سأعود.. وقد عادت للنزاهة هيبتها

الأربعاء ٢٠ مايو ٢٠١٥ الساعة ١١:٢٦ صباحاً
سأعود.. وقد عادت للنزاهة هيبتها

مِن أبعد قارات العالم ومن أقصى البلدان في المعمورة من هنا من دولة (أستراليا) وبعد طول غياب عن الوطن الحبيب وعن الإعلام المعتاد منه والجديد، يطيب لي أن أطلَّ من خلال هذا المقال على القراء الفضلاء من أبناء الوطن الشرفاء أهل القيم والنبل والنزاهة.. يسرني أن أعود بعد انقطاع؛ تجديداً لعهد الود والإخاء، وتمهيداً من جديد لمعاودة الطرح الإعلامي النزيه.
إنني غبت عن وطني الغالي فترة من الزمن، ولكنني لم أشعر يوماً بأنني بعيد منه، رغم المسافات الشاسعة التي تنأى بي عنه.. نعم ابتعدت عنه بالجسد ولكنه لم يغب لحظة عن القلب.

إن مع إطلالة كل شمس أرى الأستراليين هنا وهناك يتناولون قهوة الصباح وهم يقرؤون صُحفهم ويتابعون أخبارهم ويتحدثون فيما لهم وعليهم، وفي لحظة هدوء يلتفتون حولهم فيروني بجوارهم وتباشير الفرح على محياي، وأنا غارق في قراءة الأخبار الجميلة عن وطني، ومتابع بسرور لتغييراته المبهجة وقراراته الحازمة، وبدافع الفضول يأتي بعضهم ليسألني عن سر السعادة المرسومة في تلك الأثناء على ملامحي، حينئذٍ يتفاجئون بأنني في عالم غير عالمهم، ومتابع لأخبار أهم عندي من أخبارهم، عندها وبكل فخر يكون ذلك مدعاة للحديث معهم عن وطني الحازم النزيه وما حققه من إنجازات رائدة على الصعيدين الإقليمي والدولي، فضلاً عن التلاحم الكبير بين قيادته الرشيدة وشعبه الوفي الأبي، فما هي إلا لحظات وإذا بي أرى البهجة تعلو محياهم أيضاً!
إنني أتيت إلى أستراليا في مهمة رسمية بقرار من وزارة التعليم العالي آنذاك، فبعد أن أُسدل الستارُ على قضية عدم التصديق على تلك الشهادة الجامعية، والتي غدت في تلك الفترة حديث الإعلام وقضية رأي عام، رأت الوزارة في ظل عهدها الوزاري السابق أن أوفد إلى دولة أستراليا، وبالتحديد إلى مدينة (قولد كوست) هذه المدينة الساحلية الجميلة الحالمة؛ وذلك لأقضي فيها فترةً من الزمن؛ لحضور دورة تدريبية في المجال التعليمي؛ وذلك تقديراً منهم لما تم في تلك القضية النزيهة من المحافظة على شرف المهنة، وعدم قبول المساومة على الأمانة والنزاهة.
عشت مدة في هذه المدينة الساحرة الوادعة، وكانت فرصة سانحة لي؛ لأخلو معها بنفسي، وأفرغ فيها ذهني للتفكر والتأمل والتجلي.. إن مثل هذه اللحظات الهادئة يحتاجها كل شخص بين ألفينة والأخرى؛ ليعيد ترتيب أوراقه من جديد بعيداً عن الخلافات والصخب والضجيج.

غبت عن وطني فتغير كل شيء في بلدي.. عهدٌ ملكي حازم وعادل، وطاقمٌ جديد من الوزراء الأفاضل، ومساواةٌ بين المسؤول والسائل، ومحاسبةٌ للمقصر والمتطاول.. إنه بفخر عهد الملك الحازم العادل سلمان بن عبدالعزيز أيده الله وسدده ورعاه.. إن المملكة اليوم تعيش عهداً جديداً ميموناً في ظل مليكها الحكيم المقدام، ورجاله الأفذاذ الكرام.. إنه العهد الذي عادت فيه للنزاهة مكانتها وللمبادئ قيمتها وللحقوق هيبتها، بل وقد عاد للمواطن حقه وقدره واحترامه.. إنه العهد الملكي الأغر الذي يدعم النزاهةَ ولا يسمح على الإطلاق بالفساد ولا الإضرار بالصالح العام. إنها مرحلة الحزم الحاسمة التي لا ترضى بتقصير الموظف أو تطاول المدير أو غطرسة المسؤول.. نعم فمِن الآن والآن فقط نستطيع أن نقولَ بحقٍ وصدق (لا أحد فوق الشرع أو أكبر من النظام ).. إن ما كنت بالأمس أحلم به وأدعو له وأناضل من أجله أراه اليوم في أرجاء دولة الحزم واقعاً حياً وملموساً، فلك الحمد اللهم، فأنت بفضلك من هيأت للمملكة وشعبها ولي أمر منصف ٍ وحازم لا تأخذه في الله لومة لائم، ألا فلتسلم لنا يمين مليكنا سلمان التي سطرت بحزم ملحمةَ العدل والنزاهة والإباء، وليحفظه المولى لشعبه المحب له والفخور به؛ ليظل -حرسه الله- ذُخراً للوطن، وعوناً وسنداً للمواطن، وليبارك الله لنا في عضديه المتألقين وليّ عهده الأمين الأمير الفذ محمد بن نايف، وولي ولي العهد الأمير الشهم محمد بن سلمان، فلقد غدا سموهما في هذه المرحلة محلَّ تقدير الناس وإعجابهم الكبير، زادهم الله توفيقاً وتألقاً.

ويسعدني وأنا على مشارف العودة إلى أرض الوطن أن أقول: إن شوقاً كبيراً يدفعني نحوه، وحنيناً عظيماً يشدني إليه، غير أن الأهم من ذلك والأجمل، هو أن أكون بجوار أبناء وطني؛ لأشاركهم الفرحة الكبرى بهذا العهد الحازم المنصف النزيه.. إنه ليسرني بعد مرحلة جميلة من العمر قضيتها في الخارج أن أعود إلى وطني الشامخ العزيز، وأن اتجه برفقة الفأل الجميل إلى (وزارة التعليم) وذلك لأباشر فيها عملي وهي في حلتها الجديدة البهية، باسمها الموحّد الجديد، وبقيادة وزيرها المتألق، وطاقمه المخلص والمتميز.

هذا وإنه ليشرفني ومن خلال تجربتي الشخصية أن أظل في خدمة النزاهة من خلال جهود إعلامية قادمة تخدم رسالتها النبيلة الحازمة، سائلاً ً الله أن يوفقنا جميعاً لتحقيق المواطنة الصالحة، والتي نتشرف من خلالها بخدمة الدين ثم المليك والوطن.

وبإذن الله وأنت مع الحزم ستظل دائماً في الصدارة يا وطني.

—————-
المستشار بوكالة وزارة التعليم لشؤون التعليم العالي
والملحق الثقافي السابق في لبنان

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني

  • اهلا يا دكتور

    منير منور من النور
    نور الله قلبك يا دكتور … أهلا ب هالطلة

  • ياسر - الرياض

    لا يشوب صفاء الحق كيد الحاقدين ولا غيظ الحاسدين
    عودة بالسلامة دكتور منير مع اطيب الامنيات باعلى المراتب

  • ربيع

    نعم بالفعل عادت للنزاهة هيبتها وحان وقت عودة النزهاء لياخذوا مكانهم الذي يستحقون

  • محمد الخطاب

    وفقك الله وسدد على طريق الخير خطاك، فنعم الرجل انت عنوان للعلم والأدب والأخلاق… كثر الله من امثالك

  • أبوبكر بن علي القرني

    حياك الله أباغدي
    تعود إن شاء الله إلى الصدارة
    حيث يجب أن تكون في مكان يليق بشخصك الكريم
    وفكرك الواسع
    ورؤيتك الممتدة
    لتؤدي رسالتك النبيلة

  • وليد الغضفان

    اهلًا وسهلا بك في أرضك ارض الشرف والمجد والعز.
    فالوطن وشعبة يفخرون بأمثالك فأنت منير بخلقك، ومنير بمسيرتك العطرة، ومنير في قلب أحبابك وأصحابك، ومنير في عملك بنزاهتك وإخلاصك،
    فأهلا بك في رحاب وطنك الغالي.

