تعليق الدراسة الحضورية اليوم في جامعة القصيم الأعاصير لا تحدث إلا في أزمنتها سجن 5 صنّاع محتوى بتهمة خدش الحياء والتجاهر الفاحش في تونس الدراسة عن بُعد في جامعة الطائف غدًا الأربعاء عبدالعزيز بن سلمان: جاهزون لتصدير الكهرباء النظيفة والهيدروجين الأخضر بأي حجم كان بيولي: لم أفكر في الهلال وهذا سبب الخسارة اليوم غرامة تصل لمليون ريال حال تصوير الأشخاص من خلال مقرات العمل 55 مباراة محلية لـ الهلال دون خسارة الفيحاء يصعد لربع نهائي كأس الملك الشيخ المطلق: احذروا أنصاف المتعلمين
جاء ديننا الحنيف ليتعامل مع أنفس بشرية على طبيعتها ، يقوّم أخلاقها ويتمّمها ، ليس فيه كهنوتية ولا رهبانية ، وليس فيه تكلف يخرج المتبع له من طبيعته ، أو يجعله آلة لا إحساس فيها . ولم يأت أيضا ليرفع مقام أتباعه إلى الملائكية ، بله أن يجعلهم آلهة من دون الله يعبدون ، ويعلمون الغيب ، أو ينفعون أو يضرون .
بهذه الواقعية البشرية جاء الإسلام ، وبها عاش ، وبها انتشر في أصقاع المعمورة ، فلامست بشاشة الإيمان به القلوب ، وتعامل أتباعه معه بكل ود ويسر وبشاشة .
امتلأ قلبي بهذا الشعور وأنا أقرأ قصة الشيخين في الصحيح ، والشيخان هما أفضل الأمة بعد نبيها ، صلى الله عليه وآله وسلم ، ورضي الله عنهما . وقصتهما كما جاءت في البخاري : كانت بين أبي بكرٍ وعُمَرَ محاورةٌ ، فأغضَب أبو بكرٍ عُمَرَ ، فانصَرَف عنه عُمَرُ مُغضبًا ، فاتَّبَعه أبو بكرٍ يَسأَلُه أن يستغفِرَ له فلم يَفعَلْ ، حتى أغلَقَ بابَه في وجهِه ، فأقبَل أبو بكرٍ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم . فقال أبو الدَّرداءِ : ونحن عِندَه ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( أما صاحبُكم هذا فقد غامَر ) . قال : وندِم عُمَرُ على ما كان منه ، فأقبَل حتى سلَّم وجلَس إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، وقصَّ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الخبرَ . قال أبو الدَّرداءِ : وغضِب رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، وجعَل أبو بكرٍ يقولُ : واللهِ يا رسولَ اللهِ ، لأنا كنتُ أظلَمُ . فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( هل أنتم تارِكونَ لي صاحِبي ، هل أنتم تارِكونَ لي صاحِبي ، إني قلتُ : يا أيُّها الناسُ ، إني رسولُ اللهِ إليكم جميعًا ، فقلتُم : كذَبتَ ، وقال أبو بكرٍ : صدَقتَ ) . وفي رواية أخرى يقول أبو الدرداء رضي الله عنه : كنتُ جالسًا عِندَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذ أقبَلَ أبو بكرٍ آخِذًا بطَرَفِ ثوبِه، حتى أبدَى عن رُكبتِه، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( أما صاحبُكم فقد غامَر ) . فسلَّم وقال : إني كان بيني وبين ابنِ الخطابِ شيءٌ، فأسرَعتُ إليه ثم ندِمْتُ، فسألتُه أن يغفِرَ لي فأبَى عليَّ، فأقبَلْتُ إليك، فقال : ( يغفِرُ اللهُ لك يا أبا بكرٍ ) . ثلاثًا، ثم إن عُمَرَ ندِمَ فأتَى منزِلَ أبي بكرٍ، فسَأل : أثَمَّ أبو بكرٍ، فقالوا : لا، فأتَى إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فسلم، فجعَل وجهُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يتمَعَّرُ، حتى أشفَقَ أبو بكرٍ، فجَثا على رُكبتَيه فقال : يا رسولَ اللهِ، واللهِ أنا كنتُ أظلَمَ، مرتين، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( إن اللهَ بعثَني إليكم فقُلْتُم كذبْتَ، وقال أبو بكرٍ صدَق . وواساني بنفسِه ومالِه، فهل أنتم تارِكوا لي صاحِبي ) . مرتين، فما أوذِيَ بعدَها .
