مساند: أجر العمالة يتم بالاتفاق و3 خطوات لتحويل الراتب عملية نوعية تحبط تهريب 160 كيلوجرامًا من نبات القات المخدر بعسير الإسعاف الجوي ينقل حالة طارئة لمقيم من رفحاء إلى حائل العلاقة بين الكافيين والوقاية من الخرف اتفاقية بين صندوق الاستثمارات وبروكفيلد لتعزيز الفرص الاستثمارية بالمملكة والمنطقة المتحرش بحدث في قبضة شرطة القصيم أمطار غزيرة على حائل تستمر حتى منتصف الليل الصندوق العقاري يحصد جائزة أفضل بيئة عمل صحية بالمملكة القبض على مقيم لنقله مخالفًا لنظام أمن الحدود بعسير التجارة تستدعي 230 مركبة مرسيدس S CLASS
مشهد الصراصير وهي تملأ جدران وسقف وسرير وأدراج غرفة ذلك المريض في مركز النقاهة التابع لمستشفى الملك فهد بجدة كان مقرفاً، ومعيباً، وفاضحاً، ومثيراً للاشمئزاز، فأن يحدث ذلك في مستشفى بهذا الحجم، وفي مدينة بمكانة جدة، ويحمل اسم الراحل العظيم الملك فهد، وقبل ذلك في بلد اسمه المملكة العربية السعودية فإن ذلك أمراً لا يمكن أن يغتفر.
الأسوأ من ذلك هو التبرير الذي خرج به مدير المستشفى الدكتور حماد شجاع فبدلاً من أن يعتذر خجلاً من نفسه ومن المجتمع، ووجلاً مما ينبغي أن يستحقه من عقوبة على تقصيره وإهماله؛ حيث جاء تبريره على طريقة عذر أقبح من ذنب حينما قال: “الصراصير موجودة منذ 15 عاماً، وكل الوزراء يعرفون ذلك؛ لكنها جاءت عليّ أنا”.
مثل هذا التبرير المخجل الذي ما كان ليقبل لو أنه خرج من شخص جاهل، فكيف بدكتور يقول بأنه يحمل سبع شهادات طبية من السعودية وبريطانيا وكندا، الواحدة منها تكفي لأن تلبسه ثوب ملاك الرحمة، ولكن للأسف وكما يقول الفرنسيون “الجبة لا تصنع قديساً”.
أي عاقل، بل أي إنسان يحمل في داخله ضميراً حياً يمكن أن يتعاطف مع هذا المسؤول فضلاً عن أي يقبل تبريراته، وهو يتحدث عن 15 سنة من الإهمال المستشري واللامبالاة المتراكمة التي تصل إلى أن يتحول مستشفى حكومي إلى أقذر من بالوعة مجاري، وعلى عينك يا تاجر!.
أي ذريعة تلك التي يتحجج بها وهي علم الوزراء المتعاقبين بواقع المستشفى دون أن يحرك لهم ذلك ساكناً، ألم يكن يملك من الشجاعة وحس المسؤولية والضمير الإنساني ما يجعله يصور هذا الواقع المزري ويرفع تقاريره ومخاطباته التي تمت مع الوزراء لولاة الأمر ليقفوا على هذا التقصير المتعمد، ويكون بذلك قد قام بمسؤوليته كاملة وأراح ضميره، فإما المبادرة للحل وإلا فدون ذلك الاستقالة، وفي أقل الأحوال الاعتذار عن إدارة المستشفى والعودة إلى عيادته وإنسانيته.
هذا الواقع الفاضح يجعلني أعيد السؤال الذي سبق وطرحته في المقدمة ولكن بصيغة أخرى لأضعه في عهدة وزير الصحة المهندس “الأرامكوي” خالد الفالح، وسؤالي هو إذا كان هذا يا معالي الوزير يحدث في مستشفى بهذا الحجم، وفي مدينة بقيمة جدة، ويحمل اسم الملك فهد، فكيف هو الواقع في مستشفيات المدن التي تقع في الأطراف، وفي المراكز الصحية التي تنتشر في القرى والهجر، وهي التي تعيش خارج الضوء، وبعيداً عن أعين كبار المسؤولين، واهتمام الإعلام؟.
ببساطة شديدة.. يمكن القول وبثقة مطلقة أن ما خفي في تلك المستشفيات والمراكز أعظم، وهو ما يستدعي على الوزير مضاعفة جهوده، فردّات الفعل بإقالة هذا أو ذاك كما حدث بعد فضيحة مركز النقاهة مقبولة اليوم باعتبار حداثة الوزير على منصبه، لكنها لن تكون مقبولة غداً وتحت أي مبرر كان، فالمجيء بالفالح من إدارة أرامكو إلى وزارة الصحة لها مدلولاتها العميقة، فالإيمان بأرامكو وبقياداتها وبنجاحات الفالح فيها هو السبب الرئيس في منحه أصعب وأثقل حقيبة وزارية خدماتية، وهي الوزارة التي أصبحت – بالفعل – مقبرة الوزراء!.