تعليم مكة المكرمة يدعو الطلاب للتسجيل في برنامج الكشف عن الموهوبين في جدة التاريخية.. حرفية سعودية تضفي أفكارًا إبداعية على تحفها الفنية التشكيل الرسمي لمباراة العين والأهلي نمو الامتياز التجاري 866% بالمملكة.. والسياحة والمطاعم تتصدر بالرياض بتوجه الملك سلمان وولي العهد.. تمديد العمل ببرنامج حساب المواطن لعام كامل أسعار النفط تستقر عند أعلى مستوى أمانة جدة تباشر الخطط الميدانية للتعامل مع حالة الأمطار تنبيه من حالة مطرية على منطقة عسير زلزال بقوة 4.5 درجات يضرب جزر إيزو اليابانية مصرع 17 شخصًا إثر سقوط حافلة في البرازيل
تابع الكلُّ، بألمٍ بالغٍ، مأساةَ حريق مستشفى جازان المركزي والذي راح ضحيته 33 حالة وفاة و127 إصاباتهم حرجة، وشخّص المختصون والمتابعون والمهتمون والمتألمون أسبابَ تلك الكارثة الإنسانية في عدم توفر أدنى سُبل الأمن وإجراءات السلامة داخل المشفى البائس أو إخلاء المرضى بشكلٍ سليم.
فكانت عائقاً أمام خروج المرضى، رغم أن الدفاع المدني حذَّر منذ ثلاث سنوات في تقرير موثق بأن المشفى يفتقر لأدوات السلامة ويعتبرُ خطراً على من فيه من المرضى ما لم تتم مراجعة كل السلبيات والأخطار التي أشار إليها الدفاع المدني في تقريره وحذر منها وأخلى مسؤوليته!
ولكن كالمعتاد لم يلتفت أحد لذلك التحذير، وتم حفظ الملفات بالأدراج وإحكام الإقفال عليها من أجل مصلحة بعض المستنفعين!
وقِس على ذلك كارثة سيول جدة والوضع المزري لمستشفى تبوك المركزي والذي تم بناء أسقفه من الصفيح ويفتقر لأبسط أدوات السلامة ومباني الطلاب والطالبات المستأجرة وغيرها!
ورغم كل هذه الكوارث والأزمات لا زلنا نُراوح مكاننا ولا نتعظ أو نتعلم منها ونتقيها بعمل اللازم من الاحتياطات الأساسية والضرورية لسلامة الجميع!
عندما أتأمل حال الدول المتقدمة والأقل تقدماً أجدها تضع خططاً تُنفذ على الأقل مرتين سنوياً يتم فيها التدريب على الإخلاء وعلى مختلف أنواع الأزمات والكوارث الافتراضية وكيفية التصرف، أما لدينا فلا تدريب ولا إدارة للأزمات والكوارث ولا يحزنون!
تجد السيول تجتاح المدن وتدلف للبيوت ويغرق الناس ويموتون ويتطوع البعض عشوائياً وارتجالياً لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أرواح، والأمر كذلك بالنسبة لو حدث حريق في مستشفى، أو مدرسةٍ أو جامعة.
أين فنّ إدارة الأزمات والكوارث لدينا؟ للأسف كل شيء يمشي على البركة!
عندما أقرأ عن تجربة اليابان وكوريا الجنوبية وأمريكا وحتى إندونيسيا أنظر إليهم بعينٍ ملؤها الإعجاب لحسن التخطيط والتدبير واستحداث إدارات متقدمة وفريق متكامل لإدارة الأزمات والكوارث بأنواعها سواء كانت طبيعية أو بيولوجية أو كيمائية أو جرّاء حريق!
وهناك تطبيق مستمر بواقع مرتين بالعام للإخلاء التجريبي في جميع المرافق الحكومية والأهلية للنجاةِ بالنفس ومساعدة الآخرين.
ورغم تعرُّض اليابانيين للزلازل والكوارث، بعزمٍ ينهضون مِن جديد ويكتسبون خبرة جديدة في التصدي للكوارث والتعافي من آثارها، والعودة للبناء والإبداع وممارسة الحياة مجدداً بكل همة وتفاؤل ونشاط.
أما في كوريا الجنوبية فهناك أقبية وملاجئ تحت الأرض مزودة بكل مقومات الحياة، كانت وما زالت تستخدمها عندما تتعرض لأي أزمة أو كارثة أو حتى تهديد من جارتها الشمالية الشرسة بالضرب بالقنابل؟
تُرى ما الذي ينقضنا لنحذو حذو تلك الدول في إدارة الأزمات والكوارث؟
لاشيء ينقصنا والحمد لله!
نحتاج فقط أن نستثمر في الإنسان وفي التدريب وفي البُنى الأساسية الذكية مع إقامة أنظمة متطورة ومتقدمة للإنذار المبكر، والتخطيط ثم التخطيط، وعمل ورش وبرامج تدريبية لكل الموظفين بدون استثناء، في مجال إدارة الأزمات، وتوظيفِ وسائل ومواقع التواصل الاجتماعي في التثقيف والتوعية.
لابد من إيجاد إدارة متخصصة لإدارة الأزمات وفريق متمكن بدلاً من الارتجالات العشوائية.
فمعظم الأزمات التي تحصل تتفاقم بسبب ردات الفعل الارتجالية، التي تحصل لغياب التخطيط!!
مشكلتنا أن ثقافتنا هي أن نواجه الأزمة حال وقوعها، وكان الأفضل هو الاستعداد لأي طارئ قبل وقوعه، فطريقة نظام الفزعات لن تزيد الأمر إلا سوءاً وتدهوراً وكارثيةً!
أنا لا أعلم ما هو رد فعل أي إنسان، مواطن أو مقيم، على ثرى بلدي الطاهر حيال أي أزمة لا قدر الله.
وكيف ستكون ردة فعله أو تصرفه وهو دون تدريب ودون توعية أو تثقيف على إدارة الأزمة والتعامل معها لتمر بسلامٍ عليهِ وعلى أسرته!
قطعاً لن يستطيع أي إنسان أن يمنع وقوع أزمة أو كارثة طبيعية قدّرها الله ودبرها وكلنا يؤمن بقضاء الله وقدره.
ولكن على الأقل فلنستعد لها لنخفف من وطأتها ونتجاوزها بسلامٍ من الله وحُسن تصرف.
أخيراً ما زلتُ أتساءل: إلى متى يا تُرى نظل نُراوِح مكاننا ولا نتعلم أو نستفيد من تجارب الدول الأخرى في هذا المجال؟
أسألُ الله الكريم رب العرش العظيم أن يحفظ بلاد الحرمين الشريفين ومهبط الوحي من كل سوء وكل مكروه، وأن يجعل بلدنا آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين.
Ana
مقترحات تستحق التقدير