من دفاتر مستقيل: اليوم الرابع هو الأسوأ

الإثنين ٢٥ ديسمبر ٢٠١٧ الساعة ١:١٨ مساءً
من دفاتر مستقيل: اليوم الرابع هو الأسوأ

في بداياتي، في تويتر، كنت أتجرع من كل كأس، ومن كل مغرد، تارة، ما يجعل العالم صامتاً خلفي، وأرى أمامي، فقط هذا الفكر، وأجر أقلامي له، وأجاريه للنهاية، بحكم حداثة سني، لأكتشف منذ اليوم الأول، من استقالتي، بعد عودتي لتويتر إنساناً، جديداً، غراباً، قلد الحمامة، والنعجة، وأنكر الملح وتاب من متابعيه السابقين.

وتارة أخرى، مغرد، مؤدلج، ضبط منبهه، على الإفتاء وتولي المغردين بردود، وتعليقات، محشوّة بأخطاء إملائية، وكلام، يفتقد للتراكب الذهني السليم، وإذا قمت بالرد المنطقي عليه، دخل عليك من عدة حسابات، ومن عدة أشخاص وهميين، يرد عليك بأسوأ الكلام، ويكفرك، ويقذفك، لأجدهم في اليوم الثاني من الاستقالة، قد تركوا تويتر، فأصبح لا يسعهم، ورحلوا للسناب، والانستا، يثيرون السخافات، التي ما أنزل الله بها من سلطان، من أجل استضافة، تُشهرهم، وترفع من مستوى ضحالتهم.

والمغرد، الآخر، كان فيما كان، يتابعه، مغرد أو اثنان، وبقدرة الله يقفز عدد متابعيه للملايين، وتُفاجأ، أنه قام بحظرك مع الجماعة، “عالمه مسقف بتغريدات لا تمثله لكنها تمثل شهرته.

أما اليوم الرابع من الاستقالة، فقد صادفت فيه قصة قديمة، عن شخص استشار أصدقاءه في ثوبه الذي اشتراه جديداً، ليشيروا عليه، بقصه من جهة الكم تارة، ومن الأسفل تارة، ومن فوق العنق تارة، ليقوموا بتمزيقه له مرة واحدة، والإشارة له بأن هذا الثوب لا يناسبه من الأساس، وينبغي له شراء آخر، حسب ما يرونه هم فقط. لا يتبنى، حياتنا، وعوالم الشباب، إلا من يجدونه، أخا غير متناقض، أبا، ومنطقي، لا يجازف بطموحهم ليرتق. وقلمه عالما لنا مشعا بأكاليل الزهر.

إشراقه من بين السطور: هناك شخص، في حياة كل منا، يقف تماماً خلفك عندما توشك على السقوط، ليدفعك نحو كلمة الصعب، ويصنع منها ماضياً، له باقات مكللة بفل لا ينتهي عبيره.

 

 

 

 

 

 

 

 

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني

إقرأ المزيد