  • ابوعادل الزهراني

    ماشاء الله تبارك الله بيت علم نفع الله بكم جميعا
    اسال الله ان ينفع بعلملك
    ويبارك بحكامنا ويرزقهم البطانه الصالحه التي تدلهم علي الخير

  • عبدالله بن علي القرني

    تتألق في كل محفل وفي كل مناسبة
    هكذا ابناء الوطن الشرفاء
    حراس الفضيلة
    وحصن متين للنزاهة
    ودرع مكين لهذا البلد المعطاء
    بوركت يادكتور منير
    وبوركت جهودك
    وحفظ الله مليكنا المحبوب سلمان بن عبدالعزيز.

  • عايض القحطاني

    مرحباً بالطرح الجميل .. ومرحباً بعودتك لأرض الوطن الغالي ، أيها الرجل العالي فكراً ومنزلةً

  • حامد الحربي

    اهلاً وسهلاً بك يا أنبل من قابلت
    اهلاً وسهلاً بك يا من تعلمت منه الكثير
    الدكتور منير القرني – وشهادة حق لله – من أنزهه وأشرف الرجال الذين قابلتهم وكنت تحت قيادتهم ، عندما كان الملحق الثقافي في لبنان.
    ها أنت على وشك العودة إلى أرض الوطن وانا اكثر من يعلم انك غادرت بجسدك وقلبك وعقلك مع الوطن ، اسأل الله أن يرفع شأنك في الدارين و أن أراك في اعلى القمم لانه فعلاً يجب أن تكون هناك.
    ومن هنا اوجه ندائي إلى سيدي خادم الحرمين الشريفين وولي العهد وولي ولي العهد بأن يحرصوا – وهم كذلك – على مثل هؤولا الرجال الأوفياء الذين شرفوا ولا يزالون يواصلون تشريف الوطن.
    آسأل الله لك التوفيق والسداد يادكتور منير ، يامنير بأخلاقك ومنير بأدبك ومنير بحبك لوطنك وأبناء وطنك وقد لامست هذا واقعاً أمامي.

  • د.عبدالله المطلق

    قدوم مبارك وجهد مستقبلي موفق ، نفع الله بكم أخي د. منير

  • منير بن محمد القرني

    الحمد لله على السلامة دكتورنا الغالي ، نوّرت المملكه بقدومك ، عنوان مقالك اختصر جميع الكلمات .. فعلاً عادت للنزاهه هيبتها ،، وانت احد عناوين النزاهه في بلدنا..

  • احمد القرني الملحق الإعلمي بالسفارة السعودية في لبنان

    اهلا وسهلا بك يا دكتور منير ومرحبا بعودتك الى ارض الوطن وتحية لك من لبنان حيث التقيتك لاول مرة وحيث لايزال الكثير من الطلاب السعوديين وكافة العاملين في السفارة والملحقيات يكنون لك الكثير من الود والإحترام ويحملون اجمل الذكريات للاوقات السعيدة التي امضيتها بينهم .
    عودا حميدا ودعواتنا لك بدوام النجاح والتوفيق

  • احمد بن يحي المازني

    كلام في الصميم من رجل النزاهة والخلق الرفيع الدكتور منير الذي تشرفت بمعرفتة في استراليا وكانت من مكاسب الغربة معرفتي بهذا الرجل النزية الذي فرض علي الجميع احترامة بتواضعه وبخلقة الناس شهداء الله في أرضة. دكتورنا الفاضل البلد يحتاج الي المخلصين والنزهاء أمثالك. مسرورين كثيراً بعودتك الي ارض الوطن وسيفتقدك إخوننا المبتعثين هناك. تمنياتي القلبية لك بالتوفيق

  • غير معروف

    اهلا وسهلا بك يا دكتور منير ومرحبا بعودتك الى ارض الوطن وحمداً لله على سلامة الوصول ولا تعبت

  • فتحي بن احمد القرني

    اهلا وسهلا بك يا دكتور منير ومرحبا بعودتك الى ارض الوطن سالماً… وحمداً لله على سلامة الوصول ولا تعبت

