أمانة جدة تواجه الحالة المطرية بخطط و3 أقسام 5 أرقام مهمة و9 تأكيدات في حديث ولي العهد عن ميزانية 2025 تشكيل الأهلي المصري ضد إستاد أبيدجان الجدعان: التضخم تحت السيطرة و526 مليار ريال الإنفاق على التعليم والصحة والبلديات والتنمية الاجتماعية بالأرقام.. كريستيانو رونالدو لا يتوقف عن التألق أرقام وتفاصيل ميزانية 2025 .. النفقات 1,285 مليار ريال والعجز نحو 2.3% من الناتج المحلي التشكيل الرسمي لمباراة السد والهلال الهلال يسعى لمواصلة تألقه ضد السد ولي العهد: ميزانية 2025م تؤكد التزام الحكومة بكل ما فيه منفعة للمواطن وتؤكد تعزيز قوة ومتانة الاقتصاد السعودي برئاسة ولي العهد.. مجلس الوزراء يقرّ الميزانية السعودية 2025 بإيرادات تريليون و184 مليار ريال
أثبتت دراسة في عام 2003 أن أحد أهم أسباب ظاهرة اختلاف نتائج الأفراد في الحياة رغم نشأتهم في البيئة ذاتها يعود إلى اختلاف طريقة تقييمهم للأحداث التي تدور حولهم مما ينتج عنه مشاعر وأحاسيس مختلفة، ومثال ذلك ما يقال عادة عن ريادة الأعمال بأن هناك مَن يرى فرصة في كل مشكلة بينما يرى البعض الآخر مشكلة في كل فرصة.
إنها قدرة الإنسان على تفهم ما يواجهه من أحداث ومدى إيمانه بقدراته على التعامل معها وتخطيها بدلا من الخوف والهروب منها. توصلت إحدى الدراسات إلى أنه كلما ازدادت ثقة الإنسان بقدرته على تحكمه بسلوكياته كلما ازدادت رغبته في أن يخوض غمار العمل الحر.
تقول النظريات بأن الأشخاص غالباً يقيمون ما يواجهونه من أحداث في الحياة إما كتحديات أو تهديدات لمسيرة حياتهم الاعتيادية. في حالة ريادة الأعمال، يقيم البعض البدء في ممارسة العمل الحر بأنه خطرا على أسلوب حياتهم ووقتهم وحريتهم وعلاقاتهم ومواردهم المالية بل ومستقبلهم مما يعني أن جميع توقعاتهم تشير إلى نتائج سلبية لهذا المسار من الحياة. هذا التقييم يؤدي إلى الاعتقاد الجازم بأنهم لا يملكون الموارد الكافية للتعايش مع ضغوطات العمل الحر وبالتالي يفقدهم الثقة في قدراتهم على التحكم فيما يتوقعونه من أحداث مستقبلية. إن فقدان الإنسان لثقته في قدراته على التحكم في الأحداث المستقبلية والتعامل معها يعتبر من أهم أسباب الخوف من الفشل وعدم الصمود في مواجهة العقبات وبالتالي مصادرة رغباته في التوجه نحو ريادة الأعمال. وعلى العكس من ذلك، يقيم البعض ما يواجهه من أحداث في الحياة كنوع من التحديات مما يعني أنهم يتوقعون نتائج إيجابية لما سيواجهونه مستقبلا. إن هذا التقييم كفيل بأن يزيد من مستوى اعتقادهم بأنهم يملكون الموارد الكافية للتعايش مع الضغوطات المصاحبة لريادة الأعمال بما فيها الفشل مما يؤدي إلى زيادة ثقتهم في قدراتهم على التحكم بما سيواجهونه مستقبلا حتى يحققون أهدافهم. لذا، تعتبر تعزيز ثقة الإنسان بإمكانية البدء في العمل الحر ومواجهة تحدياته والنجاح فيه من أهم عوامل غرس ريادة الأعمال في رواد المستقبل.
أثبتت الأبحاث أن ثقة الإنسان في مقدرته على البدء والنجاح في العمل الحر يمكن تعزيزها من خلال ثلاث طرق وهي الممارسة والقدوات والإقناع اللفظي. تعتبر الممارسة هي أقوى الوسائل المباشرة لرفع الثقة في أداء عمل ما ، لذا تعد برامج محاكاة الواقع وإنشاء الشركات ومختلف الأعمال التجارية الافتراضية إحدى أنجع الطرق لتعليم ريادة الأعمال. الطريقة الثانية والغير مباشرة لرفع مستوى ثقة الإنسان في مقدرته على البدء والنجاح في العمل الحر هي من خلال رؤية وسماع تجارب الآخرين ممن عاشوا في بيئة مماثلة وتحت ظروف مشابهة أو أصعب وتمكنوا من النجاح في مجال ريادة الأعمال.
