طقس غير مستقر في تبوك والشمالية غدًا رئيس الشباب عن صفقة الحربي: بحثت عن مصلحة النادي “الفريق خسر فنيًّا”.. المنجم يكشف كواليس انتقال تمبكتي للهلال المجلس العسكري في مالي يقيل رئيس الحكومة بسبب انتقاداته مصادرة أكثر من 20 ألف رتبة وشعارات عسكرية بالرياض وغلق محلين العرب والنجوم علاقة وجود وحياة الجنيه الإسترليني ينخفض مقابل الدولار ويرتفع مقابل اليورو مؤشرات الأسهم الأوروبية تغلق تعاملاتها على استقرار هل إغلاق سخان المياه أثناء الاستحمام ضروري؟ كيف استعدت أمانة الشرقية لموسم الأمطار؟
في اللقاء التاريخي لولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز- حفظه الله- عن رؤية المملكة 2030، تحدث سموه عن التعليم وتطويره والجامعات السعودية ومشاركتها في تحقيق أهداف رؤية المملكة، فالتعليم يُعتبر من أهم الملفات التي تحظى بدعم سخي من القيادة الرشيدة؛ لإيمانها بأن التعليم من أهم ركائز تطوير وتنمية الدول؛ لذلك وُضِع التعليم في مقدمة أهداف وبرامج الرؤية التي تهدف إلى تحقيق تحول شامل في نظام التعليم؛ لتلبية احتياجات ووظائف المستقبل، من خلال تمكين نظام تعليمي قوي ومرن وداعم للإبداع والابتكار لصناعة جيل مؤهل ومبدع يُسهم في تحقيق التنمية المستدامة ومستقبل المملكة.
والتعليم، بفضل الرؤية، اليوم ليس هو التعليم بالأمس، فقد أصبح تعليمنا متطورًا ومنافسًا عالميًّا، وأصبحنا نركز على التخصصات الحديثة ومهارات المستقبل والابتكار والبحث العلمي في ظل التطورات من التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي والثروة الصناعية الرابعة، حيث عملت وزارةُ التعليم في خططها وإستراتيجياتها بتوجيه ومتابعة مباشرة من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في عملية جودة التعليم والمخرجات لدفع عجلة الاقتصاد والمواءمة بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل، وقد أكد سمو الأمير محمد بن سلمان على النهوض بالتعليم ليس فقط في الجوانب العلمية، وإنما يجب التركيز على الابتكار والإبداع والمهارات الحديثة والمنافسة العالمية حتى يصبح تعليمُنا قادرًا على توفير مخرجات تعليمية بمعايير عالمية، وتخريج كوادر وطنية قادرة على التعامل مع معطيات المستقبل والنظر إلى التعليم بوصفه قاطرة الانتقال إلى مرحلة ما بعد عصر النفط القائمة على الاقتصاد المعرفي والتنمية المستدامة.
وفي جانب الإنجازات للتعليم حققت المملكة بعد انطلاق رؤية 2030 تقدمًا دوليًّا في مؤشرات التعليم والمعرفة بتقرير تصنيف التنافسية الرقمية العالمي الصادر عن المعهد الدولي للتنمية الإدارية (IMD)، حيث قفزت 13 مرتبة عالميًّا في مؤشر المعرفة عن العام السابق، وتقدمت المملكة في المؤشرات الفرعية المرتبطة بالمعرفة، محققة صعودًا بـ10 مراتب في مؤشر التعليم والتدريب، و5 مراتب في مؤشر الإطار التنظيمي، وكذلك 4 مراتب في مؤشر وفرة الموهبة، و6 مراتب في مؤشر التركيز العلمي، وتقدمت أيضًا 10 مراتب في مؤشر المهارات الرقمية والتقنية، وكذلك قفزت المملكة 6 مراتب في مؤشر منح براءات الاختراع عالية التقنية.
ومن أهم خطط وزارة التعليم بالمملكة التي حظيت بدعم سمو ولي العهد إطلاق الإستراتيجية الحديثة لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث التي تسهم في تعزيز تنافسية المواطنين، من خلال رفع كفاءة رأس المال البشري في القطاعات الجديدة والواعدة، والتي تهدف إلى ابتعاث أكثر من 70 ألف طالب وطالبة لأفضل المؤسسات التعليمية العالمية.
