المواطن – نوف العايد – الخفجي
ليست بالظاهرة الجديدة، لكنها انتشرت بشكل مخيّف يستدعي القلق؛ بل التركيز عليها عبر تسليط الضوء لهذه الآفة، لا يسعفنا الوقت لتفادي مشكلات تزيد من كاهل شوارعنا، وطرقنا التي أثقلتها الحوادث حاصدة معها مليارات الخسائر على الصعيد البشري والمادي.. ظاهرة قيادة القاصرين للسيارات بالشوارع الفرعية كانت أم الرئيسية، فهي خطورة مع سبق التنفيذ من قِبل جمع من المراهقين والقاصرين غير المبالين بحجم الكارثة، بل والأمر الأكثر قلقًا وخوفًا من تزايد هذه الظاهرة؛ هو تشجيع أولياء الأمور أبنائهم على القيادة، دون مُراعاة للخسائر الناجمة عن فقدان فلذات أكبادهم من أجل تعليم “المرجلة”، ناسفين للأنظمة والقوانين التي بالأساس تحتاج إلى إنعاش عاجل.
وقيادة القاصرين تحت ذريعة “تعليم القيادة” في وقتٍ مبكرٍ، منهج أسسته الأسرة، وبل بأت مفاخرة ودليل على الشجاعة والرجولة بين الأقران؛ ليولد لنا الدرباوية والمفحطين التي أنهكت شوارعنا، وأزهقت أرواحًا بريئة بجثث تناثرت على الطرقات؛ بسبب رعونة واستهتار القاصرين، مما يكبّد مصانع الأسرة الحزن والندم وفقدان السيطرة والخوف على تنامي الظاهرة مجددًا بين النشء.
ويرى البعض، أن الاكتفاء بالمخالفة، واحتجاز المركبة غير مجدٍ، فهذا الروتين يساعد في تنامي هذه المشكلة، ويسقط الأنظمة والقوانين في فخ التجاوز والتهاون لدى القاصرين والمراهقين، بينما يرى البعض أن تغليظ العقوبات وصرامة الإجراءات تساعد في التقليل من تجاوز حرمة الشارع والمارة وسيادة الأنظمة والقوانين، تعكس احترامها لدى المتهورين.
ولا اختلاف على أن قيادة القاصرين خطر يقابله ضعف في رزنامة المختصين، وخطر يترنح بين مطرقة سكوت المسؤولين وسندان تباهي أولياء الأمور؛ ليكون بوابة عبور نحو الهلاك.