ضبط شخص أثار الفوضى وأعاق عمل الأمن في إحدى الفعاليات برماح وظائف شاغرة لدى وزارة الطاقة وظائف شاغرة في الشؤون الصحية بالحرس الوطني اللجنة الطبية بمهرجان الملك عبدالعزيز للإبل تكشف عن حالات عبث الجامعة الإسلامية تُدشن المنصة الإلكترونية للمجلات العلمية وظائف شاغرة بـ فروع شركة جوتن جامعة طيبة بالمدينة المنورة تسجل براءتي اختراع علميتين قبول طلب تقييد دعويين جماعيتين من أحد المستثمرين ضد تنفيذيين بإحدى الشركات بيان الاجتماع الاستثنائي للمجلس الوزاري الخليجي: ندعم سيادة سوريا ولبنان وندين العدوان الإسرائيلي القبض على المطرب الشعبي حمو بيكا في القاهرة
حذَّر أكاديميون من الأدوار الذي تلعبه قنوات التواصل الاجتماعي في نشر الشائعات وخلق “بَلْبَلة” في المجتمع، وأنها تمارس دوراً “مخيفاً” لزعزعة الثقة بين المواطن والأجهزة الحكومية، مطالبين المؤسسات الحكومية والأهلية بالتخلص من ضعف حضورها عبر هذه المنصات الحيوية والجديدة.
وأكد المشاركون في الندوة التي نظمها ملتقى إعلاميي الرياض “إعلاميون” بالتعاون مع الجامعة العربية المفتوحة بالرياض تحت عنوان: تعزيز الإعلام لمفهوم “المواطن رجل الأمن الأول”، أن هناك حلقة مفقودة بين الأجهزة الحكومية والأهلية ووسائل الإعلام في التصدي للشائعات والمشاركة الفاعلة فيما تنتجه قنوات التواصل الاجتماعي وتوظيف التغيرات الحديثة في بيئة الاتصال لصالح الوطن والمجتمع.
وتحدث في الندوة كل من: الأستاذ الدكتور محمد الزكري مدير الجامعة العربية في المملكة العربية السعودية والدكتور عبدالرحمن العتيبي أستاذ الاستراتيجية الإعلامية وعميد كلية اللغات والترجمة في جامعة نايف للعلوم الأمنية ورئيس قسم الإعلام في جامعة الملك سعود سابقاً، والدكتور سمحان الدوسري مساعد مدير إدارة الجودة العلمية والتطوير في مركز أبحاث مكافحة الجريمة في وزارة الداخلية والدكتور محمد السيد نائب مدير أكاديمية الحوار الوطني في مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، فيما أدار الندوة الأستاذ صالح المرزوقي عضو ملتقى “إعلاميون” ومدير إذاعة الرياض سابقاً.
وفي البداية، قال المتحدث الأول الأستاذ الدكتور محمد الزكري مدير الجامعة العربية في المملكة العربية السعودية: إن أمننا يحتاج خطط وبرامج عملية لتعزيز الأمن ومساندة جهود المؤسسات الحكومية الكبيرة في هذا الموضوع الحيوي، مطالباً المؤسسات التعليمية بادوار تكاملية مع وسائل الإعلام لخدمة المجتمع عموما وفي جانب الأمن خصوصاً. واتهم الزكري بأن المؤسسات التعليمية مقصرة بدورها الحيوي في تعزيز دور المواطن في الأمن، وأنه يجب يكون لديها استراتيجيات عملية لذلك.
واعتبر الزكري أن وزارة الداخلية هي الجهة المركزية والاستراتيجية لذلك لابد أن يكون لديها المحتوى الذي يساعد المواطن على القيام برسالته من خلال قنوات التواصل الاجتماعي التي سيطرت على مصادر معلومات الفرد. واستطرد مدير الجامعة العربية المفتوحة في السعودية “نحتاج جهة تعلق الجرس في الإعلام الأمني”، مرشحاً جامعة نايف العربية لتقوم بهذا الدور الريادي في هذا الجانب الوطني. وأضاف بأنه بالإمكان المساهمة بفاعلية في تشكيل محتوى وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك من جهات تخطط وجهات تنشر أو تقوم بالدور الإعلامي”.
من جانبه، دافع الدكتور عبدالرحمن العتيبي أستاذ الاستراتيجية الإعلامية عن وسائل الإعلام وأنها ليست المعنية بمهمة التوعية وقطع الطريق على الشائعات التي تبث قنوات التواصل الاجتماعي، مطالباً مؤسسات المجتمع الحكومية والأهلية ومنها الجامعات بمدها بالمعلومات لكي تحضر المواطنين لتجسيد مفهوم المواطن رجل الأمن الأول.