إن في هذه القصة لبيانا واضحا عن بشرية الصحب الكرام ، وهم أفضل الناس ، وأكثرهم تقى وورعا ، وهم الذين ضربوا أروع الأمثلة في الإخاء والإيثار ، وقل ما شئت في جيل فريد تميز في كل شيء ، إيمانا وعملا .
لكنهم مع كل ذلك التميز بشر ، يعتريهم ما يعتري البشر ، يغصبون ويتخاصمون وربما وقع من أحدهم ظلم أو وقع في خطيئة ، لكنهم كانوا في كل ذلك ومعه يستحضرون هذه الرابطة العظيمة التي ألف الله بها القلوب ، وجمع بها الشتات ، ورص بها الصف ، رابط الأخوة الإيمانية ، التي ترجع سريعا عن الغضب ، ولا تجد أنفة من الاعتذار ، وحتى المظلوم فإنه لا يحمل في قلبه على أخيه غلا ولا حقدا ، يختصمان فلا يتقاطعان ولا يتدابران ، ولا يغتب بعضهم بعضا ، ولا يعيب بعضهم على الآخر ويفضح أخباره ، ويهتك ستره .
يختصمان ويمكن لأحدهما أن يظفر بصاحبه لكنه لا يتمادى في الطغيان ، ولا تأخذه العزة بالإثم .
وقفت مليا أتفكر في الصديق وهو يحاول جاهدا أن يذهب غضب النبي صلى الله عليه وآله وسلم على خصمه في ذلك الوقت ، ويصر على أنه كان أظلم !
لله هذه النفوس الأبية الطاهرة ، التي نزعم أننا نقتفي أثرها ، وأنا نسعى جاهدين للحاق بها ، ونحن يفسد كل علاقاتنا خلاف في الرأي ، فكيف لو كان تلاسنا ، أو عراكا بالأيدي ؟
كم تقطعت أواصر أشقاء وأزواج ، وعوائل لسنين عديدة فقط لسوء فهم ، أو لكلمة عابرة ، أو لخطأ غير مقصود ، بل هب أنه كان مقصودا فأين البر ، أين التسامح ، أين العفو والصفح ؟
إن سلفنا الصالح قد ضربوا لنا أروع الأمثلة في حسن العشرة ، وصفاء المشاعر .
قد تكدر دلاء الحياة نهرها الجاري لكن الكدر ما يلبث أن ينغمر في مياهه الصافية ، ويجره جريانها إلى البحر فلا يبقى له أثر . هكذا كانت علاقاتهم ، وهكذا ترجموا تعاليم دينهم .
وما أبرئ نفسي ، ولكنها محاولة لقسر موج القلوب العاتية تحاسدا وتباغضا لتهدأ ، وتسكن ، ويصبح بحر المودة صالحا لإبحار سفينة الود والتآخي ، والتمتع بجميل منظر الماء وزرقته الخلابة .
الفقير لعفو مولاه
هذه نفوس من قام عليهم الاسلام …. اين نحن من هؤلاء نخاصم ونفجر ونجعل من انفسنا ملائكة تمشي على الارض الا ما ندر ,,,, الله المستعان … شيخنا الفاضل اجدت الوصول لهدف واضح من المقال جعله الله في ميزان حسناتك
سالم
مقال في الصميم وجزاك الله خيرا يا أبا عبدالإله
محبك من الكويت
اول سؤال دار في عقلي هو: هل يطبق الشيخ ذلك. فسبحان الله الجواب اتى في اخر فقرة. وما ابرئ نفسي….
غير معروف
أصعب شئ الاعتزار،لكنه يصفي كدر النفوس
غير معروف
ﻻفض فوك ياشيخنا الفاضل والله لكأنك تصف حالنا هذه اﻷيام نسأل الله ان يصلح الحال ويجزيك عنا خير الجزاء