ريال مدريد يضرب موعدًا مع برشلونة في نهائي السوبر الإسباني وزارة المالية تحتفي بتخريج 60 قائدًا من برنامج “القادة الماليين” ريما بنت بندر: أمن وسلامة السعوديين في لوس أنجلوس أولوية رغم الانتقادات.. الأرقام تنصف ساديو ماني التأمينات: تسجيل الموظفين إلزامي في هذه الحالة توضيح مهم من برنامج ريف بشأن نتائج الأهلية ترتيب دوري روشن بعد فوز النصر والوحدة سعود الطبية: احذروا إشعال النار للتدفئة في الأماكن المغلقة الغذاء والدواء تحذر من استخدام عشبة الجنسنغ بجرعات عالية النصر يعبر الأخدود بثلاثية
علي السبيعي
تبذل قصار جهدك، تتعب، تلتزم، تحتار، تختار، تنحرف يمينا، ثم يسارا، تلتف أحيانا على نفسك محاولا أن تتجاوز المطبات والسدود، وإذا بك ترتطم!!. بماذا يا ترى ترتطم بعد كل هذا الإخلاص والتفاني؟ ما هذا الحاجز الذي ظهر فجأة ولم تحسب له أي حساب؟.
إنه الإحباط، هو بذاته، ينسل من بين كل المشاعر ليصل إلى قلبك، إلى عقلك، يضربهما ضرباً مبرحاً ليقولا لك بلا وعي: توقف أنت فاشل، ماذا يمكنك أن تفعل؟ إنه لا يمكنك فعل شيء بهذه الإمكانات المتدنية، والظروف السيئة، والنفسية الرديئة، توقف بسرعه ولا تطل التفكير فأنت لا تصلح لشيء.
أنا لا أصلح لشيء؟! كل هذا الجهد والوقت والتفكير ثم بعد ذلك لا أصلح لشيء، هل أتوقف فعلا؟ كل الإجابات حينها ستقول لك نعم، وكل دواعي التفاؤل والفلاح والطموح تختفي فجأة بلا مقدمات خلف غيوم الإحباط وعوازله وحواجبه، ومع أنه على الأحرى ستلوح لك نداءات من بعيد تقول لك: لا، لا تتوقف، انتبه، لا تنهزم، أنتَ قوي، ولديك من الإمكانات ما يؤهلك أن تصل إلى أبعد مما تتمنى. ولكن هيهات، هيهات أن تصل إلى قلبك تلك النداءات أو تلقى فيه موضع قدم، فكل شيء مكبل بداء الإحباط.
وياللسخرية من نفسك عندما يفر الإحباط هارباً ويُخْلِيك لأصدقائك السابقون من التفاؤل والطموح والشغف، وتنظر إلى نفسك بعد أن يعتدل المزاج، وتقول: هل يعقل!! هذا أنا الذي كنت محبط، أتسِّم الآن بكل مقومات النجاح النفسية، كيف حصل هذا بكل هذه السرعة؟ كيف كنت؟ وكيف أصبحت؟.
صحيح، من حقك أن تسأل، من حقك أن تقول كيف، ولماذا، ولكن هل من حقك أن تيأس؟، لا أعتقد ذلك، إطلاقا لا أعتقد، وإن كنت ممن يظنون أنفسهم الوحيدون المصابون بهذا الداء فأنت واهم، وانت عالق في شراك الوهم، لا تظن ذلك، ولا تبتأس، ولا تفكر كثيراً في الأمر، إنَّ أكثر من يعانون الإحباط هم الناجحون، كم شلَّ الإحباط مساعيهم، ولكن سرعان ما ينهضون، فكُن مع (الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ).
لا بأس أن نسمح للإحباط بأن يأخذ جولة في نفسياتنا، يربكها ويزلزلها ويعلمها الصبر ويدربها عليه، ولكننا بعد ذلك نقول له: ارحل وتوقف عن كل هذا، فليس لك في أنفسنا سوى المسيار، وأما الدائم فذلك للفأل، ولكل معالم الهمة العالية.