سمو المواطنة

الأحد ٣١ مايو ٢٠١٥ الساعة ١١:٤٧ صباحاً
سمو المواطنة

فكرة أن تجد من يشابهك في الطبع لا في الشكل فقط ستشعرك بالسعادة , فإن كنت محباً للتنظيم أو المغامرات أو الأبحاث مثلاً , و وجدت أشباهك ستشعر بالرضا , و سيكون نتاج تجمعكم عيشةً رغيدةً ومثاليةً لنمط حياتكم معاً , وإن كان جميع أفراد مجتمعك مثلك ستنعم أكثر , لأنكم بميول واحدة بلا خيارات و لا تغييرات .
فكرة المجتمع الواحد , الجميع مستنسخ من الواحد , و الواحد مستنسخ من الجميع , فكرة مملة و بها من الطاقة السلبية ما يُحبط حين تخيلها , فقد خُلقنا مختلفين و مُيزنا على هذا الاختلاف بأننا لا بد أن نعيش في جماعات انسانية مجتمعة , و على ذلك علينا تفهم الآخرين و منحهم حقوقهم و احترامهم , لننال ذلك منهم , و الابتعاد عن نظام الأغلبية تتسيد , بل الأغلبية تتفق .
قد يتناسى البعض بأنه عبد من عباد الله , وأنه كغيره من العباد لا سلطة له ولا كلمة في يوم المحشر , وأن الكل يرجون رحمة الله جل و علا , مهما عملوا في دنياهم أو اعتكفوا فيها , فلماذا التناقض , ولماذا توريث هذه المعتقدات التي تصورهم أنهم المصطفين من الناس , وأنهم على حق ولا يخطئون , و أنهم أوصياء على البشر ؟! , فالحمد لله رب العالمين دائماً و أبداً في كل شيء , و سأخصه هنا بحمده تعالى بأنه سبحانه من بيده الثواب و العقاب في يومٍ لا ينفع فيه مالٌ و لا بنون .
تفجير القديح و من قبله حادثة الدالوه , كُتب عنهما و سيكتب عن استنكار الحدثين , و تسجيل المواقف لكل من له صوت أو قلم لإدانة الفعل و تجريمه , و إنشاد الأناشيد في أخوتنا و لحمتنا بين جميع الناس باختلافاتهم , فسؤالي هو : هل هذه العبارات هي مؤقتة أم سارية المفعول في جميع الأوقات و الأزمان و الأماكن ؟! , هل يجب أن تأتي كارثة حتى نتكلم عن تأكيد و حدتنا , و نفي عدم المواطنة للأخر , و أن نحلل من هم الدخلاء لتجنبهم ؟! , و هذه الأسئلة لا تخص السنة منّا فقط , بل ارجو أن يجيب عنها كذلك الشيعة بمذاهبهم .
قفوا و كفاكم مهاترات لا تنتج إلا الدم و الفساد و التفرقة , و توحدوا لوطن يتربص به الكثير و يتمنون اضعافه و تفكيكه , إلى متى نجرم الآخر و ننسى أنفسنا , إلى متى نستمع إلى من هيئته سعودية و حديثه عميل , ولن أحدد جنسية معينه , لأننا للأسف محط عداوة لعدد من الدول , فهل حجة الوطن تستطيع تجميعنا , أم أننا وصلنا الى عدم الاكتراث له , و كبرت أحقادنا على بعضنا حتى لم يعد في أفق النظر الا النار و الخراب و التدمير و الدم !.
بيدنا الاتفاق , و باستطاعتنا تسليم الخائنين , و بإمكاننا أن نشكل قوة حقيقية في وجه كل من زُرع عمداً في البلد , و ابادتهم و تشتيتهم و اعادتهم صاغرين مذلولين الى أسيادهم , نعم بإمكاننا ذلك , لكننا يجب أن نتحد جميعنا من شمالنا لجنوبنا و من شرقنا لغربنا , و نتعامل مع بعضنا على أساس الوطن, لا بالاسم ولا بالقبيلة و لا بالمذهب و لا بالمال بل بالوطن فقط , و من يقول هذا ضرب من الجنون و أنه أقصى المستحيلات , فأقول : قد تكون كلمة ” تعايش ” كبيرة جداً , فيصعب أو قد يستحيل العمل بها في ظل عوامل كثيرة أقصت فيها المفردة و ألغتها من قاموس الحياة , لكن للحكمة و الأمل عندي و عند الخيريين من مجتمعي ما يفوق جميع التوقعات , لكننا نحتاج أن نبدأ خطوةً خطوة حتى نصل الى الهدف , و لن نخيب بإذن الله لأننا نهدف الى سمو المواطنة , و سمو التكاتف , فكفاكم رمي بعضكم البعض , و دققوا بالوطن فقط .
@2khwater

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني

إقرأ المزيد