قشرة

الأحد ١٦ يناير ٢٠٢٢ الساعة ٩:١٥ صباحاً
قشرة
بقلم : خواطر بنت فايز الشهري

أسوأ ما قد تقابله في حياتك هم أصحاب القشور التي تُخفي حقيقتهم وواقعهم، وتستفسر لماذا التأفيع؟ ولماذا الجهد الذي تبذله لواقع يختلف عنك؟ ولماذا تخفي ما ستظهره لاحقاً؟ وبالتأكيد القشور هذه ليست من مرادفاتها المجاملات، فالمجاملات كلمات لطيفة تبعد الحرج عن طرفي الحديث بكل محبة دون خداع.

ومن ضمن أنواع القشور التي يضعها بعضهم هي قشرة الدناءة بغية الوصول إلى هدفٍ بالخداع، والأسوأ هو نشر ما توصل إليه بالكذب والتلفيق بغية التندر أو رسم بطولة أو تأكيد لمعلومة مكذوبة كان يروج لها، ليسيء للضحية، ولا أعلم إن كان هؤلاء يعرفون الله حقيقةً، أم أن المعرفة به سبحانه لا تشملها هذه المواقف.

ماذا يوجد أسفل هذه القشرة؟ هل هي ملامح إنسانية اعتدنا على رؤيتها حولنا من ضمن أشكالنا البشرية، أم تختلف عنها بتشوهات ذاتية طفحت على الوجه فأخفاها بقشرة منسوجة بحذرٍ وإتقان حتى لا تخيف منه أحداً!

ماذا يستفيد من اقتياته على الإساءة لغيره؟ نشوة وجود؟ إثبات صحة قصصه؟ أن يكون مرجعاً للذين لا حياة لهم بجذبهم لمجالسته؟ هل أعراض الناس وحياتهم ووقتهم مصدره للحياة؟ حقيقةً هؤلاء العينات من الناس لا يتجاوزون كونهم عقولاً شيطانية في أجساد ملوثة، تلوث جلساءهم ومحيطهم أينما حلّوا.

والمصيبة أننا قد نعطيهم عذرهم كون هذه هي طبيعتهم! لكن ماذا نقول عمن يصدقهم أو يسلّم بما يخبروهم به عن الناس لمجرد أنهم أخبروهم وأطلعوهم على معلوماتهم الثمينة والقيمة!

أعلم تماماً ما سيدور في ذهنك الآن وهو أن الله سيظهر ما خفي ولو بعد حين، وسينصر المظلوم ولو طالت المدة، وأعلم تماماً أيضاً أن عقابهم عند الله عظيم، ولا وجود للحياة الوردية إلا في أذهان المتخيلين، وأن الحياة لابد أن تذيقك من بساتينها وأشواكها حتى تعيش وتتعايش.

ولكن لا يمنع ذلك من فضفضة متبادلة تقرأها، وأقرأها، ونقرأها، سواءً ذقت ما نتكلم عنه أو لم يمر عليك ذلك الكائن ولله الحمد، أم أنك ذلك الشخص المنبوذ الذي نتحدث عنه، لترى وتقرأ ما يقال عنك وما هي ملامحك في عيون غيرك.

فلتكن واضحاً، صادقاً، قوياً، وإنساناً لنفسك أولاً ولمن يحيطك، فلا حاجة لأن تشغل نفسك في غيرك لتكون صادقاً، ولا حاجة لك لأن تلفق قصصاً لتكون قاصاً يحيطون بك محبي الأحاديث القصصية، ولا حاجة لك أن يحيط بك جمع من الناس لتكون محبوباً واجتماعياً؛ كن أنت بتحسين مستمر حتى إن أخطأت فأولاً وأخيراً خلقت وعشت واستمررت ومت إنساناً، وفي بقعتنا هنا أضف إليها مسلماً.

 

@2khwater                                                                   

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني

إقرأ المزيد