وأضاف “على الجهات الأمنية العمل باستمرار على تعزيز الوعي بدور المواطن في الأمن، وتبقى وسائل الإعلام أدوات، وأن وزارة الداخلية على سبيل المثال تحتاج جيش من الإعلاميين لخلق موازنة في سوق الرسائل الإعلامية في حياة المجتمع والحد من الرسائل السلبية الضخمة، وأنه هذا الأمر متاحا عندما تجهز المواطن ليكون إعلامياً إيجابيا”.
وشدد الدكتور العتيبي على أن قنوات التواصل الاجتماعي وضعت القوة في يد المواطن، وهدمت نظرية حارس البوابة الشهيرة في الإعلام، معتبراً حملاتنا التوعوية وقتية وليس لها ديمومة تُسهم في تحقيق الهدف الاستراتيجي للتوعية وتحقيق أهدافها عبر الأجيال.
واعتبر أستاذ الاستراتيجية الإعلامي، بأن الإعلام لدينا ليس ضعيفاً كما ينظر له من بعض الجهات الحكومية أو حتى المتخصصين، محملاً المسؤولية على من يستخدم هذه الوسائل وعن وكيفي استخدامها. وطالب بتوظيف وسائل الإعلام التقليدية والحديثة التوظيف الحقيقي الذي يثمر عن تحقيق الأمن للمجتمع ومشاركة المواطن في حيثيات تحقيقه.
على الطرف الآخر، أكد الدكتور سمحان الدوسري مساعد مدير إدارة الجودة العلمية والتطوير في مركز أبحاث مكافحة الجريمة في وزارة الداخلية، أكد بأن الأجهزة الأمنية لا يمكن أن تقوم بمفردها بتوعية المجتمع وتعزيز مشاركته الأساسية في تحقيق الأمن، موضحاً بأن للمؤسسات الإعلامية دوراً كبيراً ومهماً في رفع المستوى الأمني لدي أفراد المجتمع لأنهم شركاء مؤثرين. وشدد على أن مفهوم الوقاية الاستباقية، هو أن المواطن يبادر قبل وقوع الجريمة وبذلك تتكامل جهد المواطن مع رجل الأمن، وأن المؤسسات المجتمعية الأخرى (الأسرة والمدرسة والمسجد) والوسائل الإعلامية هي من مكملة لأدوار الأجهزة الحكومية في تحقيق الأمن.
وكشف الدكتور الدوسري بأن المنظمات الإرهابية وعلى رأسها داعش تستخدم قنوات التواصل الاجتماعية للتأثير في النشء وتجنيد صغار السن، مشيراً إلى أن وزارة الداخلية أطلقت مبادرة الشفافية التي تعزز الجوانب الأمنية وتحقق ما أسسه الأمير نايف بن عبدالعزيز بأن “المواطن رجل الأمن الأول. وذكر بأن عدسة مواطن هي من سجلت المشهد البطولي لرجل الأمن جبران في الحادثة الإرهابية في حي الياسمين بالرياض.
وأعاد الدكتور محمد السيد نائب مدير أكاديمية الحوار الوطني في مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، “الكرة” لملعب وسائل الإعلام وأنها جزء أساسي وشريك في تنشئة المواطن كرجل أول للأمن، وأنه يأتي قبلها دور الأسرة الأساسي ثم بقية مؤسسات التنشئة الأخرى كالمدرسة والمسجد. وقال الدكتور السيد: “لدينا في السعودية مشكلة كبيرة في المفاهيم، لذلك جدليتنا لا تتوقف حول الكثير من القضايا والأدوار والمهام التي يتوجب علينا القيام بها”.
وحذر السيد من قنوات التواصل الاجتماعي وأنها تختطف المواطن من مصادر المعلومات الموثوقة، مشيراً إلى دراسة قام بها مركز “أسبار” كشفت بأن الشباب السعودي يتابعون القرارات والمعلومات الرسمية من معرفات ومنصات غير معرفات ومنصات الجهات الرسمية، وأن في ذلك خطورة كبيرة على المواطن وخاصة الشباب.
وأضاف أن دراسة قام بها أحد المراكز بالداخل كشفت أن بعض الشباب السعودي يتابع القرارات والمعلومات الرسمية من معرفات ومنصات غير معرفات ومنصات الجهات الرسمية، مبيناً أن لدينا في السعودية مشكلة كبيرة في المفاهيم، لذلك جدليتنا لا تتوقف حول الكثير من القضايا والأدوار والمهم الذي يتوجب علينا القيام به، قائلاً: كشف دراسة أقيمت في السعودية عن الشائعات أن ٨٣ ٪ يرون أن الشائعات تؤثر على حياتهم وقراراتهم.
وأثنى نائب مدير أكاديمية الحوار الوطني في مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، على نجاح وزارة الداخلية في تعزيز مشاركة المواطن في التصدي للإرهاب ومحاربته، موضحاً بأن بيانات الداخلية المستمرة والمنظمة خلقت شعور اطمئنان وثقة في قدرات الداخلية في تحقيق الأمن للمواطن وحمايته.
وكان للحضور النوعي الذي حظيت به الندوة مشاركات مؤثرة في الموضوع من خلال تعليقاتهم التي كانت أبرزها للدكتور محمد الصبيحي، أستاذ الإعلام بكلية الإعلام والاتصال بجامعة الإمام، الذي أشار إلى أن وزارة الداخلية هي من تملك المعلومات ومتى ما سرعت إيصالها لوسائل الإعلام ونشرتها حدت من انتشار الشائعات، متأسفا لحال الإعلام السعودي وأنه لم تتمكن من توظيف المتغيرات التي طرأت على البيئة الاتصالية الجديدة.
أما اللواء الدكتور علي الرويلي الخبير الأمني بجامعة نايف للعلوم الأمنية، فاعتبر أن وسائل إعلام لدينا تعد بالآلاف وأن وكل مواطن هو إعلامي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، مطالباً باستثمار هذا الكم الهائل من المنصات الإعلامية ونشر التوعية ومفهوم المشاركة لكي يتحول كل مواطن رجل أمن من خلال قنوات التواصل الاجتماعي. وعاتب الدكتور الرويلي القنوات التلفزيونية السعودية وأنها فاقدة للتأثير وأنه عند استضافتها له لا يأتيه أي تفاعل وعلى عكسها عندما يشارك في قنوات تجارية إخبارية يتلقى تفاعلات كثيرة ومتنوعة ما يعطيه مؤشرات على حجم المتابعة والتأثير.
وأشار الرويلي إلى عربي يملك حساباً على خدمة “السناب” يتابعه آلاف السعوديين، وقد باعهم ـ على حد تعبيره ـ إلى شركات أمريكية بدولار لكل متابع فيما باعهم للشركات البريطانية بجنيه لكل متابع، محذراً من التهاون بقنوات التواصل الاجتماعي وعدم مراقبتها وضبطها وتوجيهها بالتثقيف والمشاركة، وأن لا يكون الجمهور ضحية في يد مصادر مجهولة.
وعززت الكاتبة فوزية الحربي عضو ملتقى (إعلاميون) في مداخلتها، دور الإعلام بأن وسائل الإعلام تملك عصاً سحرية والسعوديين من الأكثر استخداماً لقنوات التواصل الاجتماعية على مستوى العالم، فيما تساءل الكاتب مسلم الرمالي عضو ملتقى (إعلاميون) عن دور الجامعات في خلق الدور التكاملي بين مؤسسات المجتمع والمخرجات، فهي يجب أن تقود هذا التكامل الذي ينهض بمجتمعنا وأمننا.
وأكد حمد الدوسري – الباحث الأكاديمي – في مداخلته بالندوة أن هناك مورداً رابعاً للتربية وهو التربية المعلوماتية الذي يُشكل الفكر ويكون الأجيال الجديدة.
واختتم صالح المرزوق الندوة، بأنه أجمع المتحدثون أن الأمن ركن أساسي في حياة أي مجتمع ولذلك واجب على الجميع المشاركة فيه ودعمه كل بحسب دوره وجهده وموقعه.
وقد بدأت الندوة بكلمة لملتقى إعلاميي الرياض “إعلاميون” ألقاها نائب رئيس الملتقى الدكتور علي الضمبان، الذي اعتبر أن إقامة هذه الندوة منطلقة من استشعار الملتقى بكل أعضائه أهمية المشاركة في الأمن الإعلامي والتوعية اللازمة في هذه المرحلة الحيوية وتعزيز المفهوم الذي أطلق سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز ـ رحمه الله، في أن الأمن ينطلق من المواطن وأنه رجله الأول. وأضاف: أن الندوة تأتي ثمرة تعاون مجتمعي ومهني بين “إعلاميون” والجامعة العربية المفتوحة في الرياض من منطلق مسؤوليتهم المجتمعية المشتركة.
كما ألقى المشرف العام على العلاقات العامة والإعلام في الجامعة العربية المفتوحة في السعودية الأستاذ عبدالرحمن باوزير، رحب فيها بالضيوف وقال: هذه الندوة تأتي ثمرة للمسؤولية المشتركة بين الجامعة و”إعلاميون”، ولا شك أن الجامعات منابر علم ومعلومات أمن أيضاً في خدمة المجتمع، وعليها واجبات وطنية تدفعها لتقديم مثل هذه المبادرات الوطنية.