ليس هذا تقريظاً لكلمة خادم الحرمين الشريفين خامس أيام عيد الفطر ، فهو لا يبتغيه أو يحتاجه ، بل قراءة تحليلية لاستكشاف مرامي و أبعاد خاطب فيها ساحاتٍ متعددة بتوضيحات مباشرة .
لم تكن كلمةً واحدةً ، بل كانتا كلمتيْن . و لذلك مغازي عديدة له .
الأولى أعدّها كتابةً و بثّها ظهراً معنْونةً للأمة العربية و الإسلامية .
و الثانية إرتجلها مساءً لدى إستقبال مهنّئيه بالعيد فوجّهها لمواطنيه تحديداً .
و مع أن موضوعهما واحد لكن إعداد الأولى إستهدف تحريض الأمة ، قادةً و شعوباً ، بلغتها ، بينما تَناسقَ إرتجال الثانية مع حميميّتِه المعتادة نحو مواطنيه .
من الكلمتيْن نستكشف التالي :
١ – عبّر عن مرارةٍ شديدة حيال ما أسماه ( المجتمع الدولي ) . و المقصود به الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن و منظماته . ( و هنا يحسُن التذكير بقراره منذ شهور رفضَ تَبَوُّءِ المملكة مقعداً فازت به في المجلس ، فتخيلوا ما تلاه من أحداث حتى اليوم إذْ لو كانت فيه لاتُهمتْ بالضلوع في مؤامراته ) .
٢ – ربط الملك بين ( الإرهاب ) و ( المجازر ) الصهيونية في فلسطين ، مع أنه لم يَجْرؤْ زعيم في العالم الغربي على ربطهما . و فسر ترابطهما بأن المجازر هي “إرهاب دولة”..أعتى ألوان الإرهاب . بمعنى أن تل أبيب دولة إرهاب طالما تمارس “إرهاب الدولة” . و هو موقف لم تصلْه حتى مصطلحات السلطة الفلسطينية المعنية بالإحتلال .
٣ – إصراره على ربط مصطلح ( الإرهاب ) بصمت ( المجتمع الدولي ) مع ( إرهاب الدولة ) موقف يعاكس سياسات أمريكا و إسرائيل و حلفائهما الذين يصنّفون الإرهاب دينياً فقط و أنهم يكافحونه . فجاء ليقول لهم بوضوح إنهم صانعوه ، إما بتخاذل ( المجتمع الدولي ) أو عبر إستمرار المجازر و كلاهما “سيخرج جيلاً لا يؤمن بغير العنف” حسب تحديده .
٤ – أفصح الملك لأول مرة عن خيبة أمل شديدة لعدم تفاعل ( المجتمع الدولي ) بعد تأسيسه ( المركز الدولي لمكافحة الإرهاب ) منذ سنوات .
كلنا يعرف أنه لم يُنشئْه للتعامل مع الإرهاب داخل المملكة ، فتلك قضيةٌ تولّى متابعتها شخصياً قبل عشرة أعوام فأوْكل إدارتَها اليومية للأمير محمد بن نايف حتى إجْتثّه من جذوره فهربت بقايا ( القاعدة ) لخارج الحدود و ظلّتْ إستراتيجيةُ محاربتها ليست بكشف الضالعين في جرائمها بل بإجهاضها قبل وقوعها ، فأمِنَ الناس و ناموا .
لقد أراد من تأسيسه أن يكون إسهاماً سعودياً إيجابياً في مكافحة الإرهاب الدولي لا الداخلي . لكن ( المجتمع الدولي ) تخاذل و لم يتجاوب . فيوشك إذاً أن نفهم أن دعواه ( محاربة الإرهاب ) شعاراتٌ تستهدف خططاً محددةً تعنيه فقط لأنه يغضّ الطرفَ عن الإرهاب المتطرف الزاحف الجديد و يصمت عن “إرهاب الدولة” في فلسطين .
٥ – بقدر ما حملت كلماته من مرارة و ألم بقدر ما حوتْه أيضاً من عزيمةٍ و مضاءٍ لحمايةِ شعبه و أرضه .
المرارةُ أفصح عن بعضها ظهراً . ثم خاطب مواطنيه مساءً بما في صدره فقال “كلكُم تدركونه” . أي أن واقع حاله ( يضيق صدري و لا ينطلق لساني ) . لكن مواطنيه يفهمون حتى إشاراته و إنْ لم يتلفّظ بها و يَعونَ أن مكانتَه الدولية تحسب عليه كلَ حرفٍ فيكْتَفون بما أشار و يفهمون ما بين السطور .
أما العزيمة فأوضحتْها عفْويّتُه عندما أكد “لو يصير شي أولكُم أنا” .
٦ – كانت الصورة واضحة في ذهنه لا تشويش فيها و لا إلتباس . و هو أمر عكس كثير من ساسة و مثقفي العرب في حقبتنا الذين يلتبس عليهم ( الدين الحق ) مع ( مكافحة الارهاب ) مع ( مُمالأةِ العدوان ) فتتداخل في أذهانهم القضايا فلا يُحسِنون إدارةَ أيٍ منها و يصبحون عبئاً على أوطانهم و حكوماتهم .
٧ – جاء خطابه العلماء مستنهضاً همَمهُم لنبذ “الكسل و الصمت” بحميمِيّته المعتادة ، كما أنّبَ الوزارء من قبل “لا عذر لكم” .
