لا سقف لي في نقدك !

الأربعاء ٢٤ فبراير ٢٠٢١ الساعة ٨:٢٢ صباحاً
لا سقف لي في نقدك !
بقلم : تركي الدويش

قلمك ألا ترى أنه تقادم وعليك تغييره؟ محفظة نقودك لماذا هي من تلك الماركة ولم تكن من ماركة أفضل؟ حتى أقمشة ملابسك لماذا هي قطنية دومًا؟ ثم إن مركبتك لا تعجبني كثيرًا وعليك أن تسارع في تغييرها وتقتني مثل تلك التي أمتلكها! وعطورك لماذا هي شرقية بدلًا من الغربية؟

سيلٌ من الانتقادات والملاحظات كان يطرحها على صاحبه منذُ أن تقع عينه عليه! حتى أنه ومن شدة اندفاعه بالنقد ينسى إلقاء التحية عليه ولو بالاكتفاء بالسلام والسؤال عن الحال! وصاحبه بمجرد أن تلطمه هذه الملاحظات يقوم مباشرة بالتغيير.

فتارة يقتني قلمًا جديدًا بسعر أعلى، وتارة يتنازل عن تلك العطور المحببة إلى قلبه للتي يحبها مُنتقده، ولا تتوقف عنده عملية التغيير فهي متجددة حسب نوع الملاحظة وما لا يحبه فيه ناقده، ويسارع في تنفيذ تلك المقترحات، ولكنه كان دائمًا ما يصدم بأن تلك التغييرات التي قام بها لا تجد أي ردة فعل من الآخر، لا بالثناء ولا المديح، بل يجد اللامبالاة وعدم الاهتمام!

فيتساءل بينه وبين نفسه: أهذه ردة فعل يقبلها العقل والمنطق من شخص لم يدع شيئًا في شخصي وشخصيتي إلا وذمه؟ خسرت مالي، ووقتي، حتى شخصيتي لم يعد لها وجود بسببه ثم أُكافأ بمثل هذا؟ كلف على نفسك العناء قليلًا إما بالالتفاف نحو اليمين أو الشمال ستجد فئة من هؤلاء في حياتك قليلة كانت أو كثيرة.

فئة أهم سماتها انتقاد الغير، ومطالبتهم بالتغيير أكان ذلك بوجه حق أم بدونه! وحتى لا تخسر مالك ووقتك وتفقد شخصيتك بفعلهم لتعلم أنهم تشربوا حب النقد ولا يحملون في دواخلهم من حرص ولو مثقال ذرة لشكلك ومظهرك! فلو كانت مصلحتك تعني لهم الشيء الكثير لبادروا بالإعجاب والإطراء فورًا وعدم الاكتفاء بالصمت السلبي! والفضول وحب التطفل على الناس هو المحرك والدافع الأساسي لهم لممارسة هذا النوع من التصرفات المريضة.

وقد يكون مغزى ذلك منهم ليغرسوا في داخلك إحساسًا بأنك أقل منهم أو لست بمستواهم، وكذلك جريك لاهثًا في التغيير لإرضائهم لن تجني منه إلا التعب والضنك ولأبسط لك معادلتهم معك هي تتمحور حول إطار (لا سقف لنا في نقدك وذم ما يدور في حياتك).

وختامًا، ليكن في داخلك مرشح حتى تصنف النقد لما يستحق النظر فيه وما عليك تجاهله!

 

 

*كاتب ومهتم بتنمية وتطوير الشخصية.

@TurkiAldawesh

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني

  • غير معروف

    كلام جريء وتحليل منطقي يدل على خبرة