المُلازم الجهني.. دفع تكاليف حج والدته واِستُشهد مُبتسماً رافعاً سبابته

السبت ٢٧ أغسطس ٢٠١٦ الساعة ١١:٥٦ مساءً
المُلازم الجهني.. دفع تكاليف حج والدته واِستُشهد مُبتسماً رافعاً سبابته

المواطن- حسين المصعبي- وليد الفهمي- نجران

لم يكن طموحه نيل الدرجات العليا في الدراسة، بل وصل إلى أعلى درجات الطموح رغم صغر سنه، حقق حلمه والتحق بالدفاع على حدود بلاد الحرمين، شعر بالراحة والسعادة وهو واقف كدرع على الحدود، لم يشعر بالغربة في عدم وجود أهله وأصدقائه، بل كان يردد “أنا مرتاح نفسياً على الجبهة”.

صغير في سنه، كبير في أفعاله وصفاته.. طموحه الشهادة أو النصر، ونيل شرف الدفاع عن حدود أرض الحرمين الشريفين أمنية تحققت له، عاش حراً محباً لتراب بلده، معادياً وواقفاً بسلاحه في وجه كل من يحاول التعدي على حدود مملكته، كل هذه الصفات العظيمة في رجل لم يتجاوز الرابعة والعشرين من عمره.

ووجّه رسالة لوطنه وشعبه من على خط النار، يبعث الاطمئنان في قلوبهم، قائلاً في رسالته التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي “أرقدوا.. السعودية في أمان”.

كان شهر شعبان من العام الحالي، حلماً وإنجازاً، تحقق له في حياته من خلال التحاقه بزملائه المرابطين على الحد الجنوبي بنجران، ولم يكن يوم الأربعاء الماضي والموافق ٢١ / ١١ / ١٤٣٧ آخر عهد له بالإنجازات، بل سجل ذلك اليوم أعظم إنجازاته وأكبرها فخراً، إنجازاً يُخلد في التاريخ ويسطر بمداد من ذهب، ليكتب اسمه ضمن عظماء التاريخ، الذين سالت دماؤهم الطاهرة لحماية أرض قبلة المسلمين، ومملكة الإنسانية والسلام.

عاش محباً وباراً بوالدته، تكفل بدفع كامل تكاليف حجها لهذا العام، وأوصى زملاءه بوضع برادة ماء صدقة له في أحد الدول الفقيرة.

الشهيد الملازم ممدوح بن مسعد بن سعد العرفي الجهني، تخرج من قسم العلوم الطبيعية بالثانوية العامة، والتحق بكلية الملك عبدالعزيز الحربية دورة المظلات، وبسبب جده واجتهاده، وكونه أحد الأوائل، تم اختياره للالتحاق بالمدرعات، وتخرج شهر شعبان من العام الماضي، وتم تعيينه في منطقة تبوك، في المدرعات.

وفي شهر شعبان من العام الحالي، انتقل إلى اللواء الرابع بالمنطقة الجنوبية بنجران للمشاركة في العمليتين العسكريتين، ويصبح أحد الدروع الحصينة لحدود الوطن الجنوبية، والتي يصعب اختراقها بفضل الله، ثم بفضل تواجدهم وغيرتهم على بلاد الحرمين.

وقال شقيقه سعد لـ”المواطن”: “كان قبل استشهاده بأسابيع في زيارة لأصحابه في منطقة تبوك، حيث كان دائماً يتحدث معهم عن مدى شعوره بالفخر والراحة بتواجده على الحدود الجنوبية”، ويضيف “وخلال زيارته لزملائه، كان أحدهم نائماً، فأصر على أن يوقظه من النوم ليودعه، وكأنه يقول بإن هذا آخر لقاء لنا”.

وأضاف سعد: “طلب الملازم الشهيد من أحد أخوته، أن يقوم بتحجيج والدته مع توليه بدفع التكاليف كاملة، وقام بالفعل بتحويل المبلغ قبل استشهاده لأحد اخوته، ليقوم بتأدية الفريضة، فهو محباً باراً بوالدته”.

وتابع شقيقه: “اتصل علينا في يوم الأربعاء الماضي، أحد زملاءه، يخبرنا باستشهاده، فكنا مؤمنين بقضاء الله وقدره، فخورين بنيله هذه الخاتمة التي جمعت بين الشهاده في سبيل الله وبين الشجاعة دفاعاً عن المقدسات والوطن، فدفاعه عن المسلمين جميعاً لأن وطننا الغالي هو قبلة المسلمين”.

وأوضح شقيقه، بأنه أوصى زملاءه في حال استشهاده بأن توضع له برادة في أحد البلدان، تكون صدقه عنه.

وحصلت “المواطن”، على نسخه من رسالته التي أوصى فيها.

وعن استشهاده، قال شقيقه: “كان مبتسماً ورافعاً سبابته بالشهادة”.

هذا البطل حاله كحال زملاءه البواسل، الذين أرخصوا أرواحهم لخدمة دينهم ومليكهم ووطنهم، سطر بدمائه الطاهرة مجداً، وخلد اسمه في قائمة التاريخ، التي لا ينساها أي مواطن، وسيظل اسمه وأفعاله السامية على لسان كل مواطن، تتناقل أفعالهم المشرفة بين أجيال وأجيال.

 

جنازة الملازم ممدوح

 

الشهيد على الحد

 

شقيقه يقلده الرتبه

 

الشهيد في دوره

الشهيد في منزله

جنازة الشهيد

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
  • اميرالظلام

    رحمكم الله يا شبلان من اسود فتوم فداو وطنهم ودينهم بالكتب محمول
    شهيد فى على الجنه سكنتها بلى وعود
    ورفعت اسم الوطن وسمكم سطرته تاريخ الزمن بعطر وعود
    تحيه لكل من استشهد من اجل الحق لصحبه يعود
    حما الدين يارب عسهم فى رخي جنتك مسك وعود
    تحيتي وتقدير لمن حمل اشرف الشهد وعهود
    رفعت رايتكم وكتاب الله فوق السماء بنيت لها برج
    نجوم سطرت مجد يضلا القياد المنصور
    حفظ دينه وصن بيوت الله ولعهده ابد مخان وما يخون
    ابو فهد وأخونه وشيال من حوله اسود
    محمدين بسم الهدي لبلد للنصر وحقق الحق تقود
    تحيه لكل من يحمي العرض ويصون العهود ويوفي بالوعود
    لكم الجنه مثواكم ولكم منا عهد ما ننسكم حني نلقكم في يومنا الموعد
    حما ربي بلد الحق وسنه الهدي الصدق المصدوق محمد عليه صلتي والسلام وقود

  • أم بدر

    الله يرحمه ويتقبله من الشهداء

  • الصقر البلوي

    اللهم انزله منزله الصديقين والشهداء
    اللهم الهم أهله الصبر والسلوان

إقرأ المزيد