تعليق الدراسة الحضورية اليوم في جامعة القصيم الأعاصير لا تحدث إلا في أزمنتها سجن 5 صنّاع محتوى بتهمة خدش الحياء والتجاهر الفاحش في تونس الدراسة عن بُعد في جامعة الطائف غدًا الأربعاء عبدالعزيز بن سلمان: جاهزون لتصدير الكهرباء النظيفة والهيدروجين الأخضر بأي حجم كان بيولي: لم أفكر في الهلال وهذا سبب الخسارة اليوم غرامة تصل لمليون ريال حال تصوير الأشخاص من خلال مقرات العمل 55 مباراة محلية لـ الهلال دون خسارة الفيحاء يصعد لربع نهائي كأس الملك الشيخ المطلق: احذروا أنصاف المتعلمين
التشكيك في مسلمات ديننا الحنيف نبتة استوت على ساقها في زماننا هذا ، وبدأت أشواكها تشوك قلوب فريق من المسلمين ، نشأت هذه القلوب على إيمان العجائز كما يروج له ، أو على إيمان التقليد ، إنا وجدنا آباءنا على أمة . في ظل طريقة تعليم تلقينية ، تخرج حفظة ، لا مفكرين ، وإن ناقشَت أو ناظَرَت فهي تناظر في زمن مضى ، تعيد شبها قد اندثرت أو أوشكت على الاندثار ، وتعرض عن شبه تسنم قيادة إثارتها فصيح لسان ، أو عليم بفيزياء ، أو مؤرخ وباحث !
ومع كثرة وسائل الإعلام التي يمكن بها الوصول إلى سمع المتلقين وعقولهم ، تيسر لهؤلاء القبول لتحقق وصف الله فيهم { وإن يقولوا تسمع لقولهم } فاستطاعوا أن ينالوا من كثيرين غنيمة ، وأن يصيبوا من كثيرين مقتلا .
وما موجة الإلحاد التي بدأت تعلو في هذا الزمن ، إلا إحدى نتائج ذلك التلقين ، الذي عطل العقول ، ومنع المرء السؤول بحجج واهيات ، لا تقوى على مواجهة رياح الشبه أو مقاومة أمواج الشبهات .
ومن الشبه التي بدأ طنينها في آذان المتلقين شبهة أثارها أحد النصارى العرب يظن أنه وقع بها على ما لم تقع عليه الأوائل في اكتشاف عظيم ، توكأ فيه على كلام لأحد الدعاة المشهورين ، الذي تحدى فيه أن يوجد في كتاب الله خلاف ولو بحرف ، بله كلمة ، أو آية ! وذكر أنك لو جئت بمصحف من أمريكا وآخر من الصين وثالث من أفريقيا فلن تجد فيه أي اختلاف ولو بحرف زائد أو ناقص .
ومن هنا وجد الخبيث مدخلا لشبهته ، فجاء بمصاحف مختلفة في القراءات ، وضم إليها قراءات صوتية ، وذكر مثالا لذلك قوله تعالى في سورة البقرة { ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب } وفي المصحف الذي على رواية قالون { وأوصى } وكذا قوله تعالى { من يرتّد منكم عن دينه } في المائدة والقراءة الأخرى { من يرتدد } .
وقبل الجواب عن هذا أقول إن منشأ الشبهة جهل الداعية بالقراءات ، وقد جلست في زمن مضى مع أحد كبار العلماء في المملكة وكان الحديث عن القراءات ، فكان يظن أن الخلاف ليس إلا في طريقة الأداء ، أو فيما يحتمله الرسم العثماني ، والمصيبة أنه كان يظن أن الرسم العثماني يعني ما كتب في المصحف المطبوع برواية حفص عن عاصم !
والمؤسف أن يكون علم القراءات عند العلماء مما يشوش على الناس ! فيمنعون منه ، ويقللون من شأنه ، ويرون الاشتغال به من تضييع الأوقات ، كما فعلوا مع علم التجويد من قبل ومن بعد .
ولو تعلم الناس القراءات ونشرت بينهم لما استطاع مغرض خبيث أن ينفذ منها إلى عقول شبابنا ويشككهم في كتابهم الذي تكفل الله بحفظه . وقد حصل بتغييب هذا العلم ما كانوا يحذرون من نشره!
إن من أعظم إعجاز هذا الكتاب هذه القراءات المتنوعة ، التي تدل على سعة هذه اللغة ، وعلى تسهيل الله على عباده ، وعلى دقة حفظ هذه الأمة لكتابها ، فقد حفظته رسما ومعنى وروايات ثابتات لا يستطيع أحد أن يلبس بغيرها على الناس ، بل إنهم حفظوا حتى ما شذ من قراءات ، وما لا يصح أن يكون قراءة .
وليس هذا بمخالف لكون القرآن المجيد في لوح محفوظ ، أو في كتاب مكنون ، فإن المسكين ظن أنه لا بد أن يكون القرآن مكتوبا هكذا { ووصى } في اللوح أو { وأوصى } فلما ثبتت الروايتان دل على تناقض القرآن واختلافه في رأيه ! فالمسكين يحسب القرآن مكتوبا كما هو مطبوع أيضا ، وقد ثبت في سنة حبيبنا صلى الله عليه وآله وسلم قوله : كذلك أنزلت . لقراءتين مختلفتين كما في حديث عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم ، رضي الله عنهما ، في قراءتهما لسورة الفرقان ، ثم قال عليه الصلاة والسلام : إنَّ هذا القرآنَ أُنزل على سبعةِ أحرفٍ ، فاقرؤوا ما تيسَّر منه . فهذا نص على أن القراءتين نزلتا من اللوح المحفوظ فهما موجودتان وغيرهما فيه .
وشرح هذا لا يمكن في مقال قصير ولكنه تنبيه لما يشاكله ، وتحذير من التقليل من علم أفنى فيه كثير من أهل العلم حياتهم ، وألفوا فيه المؤلفات ، ونظموا فيه المنظومات ، وتسابقوا لشرحها ، فرحمهم الله وأجزل مثوبتهم ، وعفا الله عن من لم يرفع بذلك رأسا ، وتجاوز عنه ، فالذي ثبت من تعاليم الحياة أن الإنسان عدو ما جهل .
منادي
تنبيه ونصح جميل لمن لايعرف علم القراءات السبع وجمالها عند سماعها من قراء القران ا لكريم ودحض للمشككين في اختلاف آيات الله وقد وعد الله بحفظه . وجزاك الله خير ياشيخ عادل .
حسن البهلول العبهلي
مقال في الصميم !!!