مدرب منتخب عمان: مباراة الأخضر مهمة وأثق في اللاعبين وظائف شاغرة بـ شركة المراعي في 3 مدن وظائف شاغرة لدى شركة جوتن في 3 مدن وظائف صحية وإدارية شاغرة في شركة الدواء وظائف شاغرة لدى مجموعة العليان القابضة وظائف شاغرة في الخزف السعودي ضبط مستودع مخالف ومصادرة 3500 كيس ثوم في الجموم وظائف شاغرة بـ ساماكو للسيارات في 3 مدن موعد مباراة السعودية ضد عمان والقنوات الناقلة وظائف شاغرة بـ شركة مطارات جدة
كلما ازدادت قوافل الشهداء الفلسطينيين؛ كثُرت المزايدات، وكلما قُتِل الإسرائيليون؛ تعاظمت حتى أضحت المزايدة على القضية الفلسطينية نموذجاً يحتذى به للأسف، وترند رقم واحد في حساباتهم، ورمزاً للمزايدين والمتسلقين، لكي يُظْهروا بطولاتهم على جثث الشهداء، كون هذه الجثث هي قوتهم، وقُوتهم للاستمرار في المزايدة.. وما نراه بعد عملية طوفان الأقصى، يعد -بكل المعايير- قمة المزايدات على القضية الفلسطينية، والتسلق والاقتتات من القضية الفلسطينية، التي تعد جوهر الصراع العربي الإسرائيلي، ولا يمكن أن يكون هناك سلام عادل وشامل إلا بعودة الحقوق الفلسطينية المشروعة، وإنشاء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
وليس هناك رأيان، أن عملية طوفان الأقصى كسرت ظهر الصهاينة المعتدين، ولقّنت اليهود درساً لن ينسوه في التاريخ.. إلا أن الحقيقة المُرّة وبل والكارثية، فهي أن الشعب الفلسطيني في غزة هو الذي دفع ثمنها غالياً جداً بشكل غير مسبوق عن الأزمات الماضية، عبر الإبادة الإسرائيلية الجماعية ووصول أعداد شهداء غزة إلى ما يزيد عن ١٤ ألف شهيد، ثلثهم من الأطفال، وقد تكون الحصيلة مضاعفة، كون لم يتم اكتشاف الشهداء تحت الأنقاض. التاريخ يعيد نفسه، عندما شاهدنا نفس السيناريوهات في العقود الماضية، احتفالات عارمة، بعد عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر، والاحتفائية، حق لكل من عانى من إرهاب إسرائيل التي عاثت في الأرض الفلسطينية الفساد، وأهلكت الحرث والنسل. لكن الذين خططوا لعملية طوفان الأقصى، تناسوا أن هذه الاحتفالية سرعان ما ستتمخض وستتحول إلى مأتم فلسطيني، وسرادقات عزاء في العراء لم يشهده التاريخ من قبل.. بكاء وعويل وصراخ، وجثث متناثرة وأشلاء لأطفال، وتدمير منظم وقتل وإبادة جماعية، وجرائم حرب إرهابية، لا يمكن وصفها على الإطلاق في غزة العزة، لدرجة أن الشعوب العربية والإسلامية، أصيبت بحالة اكتئاب وهستيرية نفسية؛ لما شاهدوه من مجازر إرهابية إسرائيلية غير مسبوقة ضد الشعب الفلسطيني المغلوب على أمره في غزة والذي دفع ثمن احتفالية السابع من أكتوبر دماً وأرواحاً مستقبلاً..
.. ونتساءل، ونسأل نحن، بعد مرور ٤٦ يوماً من احتفالية عملية طوفان الأقصى.. أين هم المحتفلون؟ ولماذا انتهت الاحتفالات؟ وهل تناسوا أو تغافلوا أن الشعوب العربية والإسلامية أصبحت تمتلك الوعي الكافي للتمييز، بين الداعم الحقيقي للقضية الفلسطينية وبين من يتاجر بها ويرقص على جثث شهدائها.
المقاومة ضد قوات الاحتلال والإرهاب الصهيوني وتدمير واغتصاب للأرض الفلسطينية حق للشعب الفلسطيني، إلا أن المغامرات غير المحسوبة، التي تقوم بها الفصائل ولا تضع في الاعتبار تداعياتها على الشعب الفلسطيني، تعد كارثة كون هذه الاحتفاليات المؤقتة تعقبها كوارث وأزمات ونزوح ومجاز دائمة ضد الشعب والفلسطيني في غزة.. وكان من المفترض من الفصائل أن تتعامل مع قواعد الاشتباكات الحربية وردود الفعل المتوقعة على الشعب الفلسطيني من جانب الصهاينة والتنسيق مع السلطة الفلسطينية الشرعية وتجاوز الخلافات اللحظية؛ لكي يكون الجميع على مسافة واحدة، كون عملية طوفان الأقصى كانت تتطلب التنسيق معها لكي يتجنب الشعب الفلسطيني ويلات الحرب التي يعاني منها نتيجة عملية السيوف الحديدية الهمجية.
