{ اليمن }

الأحد ٣ نوفمبر ٢٠١٣ الساعة ١٢:٠٥ صباحاً
{ اليمن }

ازددت يقينا في رحلتي نهاية الأسبوع الماضي إلى اليمن بأن الإسلام يدفع أتباعه للعمل أكثر كلما طوقتهم العراقيل ، وضاقت بهم السبل !
فاليمن كما هو معلوم ، يعيش في فترة عصيبة نتيجة رياح الربيع العربي التي هبت عليه ، وأثرت على أمنه واستقراره واقتصاده .

وليست هذه المرة الأولى التي أزور فيها بلاد الفقه والحكمة والإيمان ، كما ثبت عن حبيبنا صلى الله عليه وآله وسلم وصفه لأهلها بذلك ، وكما ثبت عنه عليه الصلاة والسلام وصف أهل اليمن بأنهم أرق الناس أفئدة ، وألينها قلوبا .

وكل من زار تلك البلاد التي تفاخر بقول الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم ، وحق لها ذلك ، يجد تصديقه في واقعهم ، فإنك تجلس مع أكابر علمائه فتجده في التواضع لا يجارى ، ولا تكاد تفرق بين ذي الجاه منهم وعامة الناس .

والقضية التي لفتت انتباهي ، وكل من حضر فعاليات الاحتفال بالعرس الجماعي الذي حاز على شهادة من موسوعة جينيس للأرقام القياسية ، حيث احتفل بزفاف أربعة آلاف عريس وعروس ، هو الجهد المبذول للعمل الخيري والدعوي رغم كل الظروف التي يعيق العاجزين بعضها .

وهذا ما دعاني للنظر من زاوية هذا الدين العظيم ، الذي يدفع أتباعه للعمل في ظل الظروف الصعبة أكثر مما يفعل في ظل الترف والنعمة .

واليمن مثال ، وإلا فإني رأيت ذلك في كثير من البلاد التي زرتها ، حيث يكون الإسلام مستضعفا ، أو قليل أتباعه ، فإن العمل الخيري والدعوي فيها يكون أكثر دقة وأقوى عزيمة من غيرها .

فالإسلام يتحدى الواقع ؛ لأنه هو الذي يصنع الواقع ، وعنده القدرة على تغيير الواقع والتكيف معه بما يوافق تعاليمه ومنهجه . لكنه يحتاج إلى قوم يؤمنون به ، ومن ثم يبذلون ما يستطيعون من قوة لنشر دينهم والحفاظ على قيمهم ، والدعوة إلى منهجهم ، وسرعان ما يرون الثمرة قد حان قطافها ، وهي أحلى ما تكون مظهرا ومخبرا .

فقلة الموارد لم تكن عائقا لأهل الخير في اليمن من البذل والعطاء ، والتكاتف والتعاون والسعي على الأرملة والمسكين ، وبذل المال لرد الناس إلى دينهم ، وتعليمهم قيمه وأخلاقه .

ومن رحم تلك المعاناة ولدت أفكار ، وطبقت مفاهيم أنتجت ما لم يتوقعه حتى المتفائلون الذين رسموا خطة العمل ، وكان لهم شرف البدء به .

ومما لا بد أن يشار إليه ما للهيئات الشعبية والمؤسسات من أثر في النجاح ؛ لأنها تعمل لله ، ولا تنتظر العطاء من غيره ، ولا تعيقها بيروقراطية الحكومات ، ولا تعقيد النظم والقوانين .

ولقد كان ذلك التجمع التلقائي من خيرين كثر من غالب أمة الإسلام لشيء يثلج الصدر ، ويفرح القلب ، حتى من بلاد جريحة لم تزل تنزف دماؤها الطاهرة ، ولم تزل تعاني الأمرين كان لبعض الخيرين فيها مشاركة ، وعرفنا عن طريقهم ما يبذل من أهل الخير في تلك البلاد ، وما يسفر عنه الهم والغم الذي يغشى سماءها ، ويلف أرضها ، مما يثبت ما أشرت إليه في أول المقال .

وخرجت من ذلك بيقين هو الذي أريد أن أخلص من مقالي هذا به ، ليفقهه كل من قرأ ، وليعلمه كل من جهل : إن الإسلام باق ، بكل قيمه ومنهاجه ، وهو دين منصور ، سخر الله للعمل له أناسا لا يعلمهم في كثير من الأحيان إلا هو ، فلا تظنن أخي الكريم أنك إن لم تقم بالعمل للدين أن الدين سيفقدك ، بل أنت من خسر أجر العمل له ولذته .

