الكحل والأيدي المنقوشة.. زينة الأطفال في الطائف احتفاء بيوم التأسيس
موجة “برد العجوز” تجتاح المملكة.. تصل ذروتها الأسبوع المقبل
احتفالات يوم التأسيس في العُلا.. تجربة ثقافية وتاريخية فريدة بشعار “السراية”
السديس: يوم التأسيس أظهر التلاحم وعزز شرف الانتساب للمملكة والانتماء لها
رحلة بصرية وسردية .. أهالي الشمالية يستكشفون تاريخ الدولة السعودية في يوم التأسيس
احتفاء بيوم التأسيس.. انطلاق فعاليات ذاكرة الأرض في جدة
مهمة العوجا.. أحداث حقيقية وأبطال مُلهمون في ذكرى يوم التأسيس
أطفال وأهالي جازان يتوشحون الأزياء التراثية في يوم التأسيس
فينالدوم يمنح الاتفاق فوزًا قاتلًا ضد النصر
ترتيب دوري روشن بعد خسارة النصر اليوم
منذ أن بزغت شمس روحهما لهذه الحياة كانا متجاورينِ في المكان، ونشآ في جوار بعضهما البعض، ولتلك الجيرة أثر على حياتهما من حيث توافقهما في العديد من الأمور وتقارب منطقهما، وكانت مراحل تعليمهما معًا في نفس المدرسة.
وعند مرحلة دراسية مفصلية ظهر الاختلاف بينهما، وكان ذلك الاختلاف في شكل تساؤل: ماذا أريد أن أكون بعد 10 سنوات من الآن؟ ما هو الشخص الذي أرغب بأن أكون عليه بعد جيل من الزمان؟ اختلفا وليس من عادتهما الاختلاف؛ حيث ذهب كل طرف بإجابة مختلفة عن صاحبه، فالأول أجاب عن ذلك السؤال برغبة جامحة في إكمال تعليمه ومواصلة طلب العلم وتحقيق الدرجات العليا والشهادات الرفيعة.
بينما الآخر لم تكن لديه رؤية واضحة بإكمال الدراسة، فبزعمه أنها تستهلك منه الوقت الطويل والجهد المضني والمسافة بعيدة والسنوات طويلة!! وحتى إنه لم يكن يملك جواباً بديلاً مقنعاً بشق طريقه في مجال آخر غير الدراسة! وبعد مضي الأيام وتعاقب السنين كان صاحب الهدف قد حقّق مراده كما أراد له وخطّط، بينما صديقه يدور في نفس فَلَكه كما هو منذ أن حدث الاختلاف بينهما دون تقدم يُذكر ولا إنجاز يُضرب به المثل! أصابته الدهشة عندما استيقظ من غفلته وقد وجد أن مَن كان يجاريه وينافسه قد تفوق وتقدم عليه وظفر بما عجز عنه نتيجة عدم مبالاته بقيمة وأهمية ذلك السؤال! سؤال جعل من الأول في مكان يتمنّاه الكثير، وأما الآخر في وضع لا يحُسد عليه حتى من عدوه ومبغضيه! أصابه شعور بالندم وأحاطه من كل جانب، ولكن بعد أن انسكب اللبن من كأسه! فهو لا يملك إلا هذا الشعور ولوم نفسه! وحتى لا يكون مصير الواحد منا بنفس مصير من وصل لحال محزن ويُرثى له، أن يكون صادقاً مع نفسه ويحدد إجابة واضحة لمستقبله تتماشى مع رغباته وإمكانياته.
فالحياة ستمضي والسنين ستتعاقب، واستشعارك بأنها ستمضي في لمح البصر سيُحرك في داخلك إيماناً قوياً بأهمية معرفة نفسك وما يمكن أن تصل له وتحققه وبالتالي بوضع خطة وهدف لذلك! وعليك أن تقوم برسم مقارنة ولو في خيالك الواسع بين حالك وحال مَن تراه قريباً منك أو منافساً لك بعد سنوات من الآن؛ وما ستصل له لن يتجاوز تفوقه عليك أو العكس وفي كلا الحالتين ستجد أن تلك المقارنة السابقة لزمانها قد زرعت فيك التحفيز وفتحت عينيك لترى ما أمامك بدون غبش! وعليك أن تضع في حسبانك أنه كلما مرّ الزمن صعب عليك الإصلاح وتحقيق أهدافك خاصة عندما ترى غيرك قد تفوق عليك بمراحل لأنك حينها ستواجه تحديين: البدء المتأخر والتخلص من ألمه.
وختاماً؛ الفرص ليس بالضرورة أن تتوافر في كل وقت؛ لذا من الفِطنة أن تتمسك بما يمرّ عليك وتعض عليها بنواجذك.
كاتب ومهتم بتنمية وتطوير الشخصية.
@TurkiAldawesh