سيارته تترنح!

الثلاثاء ١٢ نوفمبر ٢٠٢٤ الساعة ٦:٤٤ مساءً
سيارته تترنح!
بقلم: تركي الدويش

خرج من بيته مسرعًا، وهو يسابق الزمن، واستقل مركبته، وأدار محرك سيارته، ومن فرط عجلته، نسي أن يغلق باب السيارة!

انطلق في طريقه وهو يقود بسرعة جنونية، أظن أنه لو دخل في سباق مع الريح لنافسها أو تخطاها! وفي طريقه بدأ رحلة المغامرة الجنونية وبمضايقة من في الطريق!

تارة يزّبد ويتهجم على شخص لم يفتح له الطريق، وتارة يضايق المركبات بأنواره العالية حتى أعمى البصر والبصيرة. وتخاطفه ومراوغاته فيما بين المركبات حكاية أخرى، حتى أربك الطريق بأكمله!

إذ فقد بعض السائقين توازنهم، وكاد أن يتسبب في حوادث تلحق الضرر بهم وبمركباتهم! من هول ما شاهدوا من تهور لا محسُوبةً عواقبُهُ!

والمتأمل في حال هذا الشخص يساوره الشك بأن العالم قائم عليه، ولا يستغني عنه، ولا عن قدراته الخارقة! لذا هو يقود بهذه الطريقة حتى يساهم في حل مشاكل العالم أجمع، وينقذ البشرية من الكوارث، وليعمّ السلام في أرجاء المعمورة.

ولكن الحقيقة التي لا مناص منها، أن سرعته ليس لها أي مبرر! إنما هي عبارة عن طيش وتهوّر، واستعراض للإمكانيات والقدرات! ولو كان ذلك على حساب الغير!

إن هذا النوع من السلوك مؤكد أن صاحبه يأثم عليه لا جدال في ذلك. ففيه أذية لخلق الله وإرعابهم وتخويفهم بدون وجه حق.

وكما قال عليه الصلاة والسلام: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده! ثم إنه بتصرفاتٍ مثل هذه، قد يُهلك ويضر غيره بحوادث لا سمح الله. فبعض الناس قد يرتبك، ويفقد توازنه في هذه النوع من المواقف؛ مما يؤدي بنتائج وخيمة لا تُحمد عُقباها! وإن كان الضرر متوقفًا على الفرد المتهور فلا ضير في ذلك؛ لأنه وبكل بساطة هو من ألقى بيده إلى التهلكة، ولم يدفعه أحد إليها.

ثم إن الطريق حق للجميع يَتساوَوْن في الحقوق والواجبات، ولا ميزة لشخص دون غيره، حتى يقود بهذه السرعة، ويطالب الناس بفسح المجال له!

أيضًا، من المخالفات الجدير الإشارة لها هنا، أن هناك من يؤذي البشر باستخدامه لجهاز الجوال فتجده إما يقود بهدوء تام، وقد عطل الطريق بذلك، أو تشاهد سيارته وهي تتنقل وتترنح من مسار لمسار غير عابئ بمن حوله! ولو نبهته على خطأه لاشتاط غضبًا منك وكأنك أنت المخطئ لا هو! ومؤكد أنه بفعلته هذه لم يتبع هدي محمد ﷺ بالحديث المشار إليه.

وختامًا، التزامك بتعليمات المرور هو سلوك حضاري وانعكاس لخلقك وعنوان لرقيك.

كاتب ومهتم بتنمية وتطوير الشخصية.
@TurkiAldawesh

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني