تتويج أبطال سيف الملك في أغلى أشواط مهرجان الملك عبدالعزيز للصقور القبض على 4 أشخاص اتخذوا منزلًا وكرًا لترويج الحشيش والإمفيتامين إحباط تهريب 108 كيلو قات في جازان مؤشر سوق الأسهم السعودية يغلق منخفضًا عند مستوى 11892 نقطة رئيس لاس بالماس يوضح حقيقة تفاوض الهلال لضم موليرو مبابي عن مغادرة باريس: ذهبت لأكبر ناد في العالم راموس يحسم موقفه من عرض بوكا جونيورز بالأرقام.. ماذا قدم فيتور بيريرا مع الشباب؟ يزيد الراجحي يسعى لتحقيق بطولة السعودية تويوتا في رالي جدة للمرة الرابعة مصادرة أكثر من 3 آلاف رتبة وشعارات عسكرية مخالفة بالرياض
لطالما تفاخر نظام بشار الأسد، كغيره من الأنظمة البائدة، بالرقص على جثث مئات الآلاف من الأبرياء طوال العقود الماضية، سواء كان ذلك في حقبته أو في حقبة والده حافظ الأسد، صانع القبضة الدموية في سوريا، إلا أن المقادير والأقدار وضعت نهاية مذلة لهذا الرقص المقيت؛ إذ رقص بشار رقصته الأخيرة الساعة الثانية والنصف من بعد منتصف ليل السبت فجر الأحد 8 ديسمبر، منهيًا عقودًا من الاستبداد والقمع الأسدي، الأسوأ في التاريخ الحديث.
واليوم، في مرحلة ما بعد بشار، يعوّل معارضو بشار على رقصة أخرى على رؤوس الحلفاء الجدد، في ظل الحديث عن سوريا ما بعد بشار، والتي ستختلط فيها الحقائق بتمنيات الخصوم، والأكاذيب بالوعود، ويصبح أعداء الأمس أصدقاء اليوم، باعتبار أن السياسة تكمن في فن المصالح، وليس في فكر المبادئ في زمن السياسة الجديد.
وليس هناك شك في أن قصة سقوط بشار تصدرت الصحف العالمية، التي ركزت على انهيار النظام ونهاية حقبة الأسد بامتياز، إلا أن عنوان صحيفة “ديلي ميل” البريطانية كان استشرافيًّا عندما عنونت الصحيفة العريقة على صدر صفحتها “سقوط الأسد… ولكن القادم أسوأ”. لا أحد يتمنى للشعب السوري مزيدًا من الدمار والهلاك والتشرذم، إلا أن الراسخين في العلم اللاهوتي السوري وطبيعة الجيو-إستراتيجيات المقبلة يعلمون حجم التحدي الضخم جدًّا لسوريا ما بعد بشار؛ سياسيًّا وأمنيًّا واقتصاديًّا وعرقيًا ومجتمعيًّا وإداريًّا وفصائليًّا وحزبيًّا، حتى بعد الفطام الإيراني الروسي والميليشيات الطائفية (حزب الله، الحشد الشعبي، فاطميون، زينبيون، إلخ).
ورغم التصريحات المعتدلة الصادرة من أبو محمد الجولاني (الشرع)، رئيس هيئة تحرير الشام، إلا أن الجولاني دخل عش الدبابير السوري، وسيبدأ من مرحلة 100 تحت الصفر، لبناء دولة المؤسسات السورية التي يتحدث عنها، وهو ورث دولة نظام بعثي عتيد ونظام مؤسساتي مهترئ، واقتصاد صفري، ومؤسسات مالية منهارة تمامًا. لأن الشعارات المؤدلجة الصادرة من الثوار قد تكون حماسية شعبوية في هذه المرحلة الانتقالية، لكن سرعان ما ستصبح عبئًا على الحكم القادم. ولن تتحمل دول الجوار السوري ولا الكيان الصهيوني- الذي يحتفي سرًّا بسقوط بشار- نظامًا مؤدلجًا في سوريا.
كم من نظام بائد رقص على دماء وجثث بريئة، واستحل أموال الشعوب، لكنهم لن يفلتوا من لعنات التاريخ قبل أن يلقوا الأجل المحتوم. وإذا كان بشار الهارب يعتقد أنه أفلت، فإنه مخطئ، فالهروب الحالي هو مؤقت، ريثما ينتهي دوره القادم ككومبارس، وتُطوى صفحته على غرار الأنظمة السابقة.
الخاسرون في لعبة الرقص الأسدية الأخيرة على جثث الأبرياء هم النظام الإيراني والروسي والميليشيات الطائفية. أما الأكراد في سوريا، فهم هائمون مبعثرون؛ كونهم لا طالهم عنب اليمن ولا بلح الشام. والفائزون من الرقصة الأخيرة هم تركيا، الحاضر في المشهد السوري الحالي والمقبل، وإسرائيل التي كانت يومًا ما رافضة للثورة السورية، إلا أنها اليوم فائزة، باعتبار أن نهاية الأسد تعني نهاية وشيكة للنظام الإيراني وميليشياته، التي قصقصت إسرائيل أجنحتها.
انتهت اللعبة الأسدية القميئة والمعروفة بـ”الرقص على رؤوس جثث الأبرياء” في 8 ديسمبر، وبدأت لعبة الرقص على التحالفات والأجندات والمصالح في سوريا، مع التجاذبات الإقليمية والمفارقات العالمية.
نعم، هناك تغيير في قواعد اللعبة في سوريا وظهور لاعبين جدد.
* محلل إستراتيجي