و الخطاب و التأنيب كلاهما يستند إلى واقع . فصمتُ العلماء عن محاربة الفكر الضال و التحزبات المقيتة و قضايا الأمة المصيرية صمتٌ ليس هذا وقته فالدسائس من حولنا مُزلْزلةٌ . تماماً كما أن تفريطَ الوزراء في حسن إدارةِ وزاراتهم و تنفيذِ مشاريعها بجدارةٍ و أمانةٍ و إقتدارٍ يعني فساداً مالياً و إدارياً مدمراً للوطن و مقدراته .
٨ – عتابُ الملك للعلماء هو إعترافٌ بدورهم الوطني في ريادة فكر المجتمع و توجهاته ، و هو عكس التشكيك الذي كانت تُتهم به المملكة بأنها تُحجّمُ دور العلماء و تُقزّمُ مكاناتهم .
لذا فمن يتخاذل اليوم منهم عن تبصرةِ الناس فإنما يتخاذل من نفسه..و عن نفسه .
٩ – هناك بقيةٌ باقيةٌ لاستكمال توجيه مليكنا المفدى بعد عتابه العلماء .
إنها لهيئات و رجال الإعلام و الكلمة .
يستحقون نفس مقولة الملك “أتركوا عنكم الكسل و الصمت” .
لم يخاطبهم لأنهم ما كانوا وقتها جواره . و لو كانوا لأسمعهُم إياها و ربما أكثر .
النيرانُ حولنا متفجّرةٌ و لَظاها وصلنا في شرورة ، أي أنا أحوج ما نكون لبرامج تعبئة وطنية تخاطب كل الفئاتِ لتعميق إلتفافِهم حول دولتِهم ، و إعلامُنا سادرٌ في شاشاته .!
١٠ – من الطبيعي أن نتساءل كسعوديين ماذا علينا أن نفعل في ضوء كلمتيْ الملك .؟
الإجابة ببساطة أن نعي كيف نستعيد دينناالحق ، و أن نلتف حول قياداتنا التي نؤمن أنه لا نجاةَ لنا إلّا بها و لا نجاةَ لها إلّا بنا ، و أن نستجمع وحدة فكرنا فلا نقبل تطرفا فكرياً لا يميناً و لا يساراً ، لا ديناً و لا ليبراليةً ، مع أن كلاً من التطرفيْن سيدّعي انه الدين الوسطي لكن بصائرنا تستشرف الحقائق . فالتطرف بشقّيْه سوسٌ ينخر الأبدان حتى تهويَ مشلولةً فتنقضّ عليها ضِباع الغاب .
و تبقى كلمة أخيرة تستوجب تذكيرنا جميعاً : أن الإسلام ليس دين صراعات إلّا مع محاربيه . فكل ما إبتُدع اليوم من حروبٍ بين أبنائه مبعثُها إما دسائس أعدائه بأيدي أبنائه أو أطماع بعضهم لشهوات السلطة و المال . و الكل يتخذ لمُبتغاهُ شعاراتٍ و أحزاباً . و ما تمزق العرب إلا عندما أصبحوا شِيَعاً و أحزاباً .
لا جدال أن الحزبية شتّتتْ مجتمعات الدول التي عصفتْها. و لو كانت هالةُ الديمقراطية و الحزبية خيراً للعرب ما نافح الغرب مُشدداً على تسويقها لنا ، إذْ هم قطعاً لا يَنشدون إستقرارنا . و من يُشككْ فليراجع أجنداتهم بكل بلد.
لذا إنْ كنتَ أخي المواطن لا بد مُتحزّباً فتحزّبْ لدينك الحق..ثم لوطنكَ المُستقرِ..تَكُنْ خير الأحزاب .
Twitter:@mmshibani
ابو ناصر
اناشد وأتوسل من سيدي ومولاي خادم الحرمين ان يوجه هيئة كبار العلماء بالاجتهاد بالمواضيع الحاصلة بمجتمعنا السعودي والتي يزداد ضررها اذا لم تعالج ومنها علي سبيل المثال العائلة التي دخلها محدود والمكونه من إناث فقط يا ام ارمله وبناتها او مطلقه وبناتها وليس لهن محرم اليس من المصلحة والاسلم لهن ان يسمح لهن بقيادة السيارة بدلا عن السائق الاجنبي عنهن وتوفير مبلغ لا يقل عن 35000 الف ريال الي أربعين الف ريال من رسوم وتذاكر وراتب وإعاشه وعلاج وغير ذلك إضافة الي الابتزاز الذي ربما يحصل بسبب حاجة هذه الاسرة للمال كذلك موضوع عمل المرأة والسينما التي أصبح نسبة من الشباب يذهبون الي البحرين ودول الخليح من أجلها اليس من الأفضل السماح بها وجعلها تحت رقابتنا بدلا من الذهاب الي هناك ثم محاولة إغراءات في مواضع أخري أعظم من مشاهدة فيلم ….الخ
صالح الناصر
يا علمائنا الافاضل توجد الأف الاسر الفقيرة والأف النساء الارامل والتي لديهن بنات وليس لديهن ذكور فهل من المصلحة ايجاد سائق اجنبي يسكن معهن بالبيت ويخلو بهن بالسيارة لعدة ساعات باليوم بالاضافة الي التكلفه السنوية والتي لا تقل عن 40,000 ريال ( راتب ومأكل ومشرب وعلاج ومسكن وما يتعلق به من مصاريف رسوم وتذاكر ) فلو سمح لهن بالقيادة لا سلمنا من الخلوة ووفرنا هذه المبلغ لهذه الاسرة الفقيرة التي بأمس الحاجة لهذا المبلغ يسروا ولا تعسروا المرأة منذ سنوات بالقرى الصغيرة وبالبادية تقود السيارة وحتي السيارة الكبيرة ولم يحدث ولله الحمد اية مشاكل.