ومن الأهمية اليوم امتلاك الشجاعة والحديث بشفافية، على ضوء ما تمرّ بها الساحة الفلسطينية والمنطقة برمتها من مخاض عسير وخطورة بالغة، بعدما كرّست السيوف الحديدية الإسرائيلية في غزّة خارطة ومتغيرات جيو استراتيجية جديدة في المنطقة بسبب عملية طوفان الأقصى والتي ستتمخض عن جغرافية مختلفة قد لا يكون فيها للدولة الفلسطينية مكان فحسب، بل غزة أيضا واحتمالات توسيع رقعة الحرب في المنطقة برمتها.
ففي هذه الأيام العصيبة نتابع الأحداث حيال ما يجري في عزة من إبادة جماعية، فنستشف ما خلفها وما بعدها، حيث تبدو لنا الصورة سوادوية غير مسبوقة، لغد رمادي، أصبح على مرمى حجر لن يسر أحداً بل سيكون قمة في الكارثية للشعب الفلسطيني الذي سيحاصر أكثر من ذي قبل بين عدو صريح أو متسلل ومزايد عتيد يقتات مما يجري..
لقد زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر لأهالي غزة، ومن الأهمية تصحيح المفاهيم المتعلقة بفلسطين، فالقضية ليست قضية الفلسطينيين وحدهم، وإنما هي قضية العرب والمسلمين، وقضية جميع الأحرار في العالم. ومن السهل رمي الاتهامات جزافاً وخلط الحق بالباطل تمويهاً لتغطية الحق.. إنها كلمة حق يصدح بها الشرفاء المناضلون الحقيقيون، من أجل حقوق الشعب الفلسطيني الثابتة، وغير القابلة للتساقط بالتقادم، بعيداً عن المزايدات وأصوات التخوين التي تطال كل من يرى المشهد بعقله لا بعاطفته، فهذه الحقيقة بلا أدوات تجميل، نعم ستنتصر فلسطين وسيعود الأقصى، وتلك وعود ربانية لا بشرية، وستعود بعد أن ينكشف القناع ويتلاشى الزيف، ستعود بالوحدة لا بالتفرق، ستعود بجهود المخلصين لا بالمتكلمين والمزايدين.
إننا الآن أمام كارثة إنسانية غير مسبوقة، بكل المقاييس، حيث يوجد أكثر من 2 مليون شخص في قطاع غزة يعانون أكبر وأعنف جرائم حرب صهيونية ضد الشعب الفلسطيني، ما يتنافى مع الأخلاق والإنسانية وكل قواعد الرحمة، فأهل غزة بحاجة إلى كل أنواع المساعدة والدعم الإنساني والإغاثي، الطبي والأغذية والأدوية.
فلسطين ستظل قضيتنا الأولى، ولكن بلا مزايدات أو تسلق، أو نفاق وخداع.
أياً كان الأمر فإن أحداث غزة التي نعيشها تضع المزايدون في الغربال والمجهر، ليأتي التفريق بين صادق العهد والكاذب، وبين الوفي والخائن، وبين الشريف ومدّعي الشرف.. وقد تكون غربلة بعدها غربلة، وفي النهاية يبعد ما لا خير فيه ويبقى للعظائم أهلها.
أحاديث العالم هذه الأيام في الفضائيات، تعكس التفاعل مع مجريات الحرب التي أصبحت كاشفة فاضحة، وخافضة رافعة ما بين مزايدين يقتاتون على القضية الفلسطينية، وبين مناصرين شرفاء يعملون بحكمة وهدوء للحفاظ على ما تبقى من الشعب الفلسطيني في غزة، وإنقاذ القضية الفلسطينية من الانهيار ودخولها في غياهب الجبّ.
وبعد إعلان المملكة الحملة الشعبية السعودية لإغاثة الفلسطينيين في غزة، انحصر المزايدون، وانكتم المتسلقون، كون المملكة عملت بصمت وحكمة منذ بداية عملية طوفان الأقصى، لوقف إطلاق النار وإنهاء الحصار لتجنيب الفلسطينيين ويلات الصراع وردفت المملكة القول بالفعل بعيداً عن المزايدات وبهدوء، لتخفيف من وطأة المُعاناة الإنسانية التي سببتها آلة الحرب الإسرائيلية الإرهابية ضد الشعب الفلسطيني في غزة وتحديداً في ظل ما يُعانيه الفلسطينيون من تدهور للأوضاع المعيشية والانهيار التام والإبادة وجرائم الحرب
الإسرائيلية والعالم صامت جامد لا يتحرك.. فضلاً عن استضافتها قمة عربية إسلامية طارئة وإرسال المساعدات الإغاثية للشعب الفلسطيني المنكوب..
ويبقى الهدف الأوحد هو حماية الشعب الفلسطيني من الاستبداد الصهيوني وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.