الميراث بطولة “الحلاق”

وقعت عيني على مسلسل بعنوان (الميراث).. ومع رغبتي الشديدة في الدخول إلى صُلب الموضوع مباشرة، أقول: إن البطولة في هذا المسلسل تذهب وبلا نزاع إلى الحلاق بالمفردة الشعبية، أو (مصفف الشعر) بلغة البلاتوهات والدراما. وستعرفون في الجزء المتبقي من المقال لماذا يعتبر مصفف الشعر هو البطل أو (السوبر ستار) في مسلسل رمضاني كهذا.

نعم أيها السيدات والسادة، إن مصفف الشعر في هذا المسلسل بطل حقيقي، فقد جعل كل من في المسلسل يشبهون بعضهم إلى درجة التوأمة. فالكل- تقريبا- يلتحون (عوارض) مدرجة والجميع يصففون شواربهم بنفس الطريقة، والسواد الأعظم منهم لديه نفس البقعة الرمادية في لحيته وفي مقدمة شعر رأسه، ولا يستثنى من هذا سوى الممثل الجميل محمد الحجي.

ومن المعجزات الأخرى التي نجح مصفف الشعر في تقديمها، قدرته العجيبة على جعل الممثل المتواجد في غرفة انتظار الطوارئ بالمستشفى منذ أيام بنفس التسريحة وبنفس ثبات التصفيفة ودون أن يصيب هذا العمل الشمعي أي “نكشة”! بل وتجاوزها إلى قدرته على جعل كل الممثلين في حالة جاهزية غريبة من نوعها للظهور بأبهى تسريحة شعر وعوارض.. حتى لو كانوا في فراش النوم، أو مستيقظين من النوم للتو واللحظة.

وهذا الاهتمام الفريد بتحويل الممثلين إلى نسخ مكررة بواسطة مصفف الشعر واللحية يعتبر بطولة حقيقية ينفرد بها المسلسل، وهي بطولة أهم- في رأيي- من بطولة (النظرات بالعيون) التي يتميز بها مسلسل الميراث. فلو أمعنت النظر، ستلاحظ أن الكل يحملق ويبحلق في الآخر على الفاضي والمليان.. وأن كل الممثلين يعطون بعضهم البعض (عين) دون سبب مفهوم! وحتى لو لم يجد الممثل أو الممثلة زميلًا يعطيه عينًا، فإن الممثلين يبادرون إلى إعطاء عين لأي تيار هواء يحيط بهم او حتى جدار أو مزهرية. لكن رغم الحضور (النازي) للنظرات في مسلسل الميراث.. إلا أن الحلاق هو البطل.. وهو الفرعون.

سيكون لنا وقفات اخرى مع الدراما الخليجية في رمضان، فكونوا معنا وتابعوا كل جديد، والآن أستأذنكم لزيارة مصفف الشعر الأقرب لبيتي، وليتكم تبادرون إلى نفس الفعل، فيبدو أن تصفيف الشعر كفيل بعرض كافة المشاكل وبحث أنسب وأنجع الحلول لها مهما كانت كبيرة.

*@abdullahsayel 

• # الحلاّق
• # الميراث
• # عبدالله صايل
• # مسلسل الميراث
• # مصفف الشعر
• # مقالات عبدالله صايل