الأخدود يسعى لإنهاء سلسلة سلبية تعليم الرياض يناقش توحيد عمل الاتصال المؤسسي في إدارات التعليم بالمحافظات تعليم جدة : تعليق الدراسة الحضورية غدًا ماذا يفعل الاتحاد والأهلي بعد التقدم في النتيجة؟ قرعة كأس الملك.. الهلال يصطدم بالاتحاد والشباب يواجه الفيحاء عبدالعزيز بن سعود ووزير الداخلية البحريني يرأسان اجتماع لجنة التنسيق الأمني آلية سحب قرعة ربع نهائي كأس الملك وظائف شاغرة لدى التصنيع الوطنية وظائف شاغرة في مجموعة العليان وظائف شاغرة في فروع شركة المراعي
أوجدت لنا الثورة التكنولوجية وبرامج التواصل الاجتماعي الحديثة نمطاً اقتصادياً جديداً (التجارة البشرية)
التي عادت بنا إلى زمان الرق والعبودية الذي امتلك فيه الإنسان الإنسان وانتهك خصوصيته واستعبده بماله ليحقق من خلاله أهدافاً تجارية.
فلا يختلف حال الكثير من أطفال اليوم عن ذلك الزمان الذي اتفقنا معه في الفكرة العامة واختلفنا عنه بالكيفية.
فقد أصبحت شريحة واسعة من أطفالنا سلعاً تجارية بل ومن أهم مصادر الدخل للكثير من أسرهم على الصعيد العالمي الذين اتجه فيه أولياء الأمور والمجتمع المحيط إلى متابعة حياة أطفالهم بعدسات الكاميرات في جميع الأحوال التي يكونون عليها ونشرها عبر برامج التواصل الاجتماعية فأصبح هؤلاء الأطفال مرهونين لتلك العدسات التي انتهكت خصوصية حياتهم وقتلت عفويتهم وبراءتهم، وملكاً لجمهورهم ووسيلة للإعلانات التجارية والتكسب المالي، ولا نشير هنا إلى الأطفال أصحاب المواهب والقدرات والمشاريع الهادفة الناتجة عن إبداعهم الخاص فلا ضير من استثمارها على النحو الصحيح، بل المقصود هنا من سعى إلى التشهير بالأطفال دون أي هدف سام يرتقي بحياة الطفل وتجعل له بصمة إيجابية في مجتمعه.
وهناك تزايد مستمر ونام في المجتمع نحو هذا النوع من التجارة البشرية التي لم يسجل لها أي عوائد نفعية للأطفال بل عرضتهم شهرتهم للمنافسات غير الشريفة وعقد المقارنات وكثرة الانتقادات التي قد تصيبهم بالإحباط النفسي وانخفاض تقدير الأطفال لذاتهم، وصرفت أولياء الأمور عن نواح تربوية ذات أهمية في حياة الأطفال وانشغلوا عن غرس المبادئ والقيم في نفوس أطفالهم.
وجعلتهم في سباق لاهث لدفع المبالغ الطائلة على أطفالهم والاستعراض بهم في السوشيل ميديا الحديثة لاستقطاب أكبر عدد من الجمهور ومن بعد ذلك يبدأون بتحقيق الأهداف الربحية عن طريق الإعلانات التجارية للكثير من السلع بواسطة الأطفال.
ولكن هل هي المطامع المادية وحدها من دفعت هذه الشريحة من المجتمع إلى زج أطفالهم لهذا الحال!!
أم نحن الجمهور الصامت من خلف الشاشات من عززنا أمثال هذه التصرفات بتزايدنا!!
أم الجهات الربحية والمؤسسات التجارية هي من امتهنت حياة الطفل وجعلته وسيلة تسويقية لمنتجاتها!!
ولكن المؤكد أننا أصبحنا جميعاً بلا استثناء مؤيدين كنا أو معارضين لهذا النوع من التجارة غافلين أو متغافلين عن حقوق الطفل التي تنص على حمايتهم من كافة أوجه الاستغلال لا سيما الاستغلال الربحي والاتجار بهم مهما اختلفت الأساليب وتعددت الطرق ما لم تكن ذات فوائد نفعية للطفل ولأسرته ولمجتمعه.
والمأمول اليوم أن تسن لوائح العقوبات الزاجرة من قبل الجهات المسؤولة لكل من تسول له نفسه بالتشهير اللاهادف بالأطفال وملاحقة خصوصياتهم ونشرها أمام الملأ سواء من قبل أولياء الأمور أو منسوبي المدارس أو من المجتمع المحيط به وتطبيقها دون تهاون أو استثناءات لتكون رادعة لهذه الممارسات التي لا ترتقي بمجتمعنا بل تصنع لنا جيلاً مادياً يلحق بكل ناعق وتافه ويضع الجوانب الربحية هدفاً أساسياً في حياته ولو كانت أضرارها تنصب على الجوانب المعنوية من حياته.