النقل: 26 مليون شحنة خلال رمضان 1446هـ بنمو 18% عن العام الماضي
ترامب: مستعدون لإبرام صفقات بشأن الرسوم الجمركية
الرئيس عون: لبنان دخل مرحلة جديدة بعد عقود من العنف والحروب
المنافذ الجمركية تسجل 1320 حالة ضبط خلال أسبوع
أكثر من 4 ملايين قاصد للمسجد الحرام في ليلة التاسع والعشرين من رمضان
محلل الطقس العقيل: غطاء سحابي وأمطار متوقعة قد تؤثر على رؤية هلال شوال
10 مراصد فلكية تتأهب لرصد هلال شهر شوال 1446هـ
الاتحاد الأوروبي يضخ 1.3 مليارات يورو في الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني
أمطار ورياح شديدة على منطقة حائل حتى الـ 11 مساءً
الاحتلال الإسرائيلي يدمّر 600 منزل خلال العدوان المستمر على جنين
بجلسة كان عنوانها البساطة مع أحد أساتذتي الأفاضل، حيث تجاذبنا فيها أطراف الحديث، دون إطار محدد لموضوع ما للنقاش حياله.
وقد كان من بين تلك النقاشات أن تطرق الدكتور لمواقف متنوعة مع طلابه داخل محيط أسوار الجامعة. وكانت تتفاوت فيما بينها من حيث القوة وجذب الانتباه.
ولكن كانت إحداها، أحسبها عنواناً للتحدي ومثالاً للصمود. إذ بدأت فصولها مع بداية السنة؛ عندما اكتشف الدكتور أن أحد طلابه لا يحسن الخط ولا الكتابة! ومن هول الموقف دعاه لمكتبه وأغلق الباب عليه، حتى ارتعدت فرائص الطالب، فهو لا يدري لماذا دعاه؟ وما العمل المشين الذي اقترفته يداه! حتى تتم مناداته بهكذا طريقة!
افتتح الدكتور حواره بعبارة كلها تحدٍّ وتعجيز في ظاهرها، ولكنها تحمل الرحمة والشفقة على الطالب في داخلها! قائلاً: والله لن تتجاوز مادتي هذه ما حييت! ولا يوجد من يقدمها في هذا القسم غيري! رفع الطالب وجهه نحوه شاخصاً بصره من قوة ما سمعه! وجالت في خاطره أسئلة ماذا يريد مني؟ وماذا فعلت له؟! لم يوقف سيل تلك الأسئلة إلا عبارة أستاذه: بشرط أن ترتقي ويتحسن مستواك في الخط والكتابة! وتبدأ بالعمل على ذلك من لحظة نهاية هذا النقاش، وليس من ليلتك هذه أو من الغد! ولك شهر واحد لتقوم بذلك! حيث أمره بكتابة ،وبشكل يومي، عددٍ معين من الصفحات نقلاً من أحد الكتب، وأن ينتظم لدورات لتحسين وتطوير الخط! وختم حواره أنت تملك في داخلك مهارات متعددة ولكنك لم تحسن استخدامها! وتخيل معي لو قُدر وأن ظفرت بالوثيقة وأنت لا تحسن الخط ولا الكتابة، كيف ستواجه ذلك في حياتك العلمية والعملية؟!
رد الطالب عليه وهو في قمة الحماسة والثقة، بأنه يقبل ذلك التحدي، وسيطور من نفسه مهما كلفه الأمر من جهد وعناء! دارت الأيام، وتعاقبت فيما بينها. حتى أتى ذلك اليوم المشهود، إذ كان في امتحان مادة مَن صنع التحدي في داخله! والدكتور يتجول في القاعة متنقلاً بين طلبته، إذ وقعت عينه دون قصد على ورقة طالب فأُعجب بحسن خطه وكتابته؛ وما زاد الموقف إعجاباً، عندما وجد أن الورقة تخص ذلك الطالب المتحدي! شعر حينها بالفخر والاعتزاز، وهو يرى نتائج نُصحه تظهر على طالبه. شكره على قبول النصيحة والعمل بها، قائلاً له: لولا ثقتي بك وإيماني بقدراتك لما فعلت بك ما فعلت تلك الساعة وفي مكتبي!
أستاذ من منطلق حرصه ومسؤليته انتشل طالباً بعد توفيق الله.
وكان له الفضل بعد الله في تطوير مهاراته وقدراته، ومن زيادة ثقته بنفسه. وأعطاه درساً في التحدي مماثلاً لما سيواجه في الحياة المستقبلية. وأثبت بقدراته على قدرته بتجاوزه.
على الجانب الآخر، هناك طالب اعترف بالمسؤولية وقبل بالتحدي، ليطور من نفسه حتى أكمل مساره التعليمي بتفوق ونجاح ، ولم يخنع للانهزامية ويرفع الراية البيضاء معلناً استسلامه وانسحابه!
وختاماً، يقول الشاعر: ومَن يتهيب صعودَ الجبال ** يعش أبَــدَ الدهــر بيــن الحــفَر.
كاتب ومهتم بتنمية وتطوير الشخصية.
@TURKIALDAWESH