بثلاثية.. الجبلين يُطيح بالاتفاق من كأس الملك وظائف شاغرة في مصرف الإنماء إدارة الدين ينهي ترتيب تأمين قرض مجمّع بقيمة 23.3 مليار ريال بعد تتويجه العالمي.. إنفانتينو يهنئ الأهلي المصري إيمان الزهراني تخوض تجربة صيانة الأجهزة الإلكترونية فما قصتها؟ 104 كيلو من أجود أنواع العود تنشر الروائح الزكية في المسجد النبوي حرس الحدود يقدم المساعدة لخليجيَّين تعطلت مركبتهما على طريق عُمان الدولي كيسيه عن مواجهة الاتحاد: تشبه ديربي الغضب انطلاق الجولة التاسعة من دوري روشن بـ3 مباريات غدًا استمرار الأمطار والغبار والسيول على بعض المناطق
هل نعتب على المواطن لانه يستعجل نتائج ” رؤية 2030 “؟ التطلع والأمل والرغبة في أن يرى الوطن على الصورة والهيئة التي رسمتها وثيقة ” الرؤية ” ، هو مايجعل المواطن يتعجل مخرجات هذه الاستراتيجية الوطنية.
المواطن من حقه أن يتطلع ، ومن حقه أن يرفع سقف الأمل في ” الرؤية ” التي تم تضمينها تغييرات شاملة ، يكون هو ، أي المواطن ، طرفاً أساسياً فيها، أليس التبعات الاقتصادية التي سيتحملها المواطن جزءاً من التضحيات المطلوبة ، وجانباً من اللوازم الوطنية حتى تؤتي ” الرؤية ” أكلها ؟
والمواطن لم يأت بتصوراته ” للنتائج المتعجلة” من فراغ ، بل هي في كثير من جوانبها مستوحاة أو متصورة من الفضاء الإعلامي الذي يحيط بالمواطن ، وكم المعلومات الذي يتدفق باستمرار بشأن ” الرؤية ” .. وبعض الكتابات للأسف يعوزها التعمق ، والتناول الموضوعي .. وبعض الذي يتصدون لـ ” الرؤية ” في كتاباتهم ربما لم يطلعوا على الوثيقة الأساسية لهذه الاستراتيجية الوطنية، ولذلك تأتي كتاباتهم أقرب إلى التهويمات .
ومن النقاط التي قد نعدها مأخذاً على الإعلام أنه لم يشر لا من قريب أو بعيد إلى أن ” الرؤية ” في إطارها العام جهد بشري قابل للمراجعة والتطوير وصولاً إلى التجويد وتحقق النتائج المتصورة ، وهذا ليس عيباً ، بل هو مما ينبغي الإشادة به، لأن المراجعة نقد ، والنقد في أساسه موازنة موضوعية بين الإيجابيات والسلبيات.. وليس ، مثل ما هو شائع ، هجوما ولا تقليلا لمساعي الناس واجتهاداتهم.
فمشروع ” الرؤية ” ليس خطة قصيرة أوبرنامج بتفاصيل محدودة، بل هي جملة من الخطط والبرامج تشكل استراتيجية تحدد مستقبل وطن .. ولذلك ينبغي للمتعامل معها أن يكون على إطلاع دقيق بمكوناتها ، ليكون قادراً على أن يقدمها لغيره، فلا تأتي المعلومات مشوشة. فمعلوم أن “فاقد الشىء لا يعيطه” ، ومن تنفصه معلومات عن ” الرؤية ” ويضع نفسه في خانة المتحدث عنها وشارحها من المؤكد أنه سيعرض صوراً غير مكتملة ، وبالتالي فإن المتلقي سيتوصل إلى نتائج ناقصه ، لأن العملية الاتصالية والإعلامية شديدة التعقيد لتداخل عناصر موضوعية وذاتية. والمواطن الذي يحصل على معلومات أياً كانت عن ” الرؤية ” يضفي عليها أبعاداً وتصورات نابعة من رغبات وآمال وتطلعات ، وتكون هذه هي المحصلة.
فإذا كنا نريد لمفاهيم ” الرؤية ” وتصوراتها وتوقعاتها القطعية أن تتعمق لدى المواطن، فلا بد من تأكيد الشراكة الأصيلة للمواطن في تحقق نتائج ” الرؤية” ونضوجها في موسمها الطبيعي، وليس تعجلاً ..
ولذلك ، في تقديرنا، أن إيضاح ” الرؤية” كما ينبغي الإيضاح من مختلف الجوانب (الثابتة وتلك القابلة للمراجعة والتطوير) يتطلب حواراً حقيقيا يشارك فيه المواطن بالدخول في أروقة هذه الاستراتيجية، من خلال تقديم كشف حساب دوري ( ربما كل ثلاثة أشهر) عن تقييم مسيرة ” الرؤية “، وإطلاع المواطن على التفاصيل، والنتائج المتحققة في كل قطاع : التعليمي ، الصحي ، الاجتماعي، الاقتصادي، الثقافي .. وذلك حتى لا يفاجأ المواطن بأن بعض الخطط ليست كما تصورها عند الإعلان الأول للمشروع .
وهكذا يبني المواطن توقعاته على معلومات موثوقة، وليس على كتابات مغرقة في التفاؤل وأخرى محشودة بالتشاؤم.