الحضن الأمني!

الأحد ٩ فبراير ٢٠٢٥ الساعة ١١:٤٥ صباحاً
الحضن الأمني!
بقلم : تركي الدويش *

إن أول ما يتبادر للأذهان عندما يَرِد على مسامع الواحد منا لكلمة (رجل الأمن) بمختلف مسمياته وقطاعاته، سواء أكان رجل شرطة، أم رجل مرور، وما إلى ذلك من القطاعات الأمنية، هو الأمن والأمان واستتبابه، وزرع الطمأنينة في نفوس الناس، من خلال مواجهة الخطر، ودحْر الشر، والقبض على من تسوِّل له نفسُه الأمَّارة بالسوء؛ وذلك بإيذاء الناس، والتعدي عليهم، وعلى ممتلكاتهم وأعراضهم! فبهذا الأمن، ينساب شعور الطمأنينة في نفوس البشر؛ فيأمنون بإذن الله على حياتهم، وأموالهم.

وقد تكون الغِلظة والشِّدة في التعامل مع المعتدين مُتطلبًا لا مناصَ منه! فالموقف حينها يقتضي ذلك. وعندما يكون الحديث عن رجال الأمن- وفقهم الله- فإننا لابد وأن نشير إلى أولئك الرجال (العظماء) المتواجدين في محيط الحرمين الشريفين، المسجد الحرام والمسجد النبوي، حيث ينعَقِد اللسان، وتجِفُّ الأقلام، عند الحديث عن صولاتهم، وجولاتهم، وتضحياتهم، في سبيل خدمة ضيوف الرحمن، ضيوف بيت الله عز وجل. تجدهم يرحمون الصغير، ويعطفون على ذي الشيبة الكبير! لا يتأففون، ولا يزجرون! وبكل رحمة وإنسانية يوجهون الحجاج والمعتمرين! يسهرون من أجل راحتهم.

في وجوههم البشاشة، ولا ترى أثر التعب عليهم، حتى ولو أَخَذ منهم ما أَخَذ! قد كسروا القاعدة، فالأطفال من عطفِهم لا تهابهم. هم يحتسبون ذلك عند الله؛ ويتّبعون توجيهات القيادة الرشيدة، والتي تضع نُصْبَ عينيها راحة ضيوف بيت الله.

وأجزم، أن كلماتي لن توفيهم ولو جزءًا من حقهم، ولكن ما يدخل السرور على قلوبنا، ما نراه ونشاهده من حديثٍ وتوثيقٍ لبعض المعتمرين لحسن التعامل والحضن الأمني الدافئ الذي لمسوه. فالعالم أجمع يرى وقد رأى ذلك، حتى من يتظاهر بالغبش بعينيه قد شاهد ذلك رُغم أنفه! يدخل الحاج والمعتمر- ولله الحمد- الحرمين، ويؤدي مناسكه بكل يسر وسهولة وراحة، بجوٍّ مُفْعَمٍ بالإيمانية.

وختامًا، حفظ الله لنا خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، ووفّق وسدّد رجال أمننا. وأدام علينا نِعَمَه الظاهرة والباطنة.

 

* كاتب ومهتم بتنمية وتطوير الشخصية

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني