تعليق الدراسة الحضورية اليوم في جامعة القصيم الأعاصير لا تحدث إلا في أزمنتها سجن 5 صنّاع محتوى بتهمة خدش الحياء والتجاهر الفاحش في تونس الدراسة عن بُعد في جامعة الطائف غدًا الأربعاء عبدالعزيز بن سلمان: جاهزون لتصدير الكهرباء النظيفة والهيدروجين الأخضر بأي حجم كان بيولي: لم أفكر في الهلال وهذا سبب الخسارة اليوم غرامة تصل لمليون ريال حال تصوير الأشخاص من خلال مقرات العمل 55 مباراة محلية لـ الهلال دون خسارة الفيحاء يصعد لربع نهائي كأس الملك الشيخ المطلق: احذروا أنصاف المتعلمين
إن أعظم شخص مرّ على البشرية لمحمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم ، وهو الذي امتن الله به على المؤمنين كما قال سبحانه { لقد منّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ، ويعلمهم الكتاب والحكمة ، وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين } . ولم يقف حد المنّة به صلوات الله وسلامه عليه على المؤمنين فحسب بل كانت بعثته كما وصف الله سبحانه وتعالى بقوله { وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين } . فهو منة الله على المؤمنين ، ورحمته على العالمين . عليه أكمل الصلاة وأتم التسليم .
وإنه لمن العجيب أن لا يظهر للكثير من الناس من سيرته ، ولا يحفظون من سنته ، إلا الجانب الذي تظهر فيه الشدة ، وتطفو على سطحه العقوبة .
وغاب أو غُيب من سيرته وسنته نماذج ما أنصعها لبيان تلك المنة ، وشرح تلك الرحمة ، الرحمة التي شملت العالمين ، جنا وإنسا وحيوانا ونباتا وجمادا وبيئة .
في سيرته أنموذج عظيم ناصع لموقف المسلم من عدوه ، قبل صديقه ، موقفه ممن يريد خداعه ، ويتظاهر بنصرته وهو يعلم يقينا خبث طويته وفساد نيته .
وموقفه ممن أظهر عداوته وشهر سيفه ، لو تعالم الناس بما جاء في السيرة مع الأعداء والمنافقين لما قرأت أو رأيت أو سمعت أو نقلت تلك الأقاويل العظام بين بني الجلدة من المسلمين يتخاصمون ، ويتقاتلون ويتشاتمون ، يضلل بعضهم بعضا ، ويرمي بعضهم بهضاب البدعة والخروج والجهل والضلال المبين . يقعون فيما نهوا عنه في قوله { ولا تكونوا من المشركين ، من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا ، كل حزب بما لديهم فرحون } . ونبيهم الرحمة المهداة والمنة المسداة يحذرهم في أعظم جمع ، وفي أفضل مكان وفي أعظم المناسك بين المشاعر : كل المسلم على المسلم حرام ، دمه ، وعرضه ، ماله .
وإنك لتعجب أن يصبح كل ما نهى عنه صلى الله عليه وآله وسلم هينا وهو عظيم ، فسفك الدم المسلم بيد أخيه ، وانتهك عرضه ، وأخذ ماله ، ووقع الشيطان بينهم بمنزلة المحرش يؤز كل فريق على أخيه أزا .
إن غياب سيرته صلى الله عليه وآله وسلم عن المشهد الدعوي والتربوي سبب رئيس لما نعانيه اليوم من قلة الذوق وسوء الخلق وبذاءة الألسنة ، وما نعانيه أيضا من قذف وفجور في الخصومة وتقاذف بالتهم ، ومزاحمة الحقد والغل والبغضاء لنبتة الإيمان في قلوب المسلمين .
لو نظرنا في سيرته عليه الصلاة والسلام وكيف كان يعامل المنافقين الذين يعلم نفاقهم يقينا ، بل وسماهم لمولاه حذيفة رضي الله عنه ، لتغيرت حالنا مع من نصفهم بالنفاق تخرصا بغير علم ، بل ونجزم بذلك ولا نقول إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين ، فنبني على يقين توهمناه أحكاما ومعاملات ونفتح لأنفسنا أبواب الغيبة والسب والشتم .
ولست بغافل عن الفريق المقابل الذي ليس له هم سوى مراقبة الصالحين ونقد المصلحين وتشويه سمعة المحتسبين وغير ذلك . لكني لست ألومهم وهم بعيدون كل البعد عن هديه وسنته ، صلوات الله وسلامه عليه ، فاللوم إنما هو على من يدعي الذب عن سنته والتمسك بهديه والسير على منهاجه ، صلى الله عليه وآله وسلم ، ثم هو لا يعمل بهذا السمت والمنهج والسنة والهدي .
فأمسك يدي أخي الحبيب وتعال أحدثك قصة ثابتة من قصص حبيبك صلى الله عليه وآله وسلم ، قصة لو أجلتها في ذهنك ، وحفرتها في سويداء قلبك لما أبقت فيه على مسلم غلا ولا حقدا ، ولملأته تساهلا ، وغضا للطرف ، والتمست له عذرا إذا أساء أو أخطأ .
قصة قصيرة جدا ، لكنها مليئة بالإنسانية ، طافحة بالرحمة ، تفيض شفقة وحنانا ، وتبين لك ولغيرك أن من حمل هذا الدين وعلمناه يصدق فيه القول { وما أرسلناك إلا رحمة للعاملين } .
فلعلك أن تصغي إلي هنيهة ، لألقيها على أذن قلبك ، وأنقشها في بطينه الأيمن . وهي قصة في صحيح البخاري ، ومسند أحمد ، وسنن أبي داود ، ونصها الآتي : كان غُلامٌ يَهودِيٌّ يَخدِمُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فمَرِض، فأتاه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَعودُه، فقعَد عِندَ رَأسِه، فقال له : أسلِمْ . فنظَر إلى أبيه وهو عندَه، فقال له : أطِعْ أبا القاسمِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فأسلَم، فخرَج النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو يقولُ : الحمدُ للهِ الذي أنقَذه من النارِ . وفي رواية أبي داود : أنقذه بي من النار .
لك أن تغوص في هذا النص كما تشاء لتنظر في أصدافه فتلتقط منه كيف يخدم يهودي رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، وكيف هو حسن العهد منه ، عليه الصلاة والسلام ، و( كيف؟ ) كثيرة أتركها لعقلك يستنتجها ، ولفكرك يجول فيها ، ولقلبك يتأملها وللسانك يتمتم بها ، ثم حولها إلى عمل تنتهجه ، وسيرة تعمل بها ، ستجد أثرها ، وتقطف ثمرتها بعد حين .
أبو
كﻻم كثير يكفي منه ثﻻثة اﻻسطر الأخيرة
بس حشو
غير معروف
شكراً لك شيخاً الفاضل
السامطي
من اورع واجمل وامتع واكمل وادق واعبر المقالات التي قراتها في حياتي هينئنا لنا بك وهنيئا بالمواطن بك ايها المواطن الصالح.
ابوطلال الحربي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله عنا كل خير شيخنا الفاضل علا الموجز عن رسولنا صلى الله عليه وسلم رسول الرحمه والهدى .
وشكرا
عبدالكريم الزهراني
مقال رائع رائع رائع