القصيم قصة تفوّق

السبت ٥ نوفمبر ٢٠٢٢ الساعة ٣:٣٨ مساءً
القصيم قصة تفوّق
بقلم : أ.د خالد الشريدة

دعوني أبدأ بأننا في وطن متفوق وينافس عالميًا .. فليس من الغريب أن تكون أجزاؤه تحمل جينات التفوق في مساحاته كلها.

وطرحي اليوم هو عن بيئة أعيشها وأسعد بمتابعة تفاصيلها وسيرة أميرها.

والأساس المهم الذي خلق هذا الأنموذج في القصيم هو (أن هناك توافقًا بين صفاتها وصفات من يديرها).

وبين أيديكم سبع سمات ولفتات كانت مغذيات لهذا الأنموذج القصيمي وهي:

  • اللفتة الأولى:

أن القصيم عُرفت بأنها منطقة العلم والعلماء .. وعُرف سموه الكريم بالعلم وتقديره للعلماء فهو يحمل درجة الدكتوراه في علوم السياسة وله مؤلفاته العديدة في التاريخ والسياسة والثقافة ورسائل مهمة في الآداب الإسلامية .. وهنا أسّ التكامل بين شخصية سموه وشخصية منطقة القصيم. ويعد ديوان سموه الكريم في قصر التوحيد شاهدًا علميًا وثقافيًا لتأكيد هذا التفاعل والتفاؤل في أن عقلية القصيم حية وحيوية تنجذب لبيئة العلم وتتناغم معه.

هذا التكامل ولَّد تفاعلًا متنوعًا في المنطقة يشهده الواقع في جوانبه المتعددة.

وهذه لمحة قيادة إدارية عميقة وهي أنه حينما يتولى الأمر شخصية تتناسب وطبيعة البيئة التي يديرها فإن هذا هو مكمن النجاح واستدامة التنمية فيها.

والمعنى الإداري والاجتماعي هنا هو أننا من أجل أن نضمن النجاحات سنقضي على المشكلات حينما نولي القيادة من يستحقها أولًا ومن يتناسب مع بيئتها ثانيًا.

  • اللفتة الثانية:

هي أن بيئة القصيم غنية بميزات نسبية في كل محافظاتها منها ما تشترك فيه ومنها ما تتميز به .. والملاحَظ عبر مساحة القصيم أن هناك مهرجانات وفعاليات متنوعة تمتاز بها سواء عاصمتها الغنية الفتية أو محافظاتها الذهبية بل حتى مراكزها الأبية .. فمن مهرجانات التمور (بل فيها أكبر مزرعة تمور في العالم) إلى العنب والتين والفراولة والقرع والرمان وغيرها مما يعلمه الجميع ويزيد على ذلك فعاليات في المهن والصناعات الحرفية التي جعلت من الأسر المنتجة في المنطقة علامة فارقة في ساحة الوطن كله.

ويتوج ذلك كله إطراء سمو ولي العهد للمنطقة خلال زيارة خادم الحرمين الشريفين وقد سمعت ذلك في الجلسة أن أهم ميزة نسبية في القصيم هم (رجالها).

نعم .. كل هذا الحراك ما كان ليحدث لولا أنّ خلفه رجال مخلصون وأمير ملهم مفضال.

  • اللفتة الثالثة:

هي أن هذا التكامل بين شخصية القصيم وشخصية الأمير نقل الأثر والتأثير من المحلية إلى العالمية حيث أثبتت تاج القصيم تفوقها العالمي في مؤشرات اليونسكو فحصدت بريدة مقعدًا في (المدن المبدعة عالميًا) في فنون الثقافة والتراث كما حصدت كذلك شهادة (قنيس) متفوقة على ولاية كلورادو الأمريكية كونها تمتلك أكبر مستشفى للإبل والطب والبيطري في العالم. وسيشهد هذا المستشفى تطورًا وتنوعًا لا أظن مستشفى يمكن أن ينافسه. ثم تحل عنيزة الفيحاء منافسًا آخر في الميدان العالمي لحصولها على شهادة (قنيس) في امتلاكها لأكبر غابة …والبكيرية مدينة صحية.

إذا هنا في القصيم طموح لم ولن يتوقف بل واصل للعالمية وفي رحم المستقبل منافسات قادمة.

