إنها خدمات بديهية يا هارفارد!

الإثنين ٧ أكتوبر ٢٠٢٤ الساعة ٩:٣٦ صباحاً
إنها خدمات بديهية يا هارفارد!
بقلم - أفنان آل زايد

سعدت بحضور مؤتمر حلول السرطان المعتمدة على الذكاء الاصطناعي: من العلوم الأساسية إلى معايير الرعاية في سرطان الثدي وما بعده، والمقدمة من مركز علوم الأورام في جامعة هارفارد، حيث ضم المؤتمر عدة محاور تناولت كيف سيغير الذكاء الاصطناعي الرعاية المقدمة لمرضى الأورام وكيف سيخدم الأطباء داخل العيادة من حيث تحسين التواصل مع المرضى وتقليل الاحتراق الوظيفي.

وعلي الرغم من وجود محاور علمية بحتة، إلا أن الجانب الأكبر من الملتقى كان يصب على توضيح الاحتياج الكبير للتقنيات الحديثة، -وتحديدا- الذكاء الاصطناعي، في خدمات تسهم في تحقيق وصول الرعاية الصحية، لمختلف فئات المجتمع، مثل وجود عيادات عن بُعد، وخطوط ساخنة لتلقي المكالمات، وإمكانية متابعة المرضى دون الاحتياج لمجيئهم للعيادات.

وتحدثت بعض المحاور عن التحديات والعراقيل الكبيرة التي تواجه تنفيذ هذه الخدمات مثل شح الكوادر البشرية المؤهلة، والتفاوت في القدرة على تنفيذ هذه الخدمات بين المستشفيات في أمريكا. كنت مذهولة من هذه التحديات، إذ إن كل تفكيري يصب على دور الذكاء الاصطناعي في أمور علمية بحتة مثلا الماموغرام، والعلاج الإشعاعي، وعلوم الأنسجة، أما المشاكل الأخرى، التي يتحدثون عنها، المشاكل التنظيمية والإدارية، التي تم الحديث عنها، خيل إلى أنها حلول وخدمات بديهية، ولا تشكل أي تحديات، لأني تخرجت وتدربت من مستشفيات يتم في عياداتها تنفيذ تلك الإجراءات الإدارية المتعمدة على التقنيات الحديثة، بمنتهى السهولة، ومنها متابعة المرضى، وحجز المواعيد، ومتابعة نتائج التحاليل والأشعة والمختبرات، جميعها تتم من خلال تطبيقات مثل صحتي، وتوكلنا، أو تطبيقات تابعة للمستشفى، فضلا عن استقبال مختلف الاستفسارات الصحية، عبر مركز اتصالات الصحة، ولا ننسى خدمات أخرى مثل البلاغات، أو الاستفسارات لهيئة الغذاء والدواء، وبلاغات مركز السموم في وزارة الصحة… إلخ.

ونتذكر جائحة كورونا، حيث كنا نحجز مواعيد اللقاحات، من خلال تطبيق صحتي، ونتلقى النتائج والشهادات اللازمة إلكترونيا، بينما البعض من الدول المتقدمة، عانت من التدافع والفوضى والتكدس، للحصول على اللقاح. وهذا فقط في المجال الصحي.

أحزنني مؤتمر بهذا الحجم، يناقش، كيف يمكن إدخال التقنيات الحديثة ومنها الذكاء الاصطناعي، في الخدمات الإدارية في قطاعات الرعاية الصحية، ليخفف على المرضى، ويسهم في سرعة تلقيهم العلاج، وهي خدمات تجاوزناها في السعودية منذ نحو عقد من الزمن، تفاجأت لأنني كنت أعتقد أن النقاش سيدور حول إدخال التقنيات الحديثة، -وتحديدا- الذكاء الاصطناعي، في البحوث العلمية الطبية، وفي إيجاد حلول وعلاجات، ونحوها من الإجراءات التي تسهم في إيجاد أمصال وأدوية فعالة، لمقاومة المرض والقضاء عليه، مثل الأورام.

هذا موقف، يوضح، أين وصلنا، وأين نحن نتجه، ويوضح أهمية مواصلة الجهد، والعمل، لتواصل بلادنا الحبيبة، تطورها ونهضتها في ظل الرعاية الكريمة، من الوالد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، حفظه الله، وسمو ولي العهد الأمين رئيس مجلس الوزراء، الأمير المحبوب محمد بن سلمان بن عبد العزيز، حفظه الله.

أسأل الله العظيم أن يديم علينا نعمة الأمن والرخاء، ومزيدا من التقدم والتطور…

—————

افنان ال زايد
طبيبة، تعمل في قسم طب الأورام الإشعاعي الحرس الوطني.

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني

إقرأ المزيد