واعتمدت وزارة التعليم، بالتعاون مع هيئة تقويم التعليم، مشروع التقويم المدرسي الذي يهدف إلى تقويم أداء المدارس والارتقاء بجودة المخرجات في التعليم العام، حيث التحقت جميع مدارس المملكة الحكومية والأهلية بالبرنامج الوطني للتقويم المدرسي، وضاعفت وزارة التعليم عدد الأيام الفعلية للتعليم إلى 180 يومًا دراسيًّا في السنة الدراسية؛ لضمان جودة المخرجات واكتساب المهارات الحديثة، واعتمدت نظامًا حديثًا في مرحلة الثانوية، وهو نظام المسارات الذي يعتمد على إضافة التخصصات والمواد الحديثة لتقليص الفجوة بين التعليم الثانوي والجامعي، وعملت الوزارة على تطوير ”البرنامج الوطني للكشف عن الموهوبين“ وفق منهجية وبرامج علمية متقدمة، وكشف تقرير صادر من مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع “موهبة“ عن اكتشاف 186 ألف موهوب وموهوبة من مختلف مناطق المملكة، وفي إنجاز وطني كبير حقق طلاب المملكة الموهوبون 728 جائزةً دوليةً للوطن في السنوات الماضية؛ ليثبتوا للعالم أجمع أن السعوديين تجاوزوا المشاركة في الأولمبيات الدولية إلى المنافسة وتحقيق أرقام وجوائز وإنجازات تاريخية، وسعيًا لجودة المخرجات أقرت وزارة التعليم الاختبارات الوطنية (نافس) التي تقام سنويًّا على مراحل التعليم العام لقياس مستوى الطلاب ووضع الخطط لعلاج القصور في المخرجات.
وفي جانب الاهتمام بالتعليم الإلكتروني والتحول الرقمي أنشأت وزارة التعليم المركز الوطني للتعليم الإلكتروني، والمنصة الوطنية للتعليم الإلكتروني FutureX التي تقدم البرامج والدورات للمعلمين والطلاب وغيرهم. كما أنشأت الوزارة منصة مدرستي التعليمية، وهي منصة وطنية تعليمية متكاملة ومتطورة تقام بها الدروس التعليمية للطلاب بطرق تقنية حديثة، حيث أصبحت نموذجًا عالميًّا للتعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد، وحظيت بإشادات دولية ومحلية.
وتم اعتماد مواد دراسية للمهارات الرقمية الحديثة بداية من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة الثانوية، ووضعت الخطط والبرامج لتطوير المعلمين والمعلمات وتأهيل القيادات التربوية من خلال الابتعاث الخارجي والتدريب الداخلي وتطوير المشرفين التربويين في إدارات التعليم وتدريبهم؛ ليكونوا خبراء في التقويم المدرسي والقياس.
وفي جانب تطوير المناهج أنشأت وزارة التعليم “المركز الوطني للمناهج” الذي يعمل على مواكبة وتحديث المناهج والمهارات المطلوبة عالميًّا ومحليًّا.
أما ما يخص الجامعات السعودية فحكاية أخرى من الإنجاز والتقدم؛ فقد أطلقت وزارة التعليم ومجلس شؤون الجامعات نظام الجامعات الجديد؛ ليكون بديلًا عن النظام السابق للجامعات السعودية، إذ يهدف النظام الجديد إلى منح الجامعات السعودية استقلالية شاملة، من خلاله يمكن للجامعة اتخاذ القرارات التطويرية وتحديث التخصصات والمقررات العلمية وفقًا لرؤيتها الخاصة، ليس هذا فحسب بل أصبحت الجامعات بعد صدور هذا النظام تمتلك جميع الصلاحيات الخاصة التي تمكنها من إحداث التغيرات والتنوع في جميع مصادر الاستثمار والدخل الخاصة بها، وهو ما يعد بمثابة نقلة نوعية في أسلوب تنظيم الجامعات وطريقة إدارتها في المستقبل؛ مما يخلق تنافسًا بين الجامعات في التطوير وجودة المخرجات، وقد استقلت جامعة الملك سعود عن نظام وزارة التعليم وأصبحت مؤسسة أكاديمية مستقلة وسوف تتبعها الجامعات الأخرى بخطة تطويرية شاملة.
