تعليق الدراسة الحضورية اليوم في جامعة القصيم الأعاصير لا تحدث إلا في أزمنتها سجن 5 صنّاع محتوى بتهمة خدش الحياء والتجاهر الفاحش في تونس الدراسة عن بُعد في جامعة الطائف غدًا الأربعاء عبدالعزيز بن سلمان: جاهزون لتصدير الكهرباء النظيفة والهيدروجين الأخضر بأي حجم كان بيولي: لم أفكر في الهلال وهذا سبب الخسارة اليوم غرامة تصل لمليون ريال حال تصوير الأشخاص من خلال مقرات العمل 55 مباراة محلية لـ الهلال دون خسارة الفيحاء يصعد لربع نهائي كأس الملك الشيخ المطلق: احذروا أنصاف المتعلمين
كان نوح عليه السلام أول الرسل { إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده } . وقد قيل للنبي صلى الله عليه وآله وسلم { وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك } .
فبمن سيتأسى نوح عليه السلام ، وليس قبله من رسول تقص عليه قصته ، فيتثبت بها فؤاده ؟
ثم إن زوجه وابنه قد كفرا بما جاء به ، وقد كان لحبيبنا صلى الله عليه وسلم زوجات كن عونا له على الطاعة ، وبنات مؤمنات قانتات عابدات رضي الله عنهن .
وكانت مدة دعوته عليه السلام كما أخبر ربنا جل جلاله {ألف سنة إلا خمسين عاما } . بينما كانت مدة دعوة النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثا وعشرين سنة فقط .
فلنقف عند حال نوح عليه السلام ، فما من أحد يتأسى به ، ولا قريب يسانده ، ولا زوج تخفف عنه ، ولا ابن يشد من أزره ، وطال به الزمن جدا ، فلم يتأفف ، ولم ييأس ، ولم يعجز ، بل واصل المسيرة ليلا ونهارا ، سرا وجهارا ، حريصا كل الحرص على أن يهتدوا ، وليتهم أعرضوا عنه ، ولكنهم واجهوه بكل سخرية واستهزاء . وأصروا واستكبروا استكبارا .
وقد كان حبيبنا صلى الله عليه وآله وسلم في دعوته يواجه بالسخرية والاستهزاء ، ولكن كان أتباعه في ازدياد ، وكان دينه في علو ، وقال عليه الصلاة والسلام عنه وعن الرسل قبله : وأرجو أن أكون أكثرهم تابعا . وأما نوح عليه السلام ، فبعد كل هذه السنين الطوال ، ما آمن معه إلا قليل .
هذه مقارنة بسيطة بين ما كان من أول الرسل وآخرهم ، عليهم صلوات الله وسلامه أجمعين . فيا ترى ما هو الدرس الذي نستخلصه من مقارنة سريعة بسيطة كهذه ؟
إن من المستقر في الأذهان شرعا أن محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم هو أفضل الرسل ، بل أفضل الخلق على الإطلاق .
ولقد حاز هذه الكرامة ونال تلك المنزلة ، مع تأخره زمانا ، وقصر مدته ، ووجود العوامل الأخرى التي كانت تسانده وتشد من أزره .
وبلال رضي الله عنه ، مع أسبقيته ، ومع ما ناله من عذاب ، وصبره وتحمله ، وخشخشة نعليه في الجنة ، لم يكن واحدا من العشرة المبشرين ، وبالتالي لا يوازي أحدا منهم في الفضل والمكانة ، وإنك لتعجب من أحد المبشرين بالجنة لا يعرفه أكثر الناس ، وليس له في كتب السير مناقب تذكر ، وهو أحد أفضل هذه الأمة .
إذا ليس سبق الزمان بموجب للفضيلة ، وليس بالتالي تأخر الزمان بمنتقص منها .
كما أنه قد يبتلى المرء ، ويريد الله به خيرا في ابتلائه ، بيد أنه لا يعني بحال أن من لم يبتله الله أقل فضلا أو أدنى منزلة ممن ابتلي .
وزد على هذا أنه قد يمن على أحد الناس بفضيلة ، ويختصه الله بمزية ، ولكنها أيضا لا تعني بحال أنه أفضل ممن لم ينل تلك المزية ، أو تلك الكرامة ، فقد كلم الله موسى تكليما ، وأوحى الله تعالى إلى نبيه بواسطة جبريل ، واتخذ الله إبراهيم خليلا ، وأمر حبيبنا باتباع ملته ، فأمر الفاضل باتباع المفضول ، صلى الله عليهما وسلم .
ويضرب المثل بصبر أيوب عليه السلام ، وابتلي يوسف بالسجن والعبودية ، وفتنة النساء ، وسلم منها الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم ، ولا يزال بأبي هو وأمي أفضلَ الخلق ، وسيدَ المرسلين .
إذا تفهمنا هذا تبين لنا أن من الخطأ أن نفضل أحدا على أحد بفضيلة ما أو ببلاء ما ، أو على العكس من ذلك فيذمون أحدا ما بحرمانه من فضيلة أو ابتلاء ، وإنما تحقيق العبودية الكامل لله تعالى هو المحك ، وهو الميزان الذي يجب أن يوضع المرء فيه وعمله ، ليعلم مدى فضله وسبقه .
فنوح من أولي العزم ، أول الرسل ولم يكن أفضلهم ، وبلال سبق عمر في الإسلام ولم يكن أفضل منه ، بل سبق عمر كل من سبقه سوى الصديق رضي الله عنهم أجمعين .
وبهذا الفهم نستطيع أن نسابق ، وأن نسبق ، لكننا نحتاج إلى نية صادقة ، وعزم أكيد ، وسعي حثيث ، وعمل دءوب لا عجز فيه ولا تكاسل لنلحق بالركب ، فقد نسبق من سبقنا ، ونلحق بمن فاتنا ، فاستعن بالله أخي المسلم ولا تعجز .
وقد فتح الله لنا أبوابا من الخير وفق إليها فقد يصف مع الرعيل الأول ، فقد قال سبحانه وتعالى { والسابقون السابقون ، أولئك المقربون ، في جنات النعيم ، ثلة من الأولين ، وقليل من الآخرين }.
فلم يغلق الباب في وجه الآخرين ، وإن قلل عددهم ، فجاهد نفسك أن تكون من هذا القليل ، الملحق بالثلة السابقين .
أم أسامه
درس رائع جزاك الله خيرا
wau
كم أحبك في الله أيها الشيخ الجليل .. أسأل تعالى أن ينفع بعلمك .
ابو محمد
الله يجزاك خير يا شيخ عادل
ابو حمد
جزاك الله خير ياشيخ عادل … مقال في منتهى الروعة والإبداع