نزاهة فكر

الثلاثاء ٣١ يناير ٢٠١٧ الساعة ١١:٢٥ صباحاً
نزاهة فكر

عبود آل زاحم

@Aboodalzhaim

ما الذي يخطر في بال كل منا عندما يسمع أو يرى اسم الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد “نزاهة”؟ لا شك أن أول ما يتبادر إلى الذهن هو جرائم الفساد المالي والإداري والتي تُعنى نزاهة بمكافحتها، لكن ماذا عن فساد الفكر الذي يعد سبباً لكثير من الجرائم والسلوكيات المرفوضة والظواهر الاجتماعية السلبية؟

وهل نحن بحاجة إلى هيئة لترسيخ “نزاهة الفكر” ومواجهة أي اعوجاج فكري؟، بعض المشاهدات في مجتمعنا تكشف عن سلوكيات تحتم وجود مؤسسات أو هيئات لنزاهة الفكر، ومن هذه السلوكيات على سبيل المثال هذا التصنيف البغيض للأفراد حسب المظهر فهذا مطوع وهذا حليق وهذا فاسق وغيرها من التصنيفات التي للأسف ترسخت حتى في عقول أطفالنا إلى الحد الذي نرى طفلاً صغيراً في العاشرة يصنف الآخرين حسب مظهرهم، وهو الأمر الذي يعني أنه استقى مثل هذا التصنيف من أسرته والمجتمع من حوله، والمؤسف حقاً أن التطور الكبير الذي تشهده بلادنا في جميع المجالات وتنامي حالة الوعي المجتمعي لم تقترن بتعديل مثل هذا السلوك البغيض في تصنيف الناس حسب مظهرهم، حتى بين أعداد كبيرة من أبنائنا الذين ابتعثوا للدراسة في أكبر الجامعات ونالوا أعلى الشهادات والدرجات العلمية، فكثير منهم ذهب وعاد وهو يحمل نفس هذه الرغبة في تصنيف الناس وفقاً لقناعاته الشخصية دون أن ينعكس تحصيله العلمي على سلوكه وأفكاره، وذلك لسبب بسيط أن مثل هذه الأفكار المرفوضة وجدت في مجتمعنا من يغذيها دون أدنى إدراك لخطورتها على سلامة النسيج الاجتماعي، وهو ما يتطلب أن تتعاون جميع مؤسسات المجتمع الثقافية والإعلامية والدعوية ومؤسسات العمل الاجتماعي في التصدي لمثل هذه الأفكار التي تخالف تعاليم الإسلام وآدابه، وتفت في بنيان المجتمع كالأورام الخبيثة في غيبة من الوعي، وإذا كانت كل جريمة مثل الإرهاب والتفجير والتكفير في الأصل هي فكرة منحرفة ترسخت في عقول مرتكبيها وحركتهم لارتكاب مثل هذه الجرائم النكراء؛ فإن أفكاراً أخرى مثل التصنيف البغيض للناس لا تقل خطورة ما لم نواجهها بآليات فاعلة حتى وإن تطلب الأمر إيجاد مؤسسة أو هيئة لنزاهة الفكر ومواجهة كل ما يمثل انحرافاً فكرياً.

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني

  • عصام هاني عبد الله الحمصي

    النزاهة هي تولد مع الإنسان وهي منبع الأخلاق والي أهله ما ربوه ولا ستين مؤسسه تربيه وما له إلا الخيزران في هذا الزمان .والمطالبه بمواجهة إنحراف الفكري بآليات فعاله موجود تحت عدة مسميات وعلى مستويات مختلفه وبالرقابه العليا التوجيه المعنوي وهذا واجب وطني منفذ وإنما يجب أن تغني لا لا يالخزرانه ويالا وإن ميلوكي ولكن فعلاُ بعد النزول لميدان أختبار الإنحرافات وبعد شراء للبتذاكر من نزاهه حتى يكون الإنضباط والمقاضاة بناء على الأدله المرفقه أمام كل خطأ موضحآ أسباب الخطأ والضرر الذي أصاب المجتمع قبل تفشي الخطأ ولإنهيار المجتمع بسبب التطبع من الغربه أو التوجيه المعنوي المعادي للبلاد والعباد ، ويجب أن يقتدى بهذا الكاتب لتطرقه على موضوع الساعه ، شكرآ لصاحب الشيب الذي بدأ يخط مجراه وعقبال تدخل نزاهه الفعلي ولكن متى ؟؟؟.

إقرأ المزيد