أمير الرياض يرعى حفل الزواج الجماعي الثامن بجمعية إنسان وزارة الصناعة تُطلق برنامج التدريب التعاوني للطلاب الجامعيين جامعة الحدود الشمالية تُعلن عن وظائف أكاديمية شاغرة لجنة البنوك السعودية الإعلامية: احذروا منتحلي المؤسسات الخيرية والشخصيات الاعتبارية وكالة الأنباء السعودية توقّع مذكرة تفاهم مع “نوفا” الإيطالية لأول مرة من 13 عامًا.. جنبلاط في قصر الشعب بدمشق منصة مساند: 4 خطوات لنقل خدمات العمالة المنزلية حساب المواطن: 3 خطوات لتغيير رقم الجوال العالمي يزيد الراجحي يسيطر على جولات بطولة السعودية تويوتا ويتوج باللقب للمرة الرابعة زلزال بقوة 5.3 درجات يضرب جنوب إفريقيا
اليا صفالك زمانك علّ ياضامي
اشرب قبل لا يحوس الطين صافيها
نادراً ما يبدأ المقال أو يكون عنوان المقال بيتاً من الشعر، ولكن لعل هذا البيت يصف الواقع الحاليللنظام العالمي المتقلب، والمتغير، بشكل يجعل الدول والحكومات تستغل الفرصة من أجل الصعودوفرض حضورها على المسرح الدولي.
يأتي قرار أوبك+ بقيادة المملكة العربية السعودية القاضي بتخفيض إنتاج النفط بمقدار 2 مليونبرميل، في وقت تشتد فيه أزمة الطاقة العالمية، وتستعر فيه الأزمة الروسية الأوكرانية، وهو الأمرالذي تسبب في ردود فعل غربية واسعة تستنكر وتشجب قرار أوبك+ بتخفيض الإنتاج، بل ذهبالبعض منهم إلى الإشارة بشكل مباشر إلى أن المجموعة بقيادة السعودية تساهم في دعم روسياضد أوكرانيا.
في حقيقة الأمر أن القرار جاء في وقت حرج بالنسبة للنظام الدولي، ففي حين أن الأزمة الروسيةالأوكرانية تستعر وتلوح في أفقها الأسلحة النووية، نجد أيضاً أن كوريا الشمالية قامتباستعراض قوتها النووية من خلال إطلاقها صاروخا باليستياً تجاوز اليابان وجزيرة (غوامالأمريكية) وهو إشارة إلى استعداد الحليف الروسي/الصيني لأي عمليات عسكرية مستقبلية،وكذلك كبح جماح الاستعراض العسكري الأمريكي مع حلفائها في المحيط الهادئ(اليابان/كورياالجنوبية/الفلبين). كما نلاحظ أن التوتر الصيني/التايواني بلغ ذروته من خلال عمليات اختراقالمجال الجوي التايواني من قبل الطائرات الصينية، والتلويح التايواني بإسقاط هذه الطائرات.
وعلى المستوى الاقتصادي، فتشير التقارير إلى أن باكستان تواجه أزمة اقتصادية خانقة قدتنتهي بانهيار مثلما حدث في سيرلانكا، غير أن الاختلاف هنا، أن باكستان قوة عسكرية نوويةومنافس قوي للحضور الهندي في المنطقة، وبالتالي فإن مسألة الانهيار لن تقتصر على الاقتصادفقط.
أما في أوروبا فالأوضاع الاقتصادية لا تبشر بخير بالنسبة للقادة الأوروبيين، إذ نجد أن وقف ضخالغاز الروسي إلى الدول الأوروبية يدفعها إلى مواجهة أزمة شتاء صارمة جداً سواءً على المستوىالاقتصادي أو المستوى الاجتماعي. وسياسياً نجد أن القارة الأوروبية تشعر بالقلق من صعودالأحزاب اليمينية المتطرفة وقوة تأثيرها على مستقبل الوحدة والسياسة الأوروبية، ففي السويدحصل تحالف يميني متطرف على أصوات كفلت له قيادة الحكومة، غير أن ما يزعج الأوروبيين هوأن بعض أعضاء هذه التحالفات كانت لهم منشورات تشيد بالنازية الألمانية بقيادة هتلر، كما أنبعضها يبرر للرئيس الروسي التدخل في أوكرانيا. كذلك الحال في الأحزاب اليمينية التي صعدتفي إيطاليا والتي تسببت في قلق أوروبي. هذا الشرخ الأوروبي من شأنه أن يزعج القائمين علىرسم السياسة المستقبلية الأوروبية خاصة ألمانيا وفرنسا.
ولعلنا نعود إلى عنوان المقال: (اليا صفا لك زمانك عل ياضامي) وهو بيت مشهور للأمير الشاعرخالد الفيصل، وفيه إشارة مباشرة إلى استغلال الفرص والإقدام وتقاسم الكعكة الدولية، وتسجيلالموقف السياسي القوي، وتفعيل الحضور والقوة الدبلوماسية ، وتثبيت اسم المملكة العربيةالسعودية كعنصر فاعل ومؤثر في القرار الدولي، دون الالتفات إلى المزاج الغربي المتقلب. ولايقتصر الأمر على ما سبق بل العمل أيضاً على الفوز بالتمثيل الدائم في المجاميع الدولية، والعملعلى تناغم كافة القوى الدبلوماسية والثقافية والاقتصادية السعودية.