وفقًا للقرارالمتسرع وغير المدروس من وزارة التعليم بحق مدير المدرسة الابتدائية في تبوك ، فإن على أي طلاب مدرسة لا يروق لهم المدير أو المعلمين أو حتى الأسئلة أن يخرجوا فقط بعد نهاية اليوم الدراسي أو الاختبار ويقوموا بتمزيق كتبهم خارج المدرسة ، ومن ثم يوثقون ذلك ويصورونه لتتلقفها وسائل التواصل الاجتماعي ومن ثم تنتشر وتصل لوزارة التعليم ليصدر عندها الوزير وبالتشاور مع مستشاريه قرارًا عاجلًا ولا رجعة فيه يتضمن إعفاء أقرب مدير مدرسة لموقع الكتب الممزقة !
* المشكلة لو حدث تمزيق الكتب في محيط مجمع مدارس يشمل قسم ابتدائي ومتوسط وثانوي .. فمن ياترى يكون المدير الأولى بالإعفاء ؟ مادام أن المسألة عند الوزارة لا تتطلب التحقيق أو التثبت أو أي شيء ؟
وبناءا على ذلك فقد يكون الحل وبحسب مسطرة الوزارة التعسفية إعفاء ثلاثة مدراء دفعة واحدة لضرب ثلاثة عصافير بحجر واحد !
* لن أتي بجديد هنا حين أقول ليت قرار الإعفاء فائق السرعة قد شمل أمور أكثر أهمية وحساسية في وزارة التعليم كحوادث المعلمات المميتة يوميًا ، والمباني المدرسية التي يتم تسلمها وبعد ذلك يتم اكتشاف عدم صلاحيتها من النواحي الانشائية والهندسية ، وغير ذلك الكثير والكثير مما يشيب له شعر الرأس ، وليس التضحية بمدير مغلوب على أمره بسبب تمزيق كتب خارج أسوار المدرسة ، وهي ظاهرة مع الأسف الشديد باتت تتكرر سنويًا في مدارس ومناطق المملكة المختلفة .
* الملفت والمثير أنه تبين وبحسب أحاديث إعلامية لمدير المدرسة أن الاوراق الممزقة لم تكن كتبًا وإنما ملازم وأوراق عمل وملخصات ، وتم جمعها من المدير نفسه وبعض المعلمين والطلاب في اليوم نفسه ، لكنها العين التي لا ترى إلا السلبيات وتضخمها وتحاول فرض القوة والهيبة من خلالها .
* وحتى لو افترضنا أن قرار الإعفاء قد أتى بمبرر سلامة الطلاب وبسبب خروجهم دفعة واحدة دون رقابة وقبل حضور أولياء أمورهم .. فهل ياترى هذا الفعل جديد على الوزارة أم أنه حال معظم مدارسنا وخاصة أيام الإختبارات ، والتي يصعب فيها حضور جميع أولياء الأمور لاصطحاب أبناءهم وذلك لتفاوت ساعات خروجهم مقارنة بأيام الدراسة الإعتيادية .
* المفترض الآن من الوزارة التراجع عن القرا الخاطئ والذي أجمع عليه الكثيرون ولعل في امتعاض أمير منطقة تبوك الأمير فهد بن سلطان مايؤكد ذلك ، وهذا التراجع لن ينقص من الوزارة شيئًا بل إنه يمثل قمة الشجاعة في التراجع والاعتراف بالخطأ ، من خلال رد اعتبار مدير المدرسة بإعادته لمنصبه مع تسجيل اعتذار له على مالحق به من تشهير وتشويه سمعة بعد خدمة طويلة بالتعليم تصل إلى 26 عامًا ، وعسى أيضًا أن يقبل بذلك ، أما إن لم يحدث ذلك واستمرت المكابرة ،
فإياكم ودعوة المظلوم !
وليد الفالح
اجدت وعبرت عن مايخالج الصدر استاذ بندر