عمل على مدار الثانية وحسنة كل ثانية

الإثنين ٢٥ أبريل ٢٠٢٢ الساعة ٣:٣٨ صباحاً
عمل على مدار الثانية وحسنة كل ثانية
بقلم : بدر بن صالح بن عبدالله آل الشيخ

كثيرة هي المدن دائبة الحركة ودائمة الحراك؛ وديمومة التحرك، وكثيرة هي المدن في الكون التي يرغب الإنسان في رؤيتها في حياته قبل مماته، ولكن لا نبالغ إذا قلنا إنه لا يوجد في الكون مدينة ليس فقط لا تنام فحسب، ولكن لا تأخذها سِنةُ من النوم، من مكان طاهر ومقدس، ينبعث من جنباته الروحانية والأمن والسلم والأمن والتسامح والصفاء، والسمو، وكل ما يمكن من أوصاف سامية وراقية ونبيلة وجليلة ينبعث منها نور وهدى للعالمين، وفيه آيات بينات ورحمات وأمن وسلام وتسامح. يتوق إليها مليار ونصف من البشر. إنها بكّة حيث الكعبة المشرفة ومكة المكرمة العاصمة المقدسة، حظيت بانفرادية وخصوصية كونية بها وحدها لا غيرها؛ مهبط الوحي ومولد الرسول مبعث الرسالة المحمدية.

أم القرى تحتضن البيت المعمور حيث الكعبة المشرفة التي يتوجه لها أكثر من مليار ونصف مسلم كقبلة لصلواتهم الخمس، جعلها الله مثابة وأمنًا؛ يثوب إليها ملايين القاصدين من كل حدب وصوب، ويعودون إليها؛ تهوي إليها الأفئدة للحج من كل فج عميق ويذكرون الله في أيام معدودات، والشرب من زمزمها؛ طعام طعم وشفاء سقم.

إنه المسجد الحرام حيث البيت العتيق والصفا والمروة والحجر الأسود ومقام إبراهيم والركن اليماني وحجر إسماعيل، حيث شرفت به هذه الدولة المباركة من رعاية واهتمام بكل شؤون القاصدين من الزوار والعمار والحجاج منذ عهد المؤسس المغفور له حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز (حفظه الله).

إنه المسجد الحرام حيث تعمل منظومة الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في تكامل وتناغم وتماهٍ على مدار الثانية. إنه المسجد الحرام الذي يطوف حول كعبته المشرفة على مدار الثانية الطائفون والقائمون والركّع السجود.

إنه المسجد الحرام، حيث شرف المكان والزمان، المسجد الحرام يتشرف بخدمته من اصطفاه الله لنيل هذا الشرف العظيم، رجال رئاسة الحرمين الشريفين؛ صدقوا ما عاهدوا الله عليه، بقيادة معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي. في هذه البقعة المباركة العمل على مدار الثانية؛ حيث يوجد في جنباته طائف وراكع وساجد وقائم يصلي أو داعٍ أو معتمر يطوف أو يسعى.

في المسجد الحرام عمل منظم على مدار الثانية؛ يتنافس المتنافسون من منسوبي الرئاسة والجهات الأخرى لخدمة القاصدين، ولا يفتر المتناوبون ويتسابق المتسابقون ويَشرُفُ المتشرفون بالعمل. فلمثل هذا فليعمل العاملون.

وبموازاة ذلك ترى على مدار الثانية من يعقم ويطهر وينظف ويعطر ويكنس ويطيّب ويتطوع ويوجه ويرشد ويعطي ويأخذ ويجول ويتابع ويخطط ويشرف ويوزع ويشيد ويترجم ويفرش وينظم ويتابع، عمل تمارس فيه كل المفاهيم الإدارية الحديثة بخطوط اتصال عرضية وأفقية بكل جودة وإتقان وإبداع، بتناغم وتكامل مع الجهات المشاركة في خدمة ضيوف الرحمن خصوصًا في العشر الأواخر مسخرين أحدث التقنيات الذكية في شهر العطايا والخيرات.

هكذا هو مسار العمل في منظومة الحرمين الشريفين لا سقف له ولا حدود؛ عمل على مدار الثانية، وحسنة في كل ثانية.

 

* المشرف العام على مكتب الرئيس العام للمسجد الحرام والمسجد النبوي

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني

إقرأ المزيد