وعلى مستوى الإنجازات والأرقام تقدمت الجامعات السعودية في تصنيف (التايمز) العالمي لأفضل الجامعات في العالم، حيث ارتفع عدد الجامعات السعودية إلى 21 جامعة سعودية في التصنيف لأفضل الجامعات العالمية في عام 2023، في مقابل 10 جامعات في عام 2021، بنسبة زيادة 50%، وذكر موقع التايمز عند إطلاق تصنيفه أن المملكة جاءت في المركز الأول عالميًّا بنسبة التحسن في الاستشهاد بمخرجاتها البحثية بنسبة 35%.
وفي إنجاز جديد للتعليم العالي ارتفع عدد الجامعات السعودية إلى 16 جامعة في تنصيف QS العالمي لأفضل الجامعات مقارنة بـ9 جامعات في 2019 وحققت مراتب متقدمة في تصنيف التخصصات، وارتفع عدد الجامعات السعودية ضمن تصنيف شنغهاي الدولي لأفضل الجامعات إلى 12 جامعة سعودية.
وفي مجال البحث العلمي والابتكار فقد أنشأت وزارة التعليم وكالة خاصة للبحث العلمي والابتكار، واستحدثت منصب نائب وزير التعليم للجامعات والبحث العلمي والابتكار، واعتمدت بناء إستراتيجية البحث العلمي والهوية البحثية في الجامعات؛ حيث تشهد المملكة نموًّا متزايدًا في عدد الأبحاث العلمية التي تنشرها الجامعات الحكومية، حيث تشير آخر الإحصاءات إلى ارتفاع معدل نشر البحوث العلمية في 2021م إلى 104%، مقارنة بالفترة التي سبقت خطة الوزارة لتطوير الجامعات. وقد ساهمت الجامعات السعودية بنسبة 93% من الناتج الوطني للبحث العلمي؛ حيث بلغ عدد الأبحاث العلمية المنشورة أكثر من 57 ألف بحث علمي.
وتقدمت المملكة تقدمًا ملحوظًا خلال السنوات الأربع الماضية لتقفز بترتيبها 10 مراتب، وصولًا إلى المركز 25 عالميًّا والأول عربيًّا في مجال النشر العلمي، حسب مؤشر Scimago للنشر العلمي.
كما تضم الجامعات السعودية أكثر من 47 مركزًا للابتكار وريادة الأعمال، وأكثر من 135 مركزًا للتميز والأبحاث، والتي تسهم في تطوير الأبحاث إلى براءات اختراع، إضافة إلى إطلاقها للعديد من معارض الابتكار والفعاليات التي بدورها تحفز الطلاب على التفكير والإبداع.
وفي منجز وطني حقق تعليم المملكة المرتبة الأولى عربيًّا حيث سجل 1871 براءة اختراع دولية حققها طلاب وأعضاء هيئة التدريس والباحثون في الجامعات السعودية.
وللجامعات دور كبير في تنمية الوطن والمنافسة العالمية كما قال قائدنا عراب الرؤية العظيمة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان- حفظه الله- عن دور الجامعات في المملكة وأهميتها في رؤية 2030، مبينًا أن هناك مستهدفًا أن تكون جامعاتنا في قائمة أفضل الجامعات العالمية.
أخيرًا نزف أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وقائد الرؤية ولي العهد- حفظهما الله- إلى ما وصل إليه التعليم في المملكة من تحقيق الإنجازات المتتالية، والتقدم على مستوى العالم، وهذا يعد نتيجةً وثمرةً للدعم السخي واللامحدود الذي أولته القيادة الرشيدة للتعليم وتعزيز الاستثمار في أبناء وبنات الوطن الذين هم عماد المستقبل.