ربما تتفقون معي بأن هذا المعنى يحتاج منا إلى تعزيز كبير في مجتمعنا على مختلف المستويات.
ومع كل التقدير لما تقوم به الدولة، حفظها الله، من إجراءات احترازية واستباقية بشكل يستحق التقدير.
الاحتراز يبدأ من الفرد وينتهي على مستوى الدولة.. بل يتعداه إلى احتراز عالمي كما الوباء الآن (كورونا)..!!
الاحتراز الأهم والأعظم في تقديري هو أن يقي الإنسان نفسه من القرب من كل ما يسيء لنفسه وأسرته ومجتمعه ووطنه.
وقبل ذلك كله على مستواه الشخصي أن لا يسيء لدينه..!!
الاحتراز مفهوم يتعدى الفعل إلى ما قبله بمعنى النظر في (عواقب) ما يحدث فيما لو تم فعل شيء أو حتى فيما لم يتم فعله..!!
هناك احترازات للفعل حتى لا تحدث (ردود أفعال) وهناك احترازات لعدم الفعل (بما يتوقع حصوله من عدم الفعل)..!!
دعوني أشير إلى مظاهر ومعانٍ بسيطة لثقافة الاحترام التي نفتقدها ومنها:
- أن كثيرًا من الخدمات التي ننعم بها نقصر كثيرًا في حمايتها، ومنها أننا نترك أحيانًا أسلاكًا كهربائية على جدران منازلنا تكون بحاجة إلى صيانة، ثم لا ننتبه لها إلى بعد أن تتسبب بحادث أليم.
- نشتري أحيانًا أجهزة أو أدوات أو أفياش بخيسة الثمن ثم تتسبب لنا بمشكلات تساوي أو تزيد على قيمة ما لو اشترينا القطع الأصلية. بل إن القلق التي تسببه هذه القطع يفوق الثمن كثيرًا..!!
- ننتظر غالبًا حتى آخر الدقائق كي نذهب لوظائفنا أو مدارسنا وجامعاتنا دون أن نأخذ بعين الاعتبار الزحام وما يمكن أن يحدث في الطريق من مفاجآت.. ولو تقدمنا قليلًا لحفظنا أشياء كثيرة. التقدم هو من الاحترام الإيجابي.
- مظاهر كثيرة لصحتنا وسلامة حياتنا نغفل عنها وتتسبب في مشكلات متنوعة حسب قوتها وأهميتها..
على مستوى شخصياتنا:
على مستوى الدولة والمجتمع:
أولًا نعبر بكل معاني التقدير ما تقوم به الدولة من إجراءات احترازية تجاه وباء (كورونا) بل بادرت في اتخاذ إجراءات سبقت بها بعض دول العالم المتقدم ماديًا وعلميًا.. (منها إيقاف المدارس والجامعات والحضور الجماهيري ومختلف التجمعات الكبيرة) وإجراءات للسفر للدول التي ينتشر فيها الوباء.
- ما يجب التذكير فيه هو أن أفضل احتراز لأي مشكلة على مستوى الإدارات والهيئات والوزارات أن يتم تكليف من يستحق في كل وظيفة قيادية بشكل خاص، فهذه النوعية من القيادات الإدارية سوف تقي الدولة والمجتمع من مشكلات لا تخفى كل عاقل وحكيم، فالواقع يؤكد أن من الشخصيات من يستغل موقعه لتحقيق مصالحه أو أهوائه وتأخير مشاريع فيتسبب في خلق مشكلات تقلق المواطنين وتسيء لسمعة المجتمع والدولة.والحل الاحترازي الاستراتيجي أن نولّي من كان أهلًا بمكانه حتى يسد علينا ثغرات ولا يفتح علينا الثغرات.
- هناك احترازات على مستوى المجتمع والدولة لا حد لها في العقود والمشاريع والخدمات والأنشطة والفعاليات.
- الواجب أن نتأمل كل فعل وفعالية وما إذا كان سيخلق لنا مشكلات أو سيعين في نشر الاستقرار وتعزيز الوعي والأمن الاجتماعي.
- أجهزتنا الحكومية لازالت تعمل وكأنها تعيش في جزر متباعدة ومنغلقة عن بعضها.. مع أن قوة التنسيق فيما بينها يمكن أن تحفظ علينا الجهد والوقت والمال. وعليه نعيد أو نكرر وربما تقضي بعض الجهود على بعض ولو كان هناك ثقافة الاحتراز النبوية على التنسيق لنجحنا في معالجة الكثير من مظاهر الهدر المالي والبشري في كثير من مظاهر حياتنا وخدماتنا.
- ولعلي هنا أثني بكل معاني التقدير لنظام (أبشر) وكيف سهل علينا جوانب كثيرة من حياتنا.. فكل الشكر لوزارة الداخلية التي تستحق الثناء على هذا النظام النوعي الفريد.
- من المهم أن نؤكد دائمًا على (بُعد النظر) في كل ما نقوم به وما نخطط أن نفعله حتى نسير على بصيرة وأن نجعل مستقبلنا أكثر سهولة وسعادة وأمنًا وتنمية.
- ومع كل ما يمكن أن يقال في الاحتراز وثقافته.. إن حقوق الناس يمكن أن تأتي نتيجة طبيعية لأداء واجباتهم.. فالاحتراز هنا أن تقوم بواجبك حتى تحصل على حقك. وأعظم الحقوق التي تسهل كل شيء هي أن تقوم بحق ربك ووالديك وقرابتك وأماناتك.. تجاه وطنك ومن له حق عليك.
*جامعة القصيم