وصدق الله إذ يقول { ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه ، إن الله لغني عن العالمين } .

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني

  • ابو احمد - الرياض

    لا فض فاك ياشيخ

  • انا انا

    اهل مكة والمدينة هم اهل الحكمة والايمان الذين لم يرتدون وهم منبع الايمان والاسلام واهل اليمن مسمى الجهه اسلموا سنة التاسعة للهجرة عندما قدم ابوموسى الاشعري على النبي واسلم وارتد قوم كثير مع العنسي مدعي النبوة وقت حياة المصطفى علية الصلاة والسلام وبعد وفاته ارتد الكثير وارسل لهم الخليفة ابوبكر ثلاثة جيوش اسلامية لترجعهم للاسلام الشيخ العريفي جعلهم اصل قريش واخوال النبي الاكرم وهذا دين لايجوز فيه وضع الامور في غير مواضعها او باسم حديث لمسمى جهه ينسب كل ماهو لاهل الحجاز لغيرهم ادرسوا التاريخ من وقت ابرهه بفيله الى اليوم .

  • محمد باقديم

    بكل بساطة يا اخ . “انا انا”
    ارجع للاحاديث النبوية عن اليمن وبعد ذلك تكلم بما شئت

  • ابونواف

    اخي العزيز انا انا المدينه المنوره هي منبع الرساله وفيها سيد الانبياء والمرسلين هواعلم خلق الله بالمسلمين فقد ذكر اهل اليمن ومدحهم لحبهم له وحبه لهم اما انت ان كان في خاطرك شي لهم فهم لايحملون في قلوبهم شي لاحد

  • غير معروف

    حق لاهل اليمن بهذا الشرف ولو رجعنا للنصوص والتاريخ لتبين لنا من اذوا النبي صلى الله عليه وسلم راجع التاريخ ولا تهرف بما لا تعرف

  • !!

    اخ انا انا ترا الشمس ما تغطيها الغرابيل احاديث صحيحه وصريحه لاتنفي على كيفك

  • زهير

    مقال جميل ياشيخ الله يسعدك

  • غير معروف

    من المؤسف اان يصبح الانتماء لبقعة جغرافيه ، وحقد على بقعة جغرافية اخرى سبب لوضع وتفسير الأحاديث حسب اهوائهم .. الأخ انا انا مثال سيء لذلك … راجع الأحاديث وتعمق فيها لتعرف زيف ما ادعيت

  • يحي

    ﻻفض فوك ياشيخنا فكل ماقلته صوابا وبشهادتي فقد عايشتهم

  • البشري الجنوبي

    ياشيخ هل ترئ فرق بين علمائنا وعلماهم هل تذكرت بعض علمائنا وبعض الدعاه الي عايشين في عالم اخر غير عالم العامه فالغنئ المادي والثروه والبهرجه جعلت بيننا نحن معشر العامه وبين العلماء فجوه كبير فنحن لانستطيع الطلوع علهم وهم ما يتنازلون ينزلون من ابراجهم العاجيه فنحن نراهم كما نرا نجوم التلفزيون فقط في الافلام

  • ابن اليمن

    عزيزي انا انا انتم احسن شعب و اطيب شعب و اكشش شعب و احلى شعب كدا مبسوط ؟؟ بارك الله فيك

  • انا انا

    انا مراجع للاحاديث انكم اسلمتو السنة التاسعه وارتد بعدها العنسي وقت حياة النبي وبعد وفاته ارتد الكثير وارسل الصديق لصنعاء ثلاثة جيوش اسلامية لها والحديث اتاكم اهل اليمن ذكره الرسول وهو بغزوة تبوك والمقصود باتاكم اهل اليمن هم من اتى من اهل مكة والمدينة بلد الحبيب والصحب والتنزيل والوحي وليست صنعاء القليس والاسود والفيل والى ابن اليمن لسنا كما تذكر باستهتار بل افضل بعون الله ولن نقبل ان يشاركنا في قسمنا احد او يستولي عليه ويوجد حديث اللهم بارك لنا في مكتنا وبارك في مدينتنا وهذا يدل انها الشام واليمن لبعضهم البعض ومنها يبدأ الاتجاه انتم تمسكتم باسم جهه ولا يوجد بالتاريخ اسم لدولة اليمن الا قبل 70 سنة وما قولك بالركن الشامي وماهي علاقتكم بالركن اليمني للكعبة المشرفه غير الاسم الحديث لصنعاء وسهيل لاتقول انه شامي وسمي باسم اليمن (صنعاء) تكريمآ وهو جهه فقط فاين انتم من الحكمة والايمان من زمن الفيل لليوم .

