ضبط مواطن ووافدة لانتحالهما صفة غير صحيحة وارتكاب حوادث جنائية بالرياض
فرصة استثمارية في متنزه البيضاء بالمدينة المنورة
تنبيه من حالة مطرية غزيرة على الباحة
مروج الحشيش والإمفيتامين في قبضة رجال مكافحة المخدرات بالباحة
الرياض تستضيف أول منتدى لحوار المدن العربية الأوروبية
إغلاق عدد من الطرق تزامنًا مع سباق فورمولا 1 في جدة
أكاديميون سعوديون: الكتابات القديمة تؤكد الانفتاح الحضاري العربي
الأفواج الأمنية تشارك بفعاليات أسبوع المرور الخليجي 2025م بمنطقة نجران
آل الشيخ: تفريغ منسوبي شؤون الحرمين لملاك الرئاسة نقلة نوعية لإثراء تجربة القاصدين
1.695 مليار ريال قيمة صادرات المملكة من التمور عالميًا
قبل عشرات السنين أجريت حديثًا صحافيًّا مع عمي- المرحوم بإذن الله- مبشر بن محمد- رحمه الله ووالدينا وجميع أموات المسلمين- تحدث فيه عن الزراعة النادرة في الجبل، ومنها زراعة البن الفائق في المذاق وعن حصونه التي شهدت بطولات المدافعين عن الجبل أثناء الغزو التركي، حيث كبدوهم خسائر فادحة في المعدات والأرواح وعادوا على أعقابهم يجرون ذيول الهزيمة وويلات الانكسار عقب ما كانوا يخططون لاعتلاء قمة الجبل والتمركز فيها، ومن ثم الانطلاق منها لشن هجماتهم على بقية قرى الجبل المجاورة، حين اطلعت على خبر ترميم حصون المضفاة لتصبح معلمًا سياحيًّا وتاريخيًّا عادت بي الذاكرة إلى حصون جبل هادا التي كان لها دور فاعل ومؤثر على امتداد التاريخ تستحق أن نستحضر عبقها لنعطر به سيرة الآباء والأجداد ونحيي بها ذكراهم ونرسخ مآثرهم في ذاكرة أجيال الحاضر والمستقبل.
لم يكن تاريخ الآباء والأجداد عابرًا دون تأثير يذكر فيشكر ولم يكن يخلو من البطولات وقيم الكرم والشجاعة والإيثار، ولم يتمحور اهتمامهم وينحصر بحثهم الدؤوب عن قوت يومهم من خلال حرث الأرض واستصلاحها، رغم شُح مواردها ومشقة حصولهم على العائد المجزئ، إلا أنهم كانوا يبذلون الكرم دون أن يمنعهم عوزهم أو تثنيهم حاجتهم، وكان الواحد يقري الضيف ويكرمه غاية الكرامة حتى وإن كان لا يملك في بيته السمن والدقيق والذبيحة، لكن الكل متكاتف والكل يوفي الآخر ولا يخذله في كل حالاته لا في فقره ولا في غناه، وكانوا يغرسون قيم وحب الكرم في سلوك وأفعال وقناعات الأجيال بالتدريب والتعويد.
إن لكل حصن من حصون المنطقة حكاية أمجاد وعبق تاريخ، ولو أن حجارتها تنطق لروت لنا من القصص أعجبها ومن الحكايات أصدقها، والتي لا تخطر على بال بشر ولا على عقل متدبر؛ لهذا أرى أن دور المثقف والإعلامي ينبغي أن يسهم بفعالية في تدوين ذلك التاريخ المشرق من خلال جمع روايات وشهادات كبار السن الذين عاصروها أو رويت لهم، وحين يعاد ترميم هذه الحصون يدون على كل واحد منها حكاياته على امتداد تاريخها وأسماء أصحابها حتى لا تسقط من ذاكرة الزمن والمكان والأجيال المتلاحقة.