القبض على مقيم لنقله مخالفًا لنظام أمن الحدود بعسير التجارة تستدعي 230 مركبة مرسيدس S CLASS إعلان الطوارئ في الصين بسبب ترامي وظائف لدى هيئة المحتوى المحلي والمشتريات الحكومية أمطار غزيرة على عسير تستمر حتى الـ 8 مساء القتل تعزيرًا لمقيمَين بعد إدانتهما بتهريب الإمفيتامين للمملكة رحيل الفنان مصطفى فهمى.. هذا ما قاله قبل وفاته كم عدد التابعين المسموح إضافتهم في حساب المواطن؟ وصول الطائرة الإغاثية السعودية الـ 16 إلى لبنان الفحص الفني الدوري للسيارات يدشن 6 محطات متنقلة
ذلك المقطع الذي أبكى كل من يتفجر قلبه بالمشاعر الإنسانية ولا يحتمل مناظر التعذيب والقتل! واستفز مكامن النخوة، وهز حصون التقاليد وعادات العرب! وهو أيضًا قد أثار النقاش الديني والفكري والتربوي حول محتواه! إلى كونه يحمل طابعًا سياسيًّا من ناحية أخرى!!… إنه مقطع قتل الداعشي لابن عمه!!
ما ينطوي عليه المقطع أكثر من عملية قتل بشعة؛ لأن القتل عملية متكررة والسجون ملأى بمرتكبيها وأحكام القصاص شاهدة على ذلك. ولكن المتأمل يرى في الفيديو منظرًا أبشع من القتل!! وأعظم من الجريمة!! إنه مركب معقد التكوين ومتشعب الارتباط!!
من ناحية؛ هؤلاء المجرمون لم يقتلوا ابن عمهم ومن عاش في بيتهم، وإنما قتلوا العسكري الذي يحرس الوطن وإن كان ابن عمهم!! ومن ناحية ثانية؛ هو: حرب سياسية صريحة تحمل انتماء معين ضد انتماء آخر!! ثالثًا؛ فيه ممارسة للجريمة تحت ستار الدين من خلال استخدام مصطلح الطاعة لولي الأمر، والتكفير، والتلبس بلباس الجهاد…!!
كل هذه المضامين وأكثر في هذا المقطع تثير تساؤلات متكررة ومحيرة في نفس الوقت!! من ولماذا؟ من جهة. وكيف ومتى وأين برمجة هذه المضامين في رؤوس هؤلاء القتلة؟ من جهة أخرى، إلى درجة أن قلوبهم استطاعت أن تتجاوز مقاومة المشاعر الإنسانية، وأواصر القرابة، والعادات والتقاليد، والانتماء الوطني والتبعية السياسية، والتربية الدينية والفكرية السائدة!!
لن أذهب بعيدًا في التخمين فكثير من الملامح في هذا المقطع أعرفها بموجب المرحلة العمرية التي عايشت اتجاهات فكرية معينة صعودًا ونزولًا، وبموجب البيئة التي عشت في أعماقها وتلبست ببعض تفاصيلها خلال مرحلة عمرية مكتظة بالنزوات، بل واطلعت على بعض خفايا ما يجهله ربما من هو من غير جيلي ولم يقترب من الأعماق مثلي، غير أني الآن أرى الأحداث بعيون الناقد المتحلل من تلك الخفايا والتفاصيل… إلى درجة أنني كثيرًا ما فكرت في كتابة مذكراتي عنها! لقد سمعت بالتكفير السياسي كغيري، والكفر بالهوية والحديث عنها بنفس العبارات، من أكثر من عقدين، وبالطبع هذه الاتجاهات جرّت لما تلاها من دموية وبشاعة ها نحن نكتوي بلظاها منذ زمن!!
أما إذا أردنا أن نجيب عن التساؤلات بقانون “التأريخ يعيد نفسه” فقط مع فارق السرعة ودقة التنفيذ؛ فالإجابة عن من: فأعداء الدين والوطن يمتطون كل صاحب أجندة سياسية دينية مضادة؛ لأنه لا أجدى في الحرب على بلادنا من ضرب الدين والفكر إلا بالدين والفكر؛ لأن الثوابت إذا تزعزعت تزعزع معها كل ما ارتبط بها! ومن ذلك البيعة، والطاعة، وحرمة الدماء…
أما أين: فإن كانت في زمني عبر الكتاب والشريط والجلسات المغلقة! ففي هذا الزمن عبر الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي. وعن ومتى: ففي أوقات الغفلة الأسرية والمجتمعية وما أكثر تلك الغفلات!! وعن كيف: فهو ضخ ديني ينسجم مع الغيرة الدينية لشاب يتحسر على احتلال الأقصى، وتسلط أعداء المسلمين في كل مكان! ولا يرى في مواقف الدول الإسلامية نصرة للمستضعفين! علاوة على تفشي ما يعتقد أنه منكر دون نكير وتغيير! وزد على ذلك استفزاز بعض الأقلام للتدين عند أولئك الشباب! ويواكب ذلك فراغ وفساد وبطالة!!
وأخيرًا مهما اختلفت الزاوية التي تم التقاط الصورة منها، ومهما كانت التحليلات، إلا أن شيئًا ما من وجهة نظري لابد من الالتفات إليه وهو:
– انخراط كبير واضح جلي مقصود للراسخين في العلم في مواجهة الضلال عبر كافة الوسائل دون ترفع!! فقد بات ذلك الأمر أولوية قصوى.
– أن يتوقف البعض عن تهييج الغيرة الدينية عبر الكتابات أو المنتجات الإعلامية حتى وإن حسنت النيات؛ لكونها مستندًا يجير دائمًا لإقناع الشباب بوجوب التغيير باليد ويستخدم للتدليل على كفر المعين.
– أن لا يساهم بشكل مباشر كل من لا نتوقع تقبله عند هؤلاء الشباب؛ لأن مساهماته المباشرة تزيد في قناعة هؤلاء بأنهم على الحق.
– أن ينطق أصحاب التأثير نطقًا مبينًا؛ حيث لا يجمل بهم الصمت عن شيء هذا وقته! بينما يتحدثون بحديث ليس هذا وقته.
– أن لا تقل سرعة التحرك ولا الوسائل عن تلك التي يتم تجنيد الشباب من خلالها، بل إنني أفترض وجود منتجات عالية الجودة والتأثير الديني والنفسي لمحاربة التطرف.
– السرعة في حل مشاكل الشباب وتبني قضاياهم والتفاعل مع همومهم والتركيز على المشروعات التنموية الخلاقة.
كثيرًا ما كتبت عن هذه القضية لهم يسكنني، ولكوني أزعم أنني على اطلاع مشوب بشيء من قدم العهد بما يمكن أن يستأنس به في التخلص من تلك البلية! إلا أنني أشعر ببعض التباطؤ في المعالجة إلا من الناحية الأمنية فلا غبار عليها، من جهة ثانية أجد أن الطرح السائد إما أنه بعيد كل البعد عن ما يناسب التكوين النفسي والديني والاجتماعي لهؤلاء الشباب! أو أنه يحرضهم أكثر!!
للتواصل مع الكاتب على التويتر: @M_S_alshowaiman
سعودي
مقال جميل
عصام هاني عبد الله الحمصي
التربية السليمة تعطي تصرفات سليمة وتأثيرات الإنحرافات يجب سد ثغراتها .