  • shaden

    ونعلم من اهل المدينة المنافقون واليهود .. عبد الله بن أبي سبأ وابن سلول وان كنت ستقول انه اصولهم يمني .. فالأوس والخزرح اولى بذلك الأصل اليماني ,, ومن اهل مكة كفار قريش .. هذا طبعاً ان كنّا سنفكر بمنظرك الضيق للتاريخ كما تدعي !

  • رد على انا انا

    اليمن اسمها كذا من عهد الرسول
    اما المدينة يوم تقول اللهم بارك في مدينتنا اصلا كان اسمها يثرب
    انظر للموضوع من كل الجهات بارك الله فيك لا تحاول تكون منغلق

  • الاوس والزرج

    انا انا من اي القبائل انت والى اي تنتمي
    فسكان يثرب من الاوس والزرج وهم الانصار يمنيون
    فمن انت يا انا انا اقرأ التاريخ وتعلم ثم تكلم

  • shaden

    بارك الله فيك يا شيخ على الكلام الطيب ..
    اما الاخ أنا أنا .. انت تقول ادرسوا التاريخ وانا اقول لك ادرس الحديث بارك الله فيك .. ولم اعلم انه قد يصل بالمسلم ان يحقد على اخيه المسلم حتى ينكر ما انعمه الله عليه من طيب الكلام ! ولله في خلقه شؤون

  • انا انا

    هل صنعاء اكرم واشرف عند الله ورسوله من مكة والمدينة ولم يرد احد فيكم عن وقت اسلامكم ورتدكم وهل ماذكرت انا صحيح ام لا مع الفيل والقليس وابن ملجم والاسود ومع تقديمكم صنعاء على مكة والمدينة بنسب مالهم لها بعد هذا هل انتم اهل حكمة وايمان وان كنت تريد المزيد ابحث في جوجل عن عنوان سرقة تاريخ الحجاز واما عن المدينة واسمها يوجد حديث اللهم بارك في مكتنا واللهم بارك في مدينتنا فهل تكذبه ليصح انها اللهم بارك في شامنا ويمننا وانها صنعاء وقرن الشيطان نجد العراق ولكن الاحساس بالنقص والتقزم امام الحجاز العظيم من زمن ابرهه جعلكم لاتدققون ما يعلم لكم انكم افضل من اهل الفضل والذم بنجد بالباطل بسبب عقد كثيرة لا داعي لذكرها .

  • shaden

    اضحكتني بارك الله فيك .. مشكلتك تقوم بالمقارنة وهنا الخطأ .. فعندما كان رسول الله عليه الصلاة والسلام يمتدح صحابته و يثني على صحابي معين ويلقبه بإسم .. لا يعني انه ينتقص من صحابي آخر .. فهل نقول ان ابو عبيدة افضل من أبي بكر لأنه لقب الاول بأمين هذه الأمة بينما الاخير لم يلقبه بذلك .. رضوان الله عليهم أجمعين
    فهنا رسولنا الكريم امتدح اليمن لا يعني انه انتقص مكة او المدينة او العراق او غيرها !!! هي مكرمة من الله تعالى ورسوله الكريم لهذا البلد الطيب ..

    صدقني المعقد هنا هو أنت .. الذي حصرت الدين و الرسول في بقعة جغرافية .. وهو الذي بعث للأمة كلها في بقاع الأرض .
    غفر الله لك

  • غالب النهاري

    شيخنا الفاضل لا أملك الكلمات الموفيه لقدرك ولكني أملك قلباً يدعو لك .
    اسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يجعلك دائماً بأحسن حال
    وأن يظلك بعفوه ورضاه وإحسانه وأمنه وآمانه وستره ولطفه وفيض عطاءه
    وأن يروقك من غير حساب وأن يغفر لي ولك ولوالدينا أجمعين ويسكنهم الجنة بغير حساب ،، أمين ،،

  • لو لو

    الرسول صلى الله عليه وسلم يمدح الناس ما يمدح المكان
    واذا مكه والمدينه مشرفات مو الناس الي عايشين فيها

إقرأ المزيد