رؤية 2030 تواصل تحقيق الأرقام

الخميس ٢٥ أبريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٠٥ مساءً
رؤية 2030 تواصل تحقيق الأرقام
بقلم: حسن مبشر

لم يكن إطلاق رؤية المملكة 2030 خلال عام (2016) بالأمر الهيّن، فقد كانت بمثابة نقلة هائلة في البلاد، وإصلاحات هيكلية شاملة، لا تهدف إلى تغيير اقتصادي فحسب، بل كانت رؤية شاملة لتغيير جذري إيجابي في كافة النواحي الاجتماعية، والاقتصادية، والتعاطي مع العالم، والوصول بالمواطن إلى أعلى درجات جودة الحياة.

اليوم نحتفل بالذكرى الثامنة لإطلاق سمو سيدي ولي العهد لهذه الرؤية المباركة، والتي حققت نتائج ملموسة. الرؤية وهي في طريقها إلى العام (2030) اعترضتها عقبات كبيرة، لعل أبرزها وباء كورونا، والتقلبات الاقتصادية العالمية، وتفاقم تحديات المناخ، والأمن الغذائي والمائي، ناهيك عن الاضطرابات السياسية الإقليمية والعالمية، لكن تجاوزتها وسارت في الطريق المخطط لها، وتتجه إلى تحقيق مستهدفاتها بما يسهم في تحسين جودة الحياة، ويكفل سبل العيش الكريم للمواطنين والمقيمين، ويحقق مزيدًا من النماء والازدهار.

ولعل أبرز ما كانت تهدف إليه رؤية (2030) هو التقليل من الاعتماد على النفط، واليوم نرى أداء القطاع غير النفطي في المملكة يعد بمثابة شهادة على تنويع مصادر الدخل، حيث بلغت نسبة نمو الناتج المحلي الإجمالي للأنشطة غير النفطية (5.4) في المائة خلال النصف الأول من عام 2023م، وتحققت هذه النسبة بعد أن قامت المملكة بنشر رأس المال في القطاعات الجديدة والناشئة، من الطاقة النظيفة والمتجددة، مرورًا بالسياحة، والترفيه، والثقافة، والرياضة.

وتسير المملكة إلى تحقيق هدفها المنشود المتمثل في أن تصبح واحدة من أفضل (15) اقتصادًا في العالم بحلول عام (2030)؛ لذا نجد اليوم الناتج المحلي الإجمالي للمملكة يرتفع وينمو من (665.8) مليار دولار إلى أكثر من (1.1) تريليون دولار، وينعكس هذا النمو أيضًا، في أصول صندوق الاستثمارات العامة التي تجاوزت (700) مليار دولار، وخلقت ما يقارب (644) ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.

ومن أهداف الرؤية أيضًا، زيادة المشاركة في الرياضة وإظهار قدرة المملكة على الضيافة وجذب الزوار والسياح لاكتشاف معالمها وكنوزها وثقافتها، وها هي تستحوذ على نادي نيوكاسل يونايتد العريق في كرة القدم الإنجليزية، وتنجح في استضافة أحداث رياضية عالمية، وأصبحت المملكة وجهة للأحداث الرياضية الكبرى، مثل سباق الجائزة الكبرى السعودي ومباريات الملاكمة الدولية التي يتابعها كافة الأطياف العالمية، ناهيك عن نجاحها في الفوز باستضافة معرض إكسبو (2030) ونهائيات كأس العالم (2034) ونهائيات كأس آسيا (2027).

كما أننا لن نُغفل قطاع السياحة، فملايين المسافرين يطرقون أبواب المملكة لاكتشاف عالم جديد، مستغلين سهولة إجراءات الدخول، والتي جاءت بعد إدخال نظام التأشيرات الإلكترونية في عام (2018)، وهو الأمر الذي أحدث تغييرًا جذريًّا في صناعة السياحة في البلاد، حيث فتحها أمام الزوار العالميين خارج نطاق الحج والعمرة.

وفي طريقها لتحقيق أهدافها من خلال اكتشاف المناطق المختلفة في البلاد، والتي كانت خاملة، بدأت المملكة في استقبال ضيوفها في منطقة فريدة من نوعها على البحر الأحمر، وقد بدأ بالفعل تشغيل فندقين في تلك المنطقة، وما زال المزيد قيد التطوير.

ومن أهداف الرؤية الاستثمار في المواطن، وتقليل البطالة، وزيادة العاملين، ونحن اليوم في منتصف الطريق لهذه الرؤية العظيمة، نجد أن معدل البطالة انخفض إلى مستوى قياسي؛ حيث بلغ (8.3) في المائة بنهاية العام (2023)، وتضاعفت مشاركة المرأة في القوى العاملة تقريبًا منذ إطلاق الرؤية، متجاوزة هدف الـ30 في المائة المحدد لعام (2030)، وهذا النجاح جاء قبل ست سنوات من الموعد المحدد، فاليوم، تشارك أكثر من 35% من النساء في سوق العمل السعودي.

ولتحقيق أهدافها في زيادة جودة الحياة لمواطنيها، زادت ملكية المنازل بين السعوديين من 47 في المائة إلى أكثر من 60 في المائة بنهاية العام (2022)، فقبل إطلاق هذه الرؤية المباركة كان المواطن ينتظر لمدة تصل إلى (15) عامًا للحصول على الدعم السكني، واليوم، أصبح هذا الدعم فوريًّا، وبلغ بنهاية عام (2023) 2.9 مليار ريال.

وأخيرًا، ستصل المملكة إلى أهدافها كاملة بإذن الله في العام (2030)، وستصبح بلادنا- بفضل الله ثم حرص قادتها وبسواعد شعبها- مركزًا عالميًّا للاقتصاد، والثقافة، والتراث، والاستثمار، والطبيعة، والرياضة، وسيأتي الجميع من كافة أنحاء العالم لاستكشاف عجائبها وكنوزها، وشعبها المضياف.

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني

إقرأ المزيد