المعايدات والتواصل الإستراتيجي

الجمعة ٣٠ يونيو ٢٠٢٣ الساعة ٣:١٨ مساءً
المعايدات والتواصل الإستراتيجي
بقلم : أحمد النعام*

تتعاظم أهمية التواصل الإستراتيجي يومًا بعد يوم بالعالم أجمع، وتتواصل الجهود البحثية التي تتناول هذا الحقل الذي يشهد تطورًا جديدًا يومًا بعد يوم، من خلال ما يقدَّم من دراسات تطرح رؤًى جديدة تمنح المزيد من الفرص لتحقيق حضور فاعل للتواصل الإستراتيجي في جُل المؤسسات.

وترجع جذور كلمة الإستراتيجية إلى كلمة strategos باللغة اليونانية وتعني كيفية قيادة الجنرال للحرب”، وبعيدًا عن الجذور العسكرية لمفهوم الإستراتيجية، نجد أنه في علم الإدارة عرفها Tomas1988 بأنها “خطط وأنشطة المنظمة التي يتم وضعها بطريقة تضمن خلق درجة من التطابق بين رسالة المنظمة وأهدافها، وبين هذه الرسالة والبيئة التي تعمل بها بصورة فعالة وذات كفاءة عالية”.

وأما التواصل الإستراتيجي فهو مفهوم شامل وبات ضرورة إنسانية، إضافة إلى ما له من أهمية تنظيمية ومردود اجتماعي واقتصادي.

ولعل إحياء المناسبات الاجتماعية داخل المؤسسات مثل “المعايدات” التي تقام في مناسبة حلول عيدي الفطر والأضحى، يحقق أحد أهداف التواصل الإستراتيجي التي تتمثل في ضمان استثمار مهارات كل شخص وتوظيفها من أجل تحقيق النجاح وتعزيز الإحساس بالانتماء لجهة العمل.. وتحقيق التماسك بين الأفراد داخل كل مؤسسة والقدرة على مشاركة الآخرين خبراتهم وأفكارهم ومعرفة حاجاتهم والعمل على تحقيقها وتبادلها.

ونظرًا لأهمية تلك المعايدات وما تمثله من قيمة وما تحققه من مردود كبير، فإنه من الضروري اليوم، الاستثمار في مثل تلك المناسبات، وتعظيم الفائدة المرجوّة منها، وأن تكون منطلقًا لتعزيز تلك العلاقة بين المؤسسات وموظفيها.. بل وعلينا الابتكار في هذا المجال، ومنح مزيد من الإثراء والثراء لـ “معايداتنا” وتوظيف كل ما يتعلق بإستراتيجيات التواصل من مفاهيم ورؤى في تحقيق ذلك.

ونؤكد- هنا- على أن هذه “المعايدات” التي تشهدها المؤسسات المختلفة في عيدي الفطر والأضحى، إنما هي تجسيد حي لمفهوم التواصل الإستراتيجي بكامل مخرجاته وأشكاله وأساليبه، وتأكيد على ما للاتصال الإستراتيجي من ضرورات إنسانية.

وكل عام وأنتم بخير.

 

* مختص في التواصل الإستراتيجي

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني