سجل يا تاريخ

الأربعاء ٢٢ أبريل ٢٠٢٠ الساعة ١٠:٣٠ مساءً
سجل يا تاريخ
بقلم: عبدالله آل مترك

يبدو أن جائحة كورونا، سوف تستحدث قائمة جديدة للدول الأكثر إنسانية في العالم، وستضع اسم المملكة العربية السعودية على رأس هذه القائمة، بعد حزمة المواقف والإجراءات التي وجه بها ولاةُ الأمر، وكانت مثار إعجاب العالم وتقديره.

فيوماً بعد آخر، تثبت المملكة أنها دولة “استثنائية” بما تتمتع به من ثوابت وقيم، تحث على الإيثار وتدعو إلى التضحية من أجل الدول الأخرى والوقوف بجانبها في السراء والضراء، ومن هنا، قد لا أكون مبالغاً إذا أكدت أن العالم بجميع دوله وقاراته، يدين للمملكة بالكثير من المواقف الإنسانية التي لم يكن يقبل عليها في هذا الظرف الحرج، سوى دولة بحجم السعودية بما تملكه من ثقل سياسي واقتصادي، ومكانة مرموقة في وجدان ملايين العرب والمسلمين.

لن نذهب بعيداً، ودعوني أسلط الضوء على مشهدين ظهرا للعالم في الأيام القليلة الماضية، يؤكدان أن حرص المملكة على التخفيف من تداعيات أزمة كورونا، لا يقتصر على الشأن السعودي فحسب، وإنما يتجاوزه إلى محيط الكرة الأرضية، في توازن مثالي بين متطلبات الداخل، واحتياجات الخارج.

المشهد الأول، ظهرت فيه المملكة، باعتبارها الرئيسة الحالية لمجموعة العشرين الاقتصادية، وهي تقود ـ منفردة ـ الجهود الدولية لإنقاذ الاقتصاد الدولي على خلفية التراجع المخيف والمقلق في أسعار النفط، في هذا المشهد، استثمرت المملكة علاقاتها ومكانتها في إقناع الدول المنتجة للنفط من داخل “أوبك” بضرورة خفض الإنتاج، وإن كان هذا الأمر عادياً، إلا أن الأمر غير العادي، قدرة المملكة للمرة الثانية على التوالي، على إقناع روسيا، وهي دولة كبرى في إنتاج النفط من خارج “أوبك”، بخفض إنتاجها اليومي 2.5 مليون برميل يومياً، في خطوة تؤكد أن السعودية تستغل علاقتها بما يفيد العالم.

يحدث هذا المشهد، في الوقت التي تسجل فيه المملكة أعداداً متزايدة من المصابين بفيروس كورونا، وكان هذا كفيلاً بأن تنشغل المملكة بنفسها، إلا أن آثرت أن تولي جزءاً من اهتمامها بالشأن العالمي، من منطلق مسؤولياتها الدولية ومبادئها الإنسانية.

المشهد الثاني، لا يقل شأناً وأهمية عن المشهد الأول، وفيه تتبرع المملكة بنصف مليار دولار، لمساندة الجهود الدولية للتصدي لجائحة كورونا. ووجهت السعودية هذا التبرع لدعم جهود المنظمات الدولية المختصة في مواجهة جائحة كورونا، وتعزيز التأهب والاستجابة للحالات الطارئة، وتطوير أدوات تشخيصية وعلاجات ولقاحات جديدة وتوزيعها، وضمان توفر ما يكفي من إمدادات المعدات الوقائية للعاملين في القطاع الصحي، وسبق للمملكة أن تبرعت بـ10ملايين دولار لمنظمة الصحة العالمية، للمساعدة في إيجاد لقاح للفيروس.

مثل هذه التبرعات، كان يفترض أن تأتي من دول كبرى وقوية لطالما تزعمت العالم، إلا أن هذه الدول بخلت بأموالها، وفضلت أن تنشغل بشأنها الداخلي.

أستطيع التأكيد على أن المملكة تفوقت على الجميع “إنسانياً”، ولن ينسى العالم مواقفها عندما يؤرخ لجائحة كورونا، ويوثق جهود الدول التي ساهمت في تجاوز الأزمة، وتلك الدول التي تقاعست عن القيام بدورها.

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني

  • عبدالله محمد

    اعتقد هى من افضل الدول ان لم تكون الافضل فى العالم فى التعامل مع الوباء صحيا و انسانيا و اجراينا مع كل من فى المملكة مواطن مقيم او زاير حتى مخالف لم نسمع شى مسيى لاى حد لم نرى عنصريه لم تعاير حد عالجت الجميع بنفس المستوى كل شى متواجد كل شى الكترونى شفافية ووعى ورويه شاملة لكل شى بجد شى يشرف ويدعو شكر المملكة العريبة السعودية وحفظة الله ولى امركم سلمان بن عبدالعزيز محبكم من / السودان