في الوقت الذي أظهرت الرياض فيه أن لها أنياباً، ووجهت فيه صفعات لحليفتها واشنطن، عقاباً على تخاذل الأخيرة في قضايا المنطقة الحساسة، التي كان للسعودية منها موقفاً شفافاً طيلة سنواتها -أدامها الله-، يزورها السيد أوباما، الرئيس الذي أضعف مواقف الولايات المتحدة، بتراجعه وتردده حيال قضايا العالم ككل.
زيارة أوباما تأتي في وقت حرج، في ظل حاجة بلاده إلى تصفية الأجواء المتكهربة مع واحدة من أهم حلفائها، إلا أن السعودية تتخذ موقفاً ثابتاً لا يمكن لزيارة أو ضغوط -مهما بلغت- أن تغيرها، فما دون مواقف هذه البلاد هناك رقاب وارت الثرى، ودماء نثرت، وتضحيات لا تقدر بثمن.
السياسة السعودية الواضحة منذ عهد الامام المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- واضحة حيال المنطقة والأشقاء المسلمين، وما مشاركة السعودية في حرب أكتوبر الشهيرة إلا دليلاً يثبت ذلك، وما إيقاف إصدار النفط ذلك الحين إلا برهاناً على أن السعودية لن تتخلى عن مواقفها الواضحة مع أشقائها، وإن تعددت الزيارات، أو ودعنا الحياة ثمناً لمواقفنا.
وجاء إختيار القوي الأمين، الأمير مقرن بن عبدالعزيز كولياً لولي العهد، في إشارة للزائر عن القوة والمتانة التي تتمتع بها الدولة التي يزورها، فإما زيارة لتقديم تنازلات أو أن العلاقة ستستمر بتذبذبها، ولدى الرياض عدة حلفاء قادمين للعالم بقوة كبديل -إن أستدعى الامر-.