مباراة الرياض تمنح كينونيس رقمًا سلبيًّا
إيداع دعم الحقيبة المدرسية لمستفيدي الضمان الاجتماعي
وزارة التعليم تعلن إجراءات التوظيف التعاقدي المكاني لعام 1447هـ
الرئيس اللبناني يصل إلى الرياض
القنوات الناقلة لمباراة النصر والاستقلال
الموارد البشرية تُطلق النسخة المطورة من خدماتها الإلكترونية لدعم القطاع التعاوني
الملك سلمان وولي العهد يهنئان رئيس جمهورية بلغاريا
النقل: عقوبات وغرامات مالية للشاحنات الأجنبية المخالفة التي تنقل البضائع داخل المملكة
الزكاة تحدد موعد انتهاء الاستفادة من مبادرة إلغاء الغرامات والإعفاء من العقوبات المالية
وزير الحرس الوطني يستقبل أمراء الأفواج بالوزارة
في السنوات الأخيرة، ارتفع عدد القضايا والشكاوى الطبية، فقد ارتفعت عدد القضايا على الهيئات الشرعية في السنوات العشر الأخيرة من 6800 قضية إلى 18 ألف قضية. والتي يُفترض أن يكون هدفها تحسين جودة الخدمة الصحية المقدمة من خلال ردع كل من يقصّر في تقديمها. وقد جاءت الشريعة الإسلامية بالضروريات الخمس، والتي من بينها حفظ النفس، ولا شك في أن كل ذي لب سيسعى جهده إلى حفظ هذه النفس مما يحيط بها من أضرار محتملة. وقد فتحت الدولة- رعاها الله- الأبواب لكل من تضرر من أي ممارسة طبية لتقديم الشكاوى والتظلمات أمام اللجان والجهات القضائية.
إن مما لا شك فيه أن القضاء الطبي والخوف من الملاحقة القانونية يردع كل من تسول له نفسه العبث بحرمة النفس، سواء كان ذلك بالتعمد أو عن طريق الإهمال، ولكن لا يخفى على أي عاقل أن الإسراف في أي شيء قد يؤدي إلى ضرر يتجاوز منفعته.
فهل أدت سهولة التقاضي الطبي وارتفاع عدد الشكاوى إلى تحسين جودة الخدمة الصحية؟ أم أنها أدت إلى العكس؟
من المؤسف أن ارتفاع عدد الشكاوى الطبية دفع بعض الممارسين الصحيين إلى ممارسة ما يُعرف بـالطب الدفاعي. وهو تغليب الممارس الصحي مصلحته الشخصية- وهي هنا الابتعاد عن أي ما قد يعرّضه للشكاوى- على مصلحة المريض.
أشكال الطب الدفاعي:
يتخذ الطب الدفاعي عادةً أحد الأشكال الآتية:
1- الإسراف في الإجراءات الطبية: مثل إجراء تحاليل وفحوصات لا داعي لها.
2- تجنب علاج المريض: خصوصًا في الحالات الصعبة والخطرة، حيث قد يرفض الممارس الصحي الحالة (إن استطاع ذلك) أو يحوّلها إلى ممارس صحي آخر، رغم قدرته على علاجها.
3- تجنب الإجراء الطبي الأمثل للمريض خوفًا من المضاعفات.
أسباب الطب الدفاعي:
من أسباب لجوء بعض الممارسين الصحيين إلى الطب الدفاعي:
كل هذه الأسباب قد تدفع بعض الممارسين الصحيين، تحت وطأة الخوف من الملاحقة القانونية، إلى تقديم سلامته ومصلحته الشخصية فوق مصلحة المريض.
مساوئ الطب الدفاعي:
انتشار الطب الدفاعي له العديد من السلبيات، منها:
1- تعريض المريض لمخاطر غير ضرورية، وكثرة الفحوصات والإجراءات الطبية قد تزيد من تعرض المريض لمخاطر مثل:
2- إرهاق المنظومة الصحية: ويؤدي ذلك إلى ازدحام المرافق الصحية بكثرة الفحوصات والاستشارات الاحترازية، مما قد يسبب:
3- تضرر المرضى ذوي الحالات الصعبة، حيث إن المرضى الذين يعانون من أمراض معقدة يحتاجون إلى قرارات شجاعة من ممارسين صحيين يضعون مصلحة المريض قبل خوفهم من الملاحقة القانونية.
4- ارتفاع تكلفة الخدمة الصحية:
في دراسة أجرتها جامعة هارفارد، قدّرت تكلفة الطب الدفاعي في الولايات المتحدة بحوالي 50 مليار دولار سنويًّا.
دراسة أخرى صادرة عن وزارة الصحة الإيطالية أشارت إلى أن ممارسة الطب الوقائي تشكل أكبر قيمة مهدرة في القطاع الصحي، حيث بلغت نسبة الهدر 0.75% من الناتج المحلي الإيطالي.
الأثر على جودة الخدمة الصحية:
يتضح أن انتشار الطب الدفاعي يؤدي إلى خفض جودة الخدمة الصحية ورفع تكلفتها، وهو عكس ما هو مأمول من تسهيل القضاء الطبي وتقديم الشكاوى.
التوازن المطلوب
من الأسباب التي قد تخلق التوازن بين حماية المريض من أي تجاوزات وتعزيز ثقة الممارس الصحي بنفسه:
1- تطوير وإضافة أنظمة داخل المنشآت الصحية التي تمنع أو تقلل من إمكانية حدوث الأخطاء الطبية. هذه الأنظمة أصبحت من المعايير التي تُقاس جودة المنشآت الصحية بها. فمنع الأخطاء الطبية هو عمل مؤسسي يتجاوز مسؤولية الممارسين الصحيين.
2- تعزيز دور اللجان الشرعية في المنشآت الصحية واعتبار قراراتها ممثلةً لقرار المنشأة الصحية نيابةً عن الممارس الصحي. وفي حال ردت اللجنة الطبية في المنشأة شكوى مريض، واختار المريض تصعيدها إلى القضاء، يجب أن يكون التقاضي بين المنشأة والمريض، دون إشراك الممارس الصحي. مما يجعل المنشآت أكثر صرامة في خلق بيئة آمنة للمرضى، ويعزز الثقة بين الممارس الصحي ومنشأته.
3- وضع حد أعلى للتعويضات المادية بحيث لا تتجاوز التعويضات حدود الديات الشرعية، لتقليل الضغط النفسي على الممارسين الصحيين.
الخاتمة
الأصل في الممارس الصحي هو الإخلاص والرغبة في مساعدة المرضى، وليس قصد الإضرار أو الإهمال. ولكن الإسراف في الملاحقة القانونية قد يُضر بالمريض وبالمنظومة الصحية بشكل عام. الحفاظ على التوازن بين حماية المريض وتعزيز ثقة الممارسين هو الأساس لتحسين جودة الرعاية.
* طبيب طوارئ