توجيهات سامية: تسميات وتعديل مسميات طرق وميادين في أمانة الرياض

أمانة الرياض باشرت عملية إطلاق مسميات وتعديلها على طرق في الرياض، بتوجيه ملكي سامي من لدن مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز (يحفظه الله)، والتي ترسمت بموافقته على ما رفعه سمو سيدي ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز (يحفظه الله)، وهذه المسميات الجديدة والمعدلة، تحمل أسماء ملوك وأئمة الدولة السعودية عبر تاريخها ومراحلها، وبلغ العدد 15 طريقًا، والأمانة بهذا التوجيه السامي باشرت سرعة التنفيذ والاعتماد وما يرافقه من تعديلات للوحات وجوجل وما شابه ذلك.

تحدثنا عن هذا الموضوع سابقًا أكثر من مرة، وكيف أن هناك طرقًا ما زالت تحمل أرقامًا، أو مسميات حقيقة لا نعلم عنها شيئًا، وقلنا إن تاريخنا السعودي والعربي والإسلامي، يحمل من القامات والشخصيات التي تغطي كل طريق في المملكة وليس الرياض وحدها فقط، وأن هذا الأمر ليس فقط تكريمًا لهم وتخليدًا لذكراهم، بل هو والأهم تعزيز للهوية الوطنية السعودية، وتأكيد على أن تاريخ المملكة الممتد منذ ما قبل الإسلام على جزيرة العرب، هذه الخطوة التي تأتي متوافقة مع أهداف رؤية المملكة 2030 الساعية إلى إبراز القيم التاريخية والثقافية وما رافقها من أحداث، والتي شكلت مجتمعةً ملامح الوطن الذي نعيشه اليوم، ونبني فيه المستقبل غدًا.

ما زلت أتذكر تعديل سمو سيدي ولي العهد للترجمة من قبل أحد المترجمين في أحد اللقاءات، الذي قال فيه تاريخ استقلال المملكة ويقصد فيها اليوم الوطني، حين عدل سموه الترجمة ووضحها بأن المملكة ليس لديها تاريخ استقلال لأنه لم تحتل مسبقًا أبدًا، جزيرة العرب حكمها العرب، وكانت تحت حكم الخلافات الإسلامية المتعاقبة، ولكنها لم تحتل وتستعمر، نعم حاربنا الطغيان تحت أي حكم كأن، وأسسنا دولتنا الأولى والثانية حتى وصلنا إلى الدولة السعودية الثالثة في عهد الملك المؤسس عبدالعزيز (رحمه الله)، وها نحن اليوم في عهد السعودية الجديدة العصرية، سعودية الديمومة والاستمرار، سعودية البناء والنماء والازدهار.

نتمنى أن يمتد الأمر والتصويب إلى كل مدينة وقرية في المملكة، لابد من المزيد من أعمال ترسيخ المفهوم الأهم في الروح الوطني، وتبيان أهم المراحل التي مرت بها الدولة السعودية حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم، وكيف كان لهذه الأسماء المعبرة عن شخوصها- رحمهم الله- الدور الكبير في بناء الدولة وتوحيدها ومنعتها، وكذلك نتمنى أن يرافق هذه الأمر عمل منظومة وطنية خاصة بهذه المسميات، توضح أهم إنجازات كل اسم يتم إطلاقه، من خلال بانوراما وطنية تثقيفية إعلامية بكل لغات العالم، نريد أن يعرف العالم أن هذه الأرض ليست كما كانوا يعتقدون صحراء ونزاعات وفقط، بل كأن فيها من الرجال الذي نشدوا مستقبلًا كله سلام ومحبة ونمو وتطور، وأن هذه الأسماء التي يقرؤونها اليوم على اللافتات في الطرق وجوجل، هي أسماء لشخوص حلموا يومًا بمستقبل أفضل، وطمحوا إلى تغيير واقعهم إلى الأفضل، وضحوا بكل شيء في سبيل مستقبلهم ومستقبل من يأتي بعدهم.

لا شك أن هناك جهدًا كبيرًا مبذولًا من أمانة الرياض وبقية الأمانات في المملكة حقيقة، ولكن نظرًا لاتساع المساحات وكثرة الطرق، فإن الأمر كان يلزمه توجيهًا ملكيًّا ساميًا حتى يأخذ قوة التغيير وسرعته، لا نريد طريقًا أو ممرًّا يحمل مجرد رقم، من الشخصيات التاريخية ومن ملوكنا وأمرائنا وكبارنا ورجالاتهم، من مثقفين ومن شهداء ومن رواد، من أحداث تاريخية رافقت بناء وتأسيس الدولة السعودية، ويلزمنا بناء إستراتيجية متطورة إبداعية تمكننا من إطلاق المسميات بشكل واضح ومختصر.

رحم الله رجالات الوطن السعودي الأغلى، ونصر الله قيادتنا الرشيدة ولاة أمرنا، وحفظ الله مملكتنا الحبيبة التي أصبح الفخر فيها ومعها يتحد مع غيوم السماء ليروي عطشنا لمستقبل أفضل وأكثر ازدهارًا يومًا بعد يومًا.