والتطلع للعالمية ليس غريبًا على منطقة العصامية .. بل كان آباؤهم وأجدادهم من خلال رحلات (العقيلات) يضربون أكباد الإبل سفرًا إلى عدد من الدول منهم الراكب ومنهم الماشي على قدميه، عقليات تحدت الظروف فخلقت لأنفسها ولمجتمعها ظروفًا أصبحت مضربًا للأمثال وللأجيال.

  • اللفتة الرابعة:

لغة التحفيز .. حيث أصبحت كثير من الجوائز تدار دفتها من خلال فريق مبدع داخل أروقة الإمارة مع شراكة متقنة مع الداعمين من رجالات المنطقة والقطاع العام والخاص والأهلي في المنطقة.

جوائز للمبدعين وجوائز للمتفوقين وجوائز للعمل الخيري وجوائز لشقائق الرجال وجوائز التميز في المنطقة وعلى مستوى المملكة وجوائز للشاب العصامي وجوائز للمزارع النموذجية وجوائز يكثر عدها ويصعب حصرها. كلها تؤكد وترسخ لغة التحفيز التي تنتهجها (إمارة التنمية).

هذا الأسلوب يرسخ منهجًا أصيلًا في تراثنا الإسلامي (أن نقول للمحسن أحسنت) فليس الأسلوب الأمثل أن نتناقل سلبياتنا بل أن نشد على أيدي المحسنين منا ونشعرهم بمكانهم ومكانتهم تقديرًا لهم ليكونوا قدوة لغيرهم.

هذه الثقافة أخرجتنا من لغة (النقد إلى لغة البناء)

هذه المزية هي لغة الإمارة (التنموية).

  • اللفتة الخامسة:

هي أن طبيعة إدارة مفهوم الإمارة انتقل من معانيه (الإدارية والأمنية المعتادة إلى آفاقه التنموية) الطموحة ويحق لمقام إمارة القصيم أن نطلق عليها بكل جدارة مصطلح:

إمارة التنمية

هذا المعنى يؤكده ويعززه سمو الأمير في قدرته على إدارة شؤون التنمية بأسلوب الشراكة.

تلك اللفتة التي تستحق أن يفرد لها صفحات .. وهي:

  • اللفتة السادسة:

وتجسد إنجازًا بلغة علم الاجتماع يسمى (التكامل التنموي) والذي نشأ ليعالج إشكالية (التحيز التنموي) developmental bias

وإذا كانت التنمية المستدامة تعني في عرف علم الاجتماع “ألا تكون التنمية على حساب الأجيال” فإن التحيز التنموي يعني ” ألا تكون التنمية على حساب بعضنا. بمعنى للبعض وعلى حساب البعض”.

وتقرأ كمختص بأن كمية المبادرات التي تبنتها إمارة المنطقة والتي فاقت 120 مبادرة هي جزء من تفعيل (الشراكة والمسؤولية المجتمعية في مجتمع القصيم).

وتتعدد اللوحات والملفات في مجتمع القصيم حيث التمكين بكل معانيه من خلال رعاية الشأن النسائي بحس تنموي تقوده سمو الأميرة بلغة أصيلة ومعاصرة وفريق مبدع من الزميلات معها. ثم تجد إشراك الشباب والشابات في مفاصل التنمية من خلال مجالس شباب القصيم في كل محافظة ومجلسها العام .. هذا يعني جمال وكمال التكامل بين حب مجتمع القصيم للحراك التنموي وتوافقه مع فكر الأمير التنموي الذي يثبته واقع المنطقة الذي يعج بالمبادرات والفعاليات التي لا تهدأ في كل المواسم. هذه اللفتة الغنية الثرية تشعرنا بأهمية إشعار المجتمع الذي تعيش معه بأنهم حينما يشعرون بأنك معهم فإنهم جميعا سيكونون معك .. (وهو الأنموذج في المنطقة الأنموذج مع الأمير الأنموذج).

هذه المشاعر أكتبها اليوم سعيدًا ومستبشرًا كما هو الكبير والصغير والذكر والأنثى في القصيم بمناسبة الثقة الملكية بالتمديد لسموه الكريم (بالأمس) أميرًا للقصيم.🌹

جامعة القصيم

الجمعة 10\4\1444

4\11\2022

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني

إقرأ المزيد