  • فتحي بن احمد القرني

    حمداً لله على سلامة الوصول
    وهذا ما عهدناه منكم دكتور منير: امانة – نزاهة – اخلاص – محبة الوطن بحاجة لابنائه من امثالك كل الود والاشواق
    رد

  • ا. ايمن

    عهد جديد يبدأ وتبدأ معه كل شخصيات النزاهة والأمانة لتحصل مكانها الذي يليق بها لخدمة الدين والملك والوطن. وفقكم الله

  • دكتور نضال

    ما شاء الله تبارك الله… طمنا عنك دكتور منير.. عسى في أخبار حلوة.. تستاهل كل خير

  • قيس

    جل ما نتمناه من أصحاب القرار والنفوذ أنصاف أصحاب المبادرة في النزاهة.. فقد تعرضوا للأذى من الحاقدين الفاسدين وحان الوقت لينالوا مكانهم الذي يستحقون

  • علي بن أحمد القرني

    حمدا لله على عودتك بين اخوانك وأحبائك وانت أحد رموز هذا الوطن متمنيا لك التوفيق والمزيد من النجاح

  • علي بن أحمد القرني

    عودا حميدا واهلا بك بين اخوتك ونفع الله بك وأتت أحد رموز التعليم.

  • د. ناصر

    اهلاً بدكتورنا الغالي
    اهلاً برمز النزاهة والوفاء
    سوف تنير المملكة بقدومك
    وأرجو الله لك التوفيق والتقدم
    بعد الفترة الماضيه في الوزارة
    فترة المحسوبيات والعداءات ، وإلى الامام

  • ابو احمد القريني

    مرحباً ألف بالدكتور منير نورت الشاشة وإن ساء الله تنور الرياض قريباً الوطن بحاجة لك ولامثالك….

  • Saad

    لا يوجد ما هو اجمل من الوطن
    اننا بحاجة لامثال الدكتور منير لنرتقي ونتصدر الامم في النزاهة والامانة
    معاً ويداً بيد نفعل المستحيل والله الموفق

  • أبو خالد - أستراليا

    سنفتقد رجلاً حكيماً خلوقا في أستراليا، ووطنك يحتاج كثيراً لامثالك… وفقكم الله

  • ام تميم

    دكتور منير انت اروع مثال يضرب في النزاهة والاخلاق..فاهلا وسهلا بك في دارك وبلادك وبين احبابك ..

  • ام تميم

    دكتور منير انت اروع مثال يضرب في النزاهة والاخلاق…فاهلا ومرحبا بك في دارك وبلادك وبين احبابك

  • حسين العطاس

    السلام عليك يادكتور منير و اسال الله ان تكون انت و الأهل بخير و ان شاء الله نراكم قريبا في بلد الحزم و النزاهة و لقد كان لي الشرف بمعرفتكم في الغربة و الاستفادة منكم من طرح الرؤى و الاستماع إليكم في تحليل المواضيع في كل المجالات بشكل يدل بما يتمتع به دكتورنا الفاضل من تواضع و نزاهة و ثقافة و مرة اخرى البلد في امس الحاجة لخبرة و نزاهة الدكتور منير في عصر الحزم و النزاهة

  • صالح الغامدي (ابو فهد) جدة

    نعم ..
    أنت النزاهةُ ،،
    كما أثبتَّ ذلك بفضل من الله وحكمته…

    وليخسأ الحاسدون

    وليعلم كل من حارب النزاهة أن بعد ليل الزور الدامس فجرٌ مشرق ..

    فمرحباً بك مع بزوغ ذلك الفجر الذي لن ينتهي بإذن الله نورهُ في عهد سلمان الحكيم وعضيديه الأمناء.

    شوقنا للقائكم لا يعدله شيء .. كشوق المسافر في ظلمات بحرٍ لجّي لرصيف نهارٍ تكشف بها الظلمات.

    ومنكم نتعلم مما علمتكم الحياة ونستزيد
    فمرحباً بكم أخاً وعضيد.

    أخوك/ صالح الغامدي
    جدة
    1436/6/6

إقرأ المزيد