تعطي تأكيدات للعالم أن المملكة لاعب جاد في مجال التكنولوجيا

القمة العالمية للذكاء الاصطناعي في الرياض.. كيف يمكن أن تصبح السعودية مركزًا عالميًّا للتكنولوجيا؟

الإثنين ١٣ مايو ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٠٦ صباحاً
القمة العالمية للذكاء الاصطناعي في الرياض.. كيف يمكن أن تصبح السعودية مركزًا عالميًّا للتكنولوجيا؟
المواطن - فريق التحرير

تحتضن الرياض في سبتمبر المقبل القمة العالمية للذكاء الاصطناعي، وهي خطوة مهمة تُبرز مساعي ومجهودات المملكة لتصبح مركزًا عالميًّا للتكنولوجيا.

تستهدف السعودية من خلال التنظيم المشترك بين وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية وشركاء إستراتيجيين آخرين مثل جوجل وتيك توك وأمازون وغيرها، إلى تعزيز مكانة المنطقة والعالم في المجال التكنولوجي.

وتوفر القمة العالمية للذكاء الاصطناعي فرصة فريدة للمملكة التواصل مع كبار خبراء الذكاء الاصطناعي وبناء علاقات مع الشركات والمؤسسات البحثية الرائدة في هذا المجال. كما ستُتيح عرض أحدث ابتكاراتها في مجال الذكاء الاصطناعي على المسرