في مثل هذا اليوم من عام 1351هـ، سجل التاريخ مولد وطن عظيم، في قلب الجزيرة العربية وأنحائها، حيث تم الإعلان عن توحيد المملكة العربية السعودية، بعد ملحمة وبطولات خاضها المؤسس المغفور له بإذن الله، جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – تغمده الله برحمته -، مع رجالاته ومحبيه من أبناء هذه البلاد المباركة، الذين آزروه، لإدراكهم أنه يريد إعلاء كلمة التوحيد، ورفع رايتها خفاقة في سماء الوطن، وتوحيد هذا الكيان العظيم، رغم أن هذا الوطن العظيم كان مكون من كيانات ممزقة ومتشرذمة ومتناحرة فيما بينها – مجتمع قبلي لا يعرف إلا لغة القوة -، فكان له ذلك بعون الله تعالى وتأييده.
فقد اتخذ كلمة التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله، شعاراً لراية الدولة، واتخذ من الشورى منهجاً للحكم وإدارة البلادـ وسار أبناؤه البررة من بعده على هذا المنهج.
كما أننا نشيد بما تشهده المملكة، من نمو وازدهار مستمر، وهي تعيش اليوم عهد الحزم والعزم، بقيادة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله -، وهي تشرُف بخدمة ورعاية الحرمين الشريفين وقاصديهما.
ولن يجد المواطنين والمواطنات أفضل من هذه اللحظات لتذكر تلك المسيرة المظفرة، ومعايشة إنجازات ذلك القائد المؤسس، لأنها البداية الملهمة والانطلاقة الشجاعة التي كرست بنية المملكة العربية السعودية، وجعلت منها عمقاً استراتيجياً للعالم العربي و الإسلامي، ورقماً يصعب على المعادلة العالمية تجاوزه، ومثلاً يضرب للاستقرار السياسي والنماء الاقتصادي، والرقي العلمي والاجتماعي.
فمنذ حين تأسيس المملكة وإلى هذا العهد الزاهر، في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله -، وحكومتنا الرشيدة آخذة بكل أسباب النجاح والرقي والازدهار، فلم تتوانَ وقتاً ما عن العناية بالإنسان وإعداده والارتقاء بقدراته وإمكاناته، وبعث روح المنافسة والمبادرة بين جوانحه، وتوجيهه إلى الإبداع والإنجاز في كافة الميادين والفنون والعلوم.
وتعتبر رؤية ٢٠٣٠، من أهم قرارات خادم الحرمين الشريفين – أيده الله -، إيذاناً ببدء مرحلة جديدة من التطوير والعمل الجاد لاستشراف المستقبل، ومواصلة السير في ركاب الدول المتقدمة، وتحقيق النمو المنشود، مع التمسك بثوابت ديننا الحنيف وقيمنا الإسلامية السامية.
إضافة إلى إنجازاته – حفظه الله –، ما حققه لشعبه وللأمة العربية والإسلامية والمجتمع الدولي بأسره من أمن واستقرار بحربه على الإرهاب، وكذلك المنجزات الإنسانية التي أثرت الحياة الاجتماعية في المملكة، ووسعت دائرة النشاط الخيري والتربوي، حتى عَجَّت مدن المملكة بها، وشملت خدماتها وآثارها الإيجابية معظم المعنيين بها.
وليس ذلك إلا ثمرة للحنكة السياسية والإدارة الفذة التي تمتع بها قادة بلادنا العزيزة، منذ تولى مقاليد شؤونها جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه -، ووصولاً إلى القيادة المظفرة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله -.
لذا يُحق لجميع أبناء المملكة العربية السعودية وبناتها، أن يبتهجوا باليوم الوطني لها، ويجددوا الولاء لقيادتها الرشيدة، راجين لها مزيداً من العزة والسؤدد، وما ذلك على الله بعزيز.
كما أنني لا أنسى الدعاء لأبنائنا المجاهدين والمضحين من أجل أمن الوطن والمواطن، فلهم منا خالص الشكر والتقدير، واسأل الله أن يرحم موتاهم وأن يعجل بشفاء مرضاهم، وأن يعيدهم لنا سالمين غانمين، وعلى عدوهم منصورين.
عضو مجلس الشورى ونائب رئيس لجنة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات