطبيب أو أي من الفريق الصحي، إلا أن كثيراً من قضايا الاعتداء بل أغلبها انتهت داخل أسوار المستشفى بحب الخشوم والصلح “والصلح خير”، أما الطامة فهي تصديق البعض لدرجة أنه لم يقارن فقط وطالب بالمساواة مع بعض المهن الأخرى بعد أن حكم بالسجن 16 عاماً والجَلد لمواطن وابنه اعتديا بالضرب على قاضي محكمة.
سمعنا الكثيرَ من الجعجعة لكن لم نرَ طحيناً سوى بعض من كرامة الأطباء المهدورة وشيء من جماجمهم المسحوقة، ربما هذا الصمت هو ما شجّع البعض في التمادي، أما الحافز الأكبر فهو عبارة يرددها البعض “الزبون عفواً المريض على حق” وبالتالي فضربه للطبيب نوع من الحق!
الملاحظ أن للطبيب نصيبَ الأسد من الاعتداءات، وقد يتساءل البعض لماذا الطبيب؟ من وجهة نظر شخصية أن السبب يعود إلى حماية الصيدلي خلف نافذة مقفلة لا تفتح إلا بما يسمح بتسليم الدواء، وكذلك أخصائي المختبر، أما سلامة التمريض فتعود لشهامة المعتدي الذي يرى أن ضرب الممرضة عيب في أعرافنا، وأن الممرض مسكين وإن كان من ضرب فهو لرأس الأفعى كما يردد بعض الجهلة!
ترى كيف سيكون الحال لو رد الطبيب بالمثل ولو بالصوت؟ وماذا سيكون ردة فعل المغردين وأهل الإعلام؟ بقي أن نلتمس العذرَ للمريض فلو ضرب ابنه فهذا عنف يحاسب عليه، ولو تلفّظ على زوجته لحوسب، ولو خنق قطاً أو دجاجة أو ضباً في الشارع لقامت الدنيا ولم تقعد، إذاً لم يبقَ سوى الطبيب ليفش غله أو يغل فشه!
الخاتمة:
قال الجواهري
قالوا قد انتصر الطبيبُ على المُحالِ من الأمورِ
زرعَ الجماجمَ والقلوبَ وشدَّ أقفاصَ الصدورِ
فأجبتهمْ: ومتى ستُرفَعُ رايةُ النصرِ الأخيرِ
زرعُ الضمائرِ في النفـوسِ العاريات عن الضميرِ