لذا نجد بعض برامج ريادة الأعمال تعتمد على المتحدثين من رواد الأعمال والذين يشاركون الآخرين قصص نجاحهم وكيف تحكموا في مشاعرهم وأحاسيسهم حتى تغلبوا على التحديات والأوقات العصيبة في مسيرتهم. الطريقة الثالثة تتلخص في التأثير اللفظي حول ريادة الأعمال وأهميتها وإمكانية اعتبارها خيار عملي في الحياة ومثال ذلك إذا كان الوالدين أو أحدهما ممارسا للعمل الحر فقد يكون التأثير اللفظي أحد الطرق المهمة في زيادة الثقة بالنفس للتوجه في المسار ذاته. إضافة إلى ذلك، تعتبر المحاضرات من طرق التأثير اللفظي خاصة للأشخاص الذين لم يتعرضوا لأي تأثير من قبل رواد أعمال في البيئة المحيطة بهم. الجدير بالذكر أن هذه الطرق وتفاوت تأثيرها في العملية التعليمية يتطابق مع ما يسمى هرم التعلم والذي يعتبر أن الإنسان بإمكانه أن يتذكر ما يتعلمه بنسب متفاوتة بناء على طريقة التعلم فنجد أن قمة هرم هي التعلم بالممارسة حيث يستطيع الإنسان أن يتذكر90% مما تعلمه في حال كان التعليم بالممارسة بينما تقل النسبة إلى 70% في حال التعلم بالتحدث مثل إلقاء الكلمات أو المشاركة في المناقشات بينما تقل النسبة إلى 50% في حال التعلم عن طريق النظر والاستماع مثل المحاضرات.
إن أهمية تعزيز ثقة رواد المستقبل في قدراتهم ستعود على برامج دعم ريادة الأعمال بالعديد من الفوائد وأولها أن زرع ثقة رواد المستقبل في قدراتهم كفيلة بأن تضعهم على أولى عتبات البدء والاستمرار والنجاح في ريادة الأعمال ألا وهي وضع أهداف لحياتهم تتسم بالتحدي مما يقود إلى شحذ الهمم وإيقاد جذوة الحماس ورفع مستوى الطموح والتطلعات عوضا عن الأهداف البسيطة والتي تصاحب عادة الثقة المتدنية وتؤدي غالبا إلى محدودية الإنجازات. ثانيا إن رفع مستوى ثقة رواد المستقبل في قدراتهم ستساعدهم على التصدي لسلبية بعض قيم وثقافات المجتمعات والتي تحث على نمطية التفكير والتمسك بالمألوف وتعتبر ما سوى ذلك ضرب من المغامرة والمخاطرة المعروفة نتائجها مسبقا، وهو ما يتعارض كليا مع أبسط مبادئ ريادة الأعمال وما يدور في فلكها من تفكير وإبداع وإلهام. ثالثا إن تعزيز ثقة رواد المستقبل في قدراتهم ستساهم في الصمود أمام العقبات التي ستواجههم لا محالة بل وتشبثهم بأفكارهم وأهدافهم لإيمانهم العميق بأنفسهم وإمكاناتهم ففي كل مرة يتعرض فيها رواد الأعمال للرفض أو حتى الفشل يصبح إيمانهم بأفكارهم و ثقتهم بأنفسهم محط تساؤل وريبة وهنا يأتي دور عمق الثقة بالقدرات على التعامل مع ذلك بأنه جزءا من رحلة النجاح وليس نهاية الطريق وبالتالي فإن الاستمرار سيكون هو رد الفعل لكل ما يواجهونه عوضا عن التخلي عن أفكارهم والهروب من المواجهة.
يقابل أهمية تعليم ريادة الأعمال من خلال تعميق ثقة الأفراد بقدراتهم العديد من التحديات من أبرزها أن هذا النوع من التعليم يهدف إلى حث الأفراد على سلوك مسار في الحياة يعتبر غير تقليدي وبالتالي لا يمكن أن نتبع طرق التعليم التقليدية لإخراج أفضل ما يملكه رواد المستقبل من إمكانات توصلهم إلى مرحلة التفكير والسلوك الريادي والإبداع والخروج عن المألوف، حيث يتطلب هذا النوع من التعليم موارد بشرية ومادية وطرق تعليم وتقييم غير تقليدية تصل برواد المستقبل إلى أهدافهم وطموحاتهم وتحقق في الوقت ذاته النمو الاقتصادي المنشود والذي وضعت من أجله برامج دعم ريادة الأعمال في مختلف الدول. تتضمن أول طرق مجابهة تحديات تعليم ريادة الأعمال تدعيم الجانب النظري بآخر عملي مثل برامج المحاكاة والشركات الافتراضية ومنافسات بيع المنتجات والخدمات على أرض الواقع والتي تمكنهم من ممارسة الكثير مقومات العمل الحر مثل اتخاذ القرارات وإدراك الفرص و التسويق والمبيعات والإدارة و القيادة الفعالة. فيما يخص الموارد البشرية اللازمة، يتطلب هذا النوع من التعليم تأهيل المدربين وتغيير طرق تقييم المتعلمين حتى تكتمل العملية التعليمية وتحقق أهدافها.
إن طريق تعليم ريادة الأعمال وما يتطلبه من أساليب غير تقليدية يظل مليئا بالتحديات والتي تشمل طرق ووسائل وماهية التعليم والتقييم حتى يصل صناع برامج دعم ريادة الأعمال إلى الأهداف المنشودة التي تعود بالنفع على اقتصاديات الدول وتعين على مجابهة التحديات التي تواجهها الأجيال ولتكن نقطة البداية هي غرس وتعزيز الثقة بقدراتهم يقودهم إلى ذلك شغف صادر من دواخلهم لتحقيق ذواتهم والإسهام في تنمية مجتمعاتهم.
دكتوراه ريادة الأعمال جامعة بليموث/ ماجستير ريادة الأعمال جامعة سري
[email protected]