أين المكافأة الحقيقية للمتقاعدين ؟!

الأحد ١٢ ديسمبر ٢٠٢١ الساعة ١٠:٤٤ صباحاً
أين المكافأة الحقيقية للمتقاعدين ؟!
بقلم : موضي الزهراني

ما زالت معاناة المتقاعدين من الجنسين مستمرة لدينا، حتى وإن قدمت المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية مؤخرًا بعض البرامج الداعمة لهم من خلال بعض التطبيقات مثل (تطبيق تقدير)، والذي يعتبر نتاج إحدى المبادرات الوطنية تقديرًا للمتقاعدين، ولكن للأسف قد لا يحسن استخدامه أغلب كبار السن منهم، إلى جانب ضآلة الفرص الممنوحة في خدماته! فالمواطن الذي قضى أربعين عامًا في خدمة وطنه، وخاصة (ذوي الدخل المتوسط وما دون) نتساءل ما هي المكافأة الحقيقية التي يستحقها بعد إحالته للتقاعد؟!

⁃ هل هي مكافأة نهاية الخدمة المالية والتي يعتبرها الكثير منهم أول صدمة له، لأنها لا توازي ذلك الجهد والتعب الذي أفناه خلال سنوات خدمته، والتي لا تقل عن أربعين عامًا للأغلبية من المتقاعدين؟!

⁃ أو ذلك الراتب التقاعدي الذي ينخفض إلى ثلاثة أرباعه بعد التقاعد، وهذه الصدمة الثانية له أيضًا وقاصمة للظهر خاصة لمن لا يملكون سوى راتبهم التقاعدي كمصدر دخل رئيسي لهم؟!

⁃ أو تلك التسهيلات له في بعض البرامج الصحية والسكنية والتي تعتبر الصدمة الثالثة له، واستغلالًا غير مباشر لحاجته لتملك مسكن لأسرته!

⁃ أو بعد ما تم في إلغاء “بدل غلاء المعيشة” ومساواته مع الذين ما زالوا على رأس العمل وينعمون ببعض المميزات المالية من بدلات وانتدابات وخارج الدوام!

لذلك فإنني سأطرح جزئية هامة لإحدى قضايا المتقاعدين، وأتمنى من المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية دراستها والبتّ فيها قبل إحالة أي مواطن للتقاعد، وإجباره على الدخول في معاناة جديدة تحتاج للمعالجة ألا وهي:

١- ضرورة فتح ملف طبي لكل متقاعد في المراكز الطبية الحكومية الكبرى، وإخضاعه للتأمين الطبي المفتوح أسوة بالكثير من الدول. فهذا من أبسط حقوق الموظفين عامة، والمتقاعدين خاصة والذي يعاني الكثير منهم من عدم تمتعهم بالعلاج بيسر وسهولة في المستشفيات الحكومية التخصصية.

٢- وكذلك المتقاعدون من الكادر الطبي، ألا يُعقل بأنهم لا يتمتعون بحقهم في “التأمين الصحي” بعد تقاعدهم، وهم من أمضى طوال سنوات خدمته في خدمة ورعاية الحالات المرضية بأنواعها!

٣- وتلك الفئة من الموظفين والذين يتم إحالتهم للتقاعد وهم (مكبلون بهموم القروض العقارية والشخصية) والتي لم يضطروا لها إلا بسبب ظروفهم المعيشية ورواتبهم المتدنية مقابل غلاء المعيشة والمتطلبات الأساسية للحياة! وإلا لماذا يضطر الكثير منهم للبحث عن عمل بالتعاقد وهو قد تجاوز الستين من عمره!

وأخيرًا:

نداء خاص إلى “خبراء المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية” لابد من العمل على إعادة تصنيف مستوى ونوع الخدمات المقدمة للمتقاعدين والمتقاعدات، فمن أبسط حقوقهم بعد خدمة وطنهم أربعين عامًا (التأمين الصحي والاستقرار السكني) فهاتان الحاجتان من أهم أسباب الاستقرار الأسري والنفسي لجميع المواطنين وهم على رأس العمل، فكيف بمن يتم إحالتهم للتقاعد وتنخفض رواتبهم بعد تلك السنوات الطويلة من العطاء إلى أدنى الدرجات بالرغم من خبراتهم ومستوياتهم الوظيفية ودرجاتهم العلمية؟!

@moudyzahrani

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني

  • احمدمحمدمريع آل هبيري

    انا اضم صوتي الى هذا الإقتراح.. انا احدالمتقاعدين المنتسب للمؤسسه العامه للتقاعد. المحوله اخيرا الى ادارة التأمينات الإجتماعيه. لا املك سكن. وراتب نصفه اقساط من يوم تقاعدت عام ١٤٢٤هجريه..وانا اجدد اقساطي من البنك العربي.. الى ان اموت.. الا ان يشاء الله شيء مانعلمه فهوقادر سبحانه.

  • مموضي الزهراني

    الله يعينك ويساعدك أستاذ أحمد وربي يفرجها لك قريباً ياكريم .

  • سمها الغامدي

    شكرًا على هذا المقال الذي اوجز اهم معاناة للمتقاعدين (الصحة والسكن ) وهي من ابسط حقوقهم ولا يخفى عليك د.موضي ما يعانيه المتقاعدون من وصول الراتب الى الربع بعد وفاة احد الزوجين .لعل رائد الاصلاحات سمو الامير محمد بن سلمان ان يشملهم باهتمامه المعهود ويصلح اوضاع جميع المتقاعدين .

  • موضي الزهراني

    شكراً لتعليقك أستاذة سمها ‘ وأتمنى فعلاً أن تصل مطالب المتقاعدين لأمير الإصلاح والتغيير .

  • شاديه

    شكرا لمن كتب هذا المقال وبالفعل ذاك الموظف الذي افنى عمره في خدمة وطنه وحان وقت تقاعده لتحل بدلا عنه دماء جديده ماذا سيفعل براتب ربما لن يكفيه بعد أن تتوقف عنه البدلات وغيرها مع هموم القروض العقاريه والشخصية يجب النظر الى وضع المتقاعدين ولابد من ان يكون هناك تأمين صحي جيد جدا كي تخفف عنه الاعباء الماليه الكبيره
    لابد من إعادة النظر لهذه المواضيع المهمه للمتقاعدين والتي تشكل حياتهم وجودتها

  • موضي الزهراني

    فعلاً .. شكراً لمرورك وتعليقك .

  • سمارة

    شكرًا لانك تطرقتي لموضوع التقاعد ولابد من المبادرة بوضع تسهيلات حياتية لتكون مرحلة ممتعة يتفرغ بها المتقاعد للعناية بصحته وعائلته

  • موضي الزهراني

    فعلاً .. شكراً لمرورك وتعليقك .

  • الكاتب خالد عمر حشوان

    جزاك الله خيرا وبارك فيك..
    كلام واقعي يستحق الشكر والتقدير على المقال المميز والمقنع ..
    فأنا كتبت أكثر من مقال على المتقاعدين ولكنني لم أتطرق لحقوقهم لأنها واجبة على مؤسسة التأمينات .

  • موضي الزهراني

    شكراً لمرورك أستاذ خالد واهتمامك .

  • عواطف العبدالهادي

    كلام جميل ومنطقي لابد الاخذ به ودراسة الموضوع لحاجة المتقاعدين لهذه الامور

  • مايباخ

    اتفق معك تماما ، تخيلي متقاعد راتبه لا يتعدى 3000 ريال عندما يذهب الى مستوصف خاص سواء له او لاحد افراد عائلته يتكلف مالا يقل عن 300-500 ريال لأبسط مراجعه مرضيه مثل الاسنان والانفلونزا والكسور ما بالك بالأمراض الكبرى في ظل المواعيد المتفاوتة في المستشفيات الكبيرة ، اعتقد التامين الإلزامي للمتقاعدين ضرورة ملحه ، بالإضافة الى تعاون مؤسسات الطيران المدني في منحهم 50% على التذاكر الداخلية ، اتمنى ان يكون هناك ورشه عمل كبرى تشارك فيها جميع المؤسسات الخاصة والحكومية لمناقشه تقديم مبادرات حقيقيه مفعله للمتقاعدين ، دكتوره موضي انتي تطرقت لرأس جبل الجليد وتشكرين عليه وتبقى الجبل المختفي ، لابد ان تكون هناك ارادة جادة من قبل مؤسستي التقاعد والتأمينات الاجتماعية ، تخيلي موظف القطاع الخاص يحرم من التامين الصحي بعد تقاعده وكانه لم يخدم هذه المؤسسة ، مع الشكر لمؤسسه الخطوط السعودية التي تبقي على التامين الصحي على المتقاعدين مدى الحياة ، شكرا لرميك حجر النرد في المياه الراكدة.

إقرأ المزيد