النصر يستهدف الفوز الثالث تواليًا ضد الأخدود الهيئة العامة لتنظيم الإعلام تطلق دليلًا شاملًا للمهن الإعلامية ضبط مخالفَين لنظام البيئة لاستغلالهما الرواسب في تبوك موعد مباراتي نصف نهائي كأس الملك الرئيس الأمريكي يعلن منطقة الحرائق بكاليفورنيا منكوبة الملك سلمان وولي العهد يهنئان جوزيف عون بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية اللبنانية وأدائه اليمين ضبط مواطن أشعل النار في أراضي الغطاء النباتي بالرياض اقتران القمر الأحدب بعنقود الثريا الليلة مؤشر سوق الأسهم السعودية يغلق مرتفعًا عند مستوى 12097 نقطة القبض على مقيم لترويجه الشبو في جدة
الأب مشغول.. الأم في العمل أو السوق.. المعلم غير كفؤ.. الشيخ يغرّد خارج السرب.. المجالس هزلية.. الشارع مسرح للدرباوية.. القنوات الفضائية منفلتة.. شبكات التواصل الاجتماعي خراب فكري أو أخلاقي.. و”داعش” لنا بالمرصاد!
إذا كان هذا حالنا فعلاً فقط بنسبة ٥٠٪؛ فمن الذي يربي هذا الجيل؟! وما هي الآثار المترتبة على ذلك؟
صحيح أن تلك النظرة التشاؤمية، حتى وإن افترضنا أنها بنسبة ٥٠٪، قد لا نحب أن نناقشها لأسباب؛ أحسنها أن التفاؤل مطلب جميل ومهم للتعامل مع الحياة وتفاعلاتها؛ ولكن الشفافية في تقييم الأمور مسلك علاجي مهم أيضاً لتحسين الحياة والتقليل من تفاعلاتها السلبية؟
استباقاً لرأي من يقرأ عادة أول سطر في المقال ثم يتعامل مع بقية السطور على طريقة الأرنب، يقفز بينها قفزاً قفزاً.. أقول: كل ما يُبذل من جهود ومبادرات تربوية هي على العين والرأس ويُشكر كل من يقوم عليها ويساهم فيها؛ ولكن ما نتناوله هنا جوانب التقصير التربوية في أحسن أحوالها ومسمياتها تلبية لهاجس التفاؤل؛ وإلا فإنها في الحقيقة جوانب تدمير وليست جوانب تقصير!
اللقطة البانورامية من عدستي تُظهر القدوات التي يتدافع الناس على التصوير معهم على ثلاثة أصناف والرابع في الظل: نوع يحتاج إلى تربية، ونوع ضال، ونوع متقلب.
لي ولغيري أن يسأل عن القدوات المُتّزنين في الطرح, سليمي الفكر والمعتقد, هل يتواصلون مع أبنائنا كمربين وعبر كل الوسائل؟ أم أنهم ما زالوا يفترضون أن العلم لا يأتي؛ وإنما يؤتى إليه؟!
سؤال آخر: هل لا يزال الأب يعتقد أن التربية دور المدرسة فحسب؟ وهل الأم لا تزال توجّه اللوم للخادمة عند التقصير في شؤون الطفل؟ إن كان هذا هو حال بعض البيوت فثمة سؤال مرتبط: هل نُسقط من حساباتنا دور الأسرة؟
لا بأس: ثمة سؤال أيضاً: ماذا عسى المعلم المستجد الذي يعاني من نفس الإشكالات التربوية؛ ماذا عساه أن يفعل تجاه تربية أبناؤنا؟
أما المشايخ -وفّقهم الله وعفى عني وعنهم- فلن أفترض سؤالاً يتعلق بدورهم التربوي؛ فإن الجدل بين بعضهم في قضايا هامشية ربما جعل بعض أبنائنا يستبعدهم كقدوات؛ ناهيك عن ابتعاد بعضهم عن مراكز التأثير.
أما الطوفان الكثيف الذي يأتينا من الإعلام التقليدي أو الإعلام الجديد, أو التخريب الذي تُمارسه “داعش” أو غيرها لأفكار أبنائنا؛ فتلك أوبئة لم نستعد لها مسبقاً، ولم تكن لدينا الجاهزية لاستقبالها والتعامل معها؟!
أسئلة فقط لمن صدّقني: هل نحن بحاجة إلى مشروع تربوي شامل؟ ومَن المسؤول عن تصميمه وتنفيذه؟ ومن الذي يجب أن يشترك في تطبيقه على الأرض؟
وسؤال من عبق الواقع الجميل لمن يخالفني الرأي: إذاً من أين التحرش؟ والمنتمون للفكر الضال؟ وازدياد نِسَب الطلاق؟ والمتعاطون للمخدرات؟ والمشاجرات المسلحة؟ والتفحيط؟ والحوادث المميتة؟ والعلاقات غير الشرعية؟ والإخفاقات الدراسية؟
علينا أن نعترف أن أحدث التقنيات باتت أقدر على أبنائنا منا، وأننا خيار متخلف، وأننا في أمس الحاجة إلى شيء ما.
للتواصل مع الكاتب على التويتر: @M_S_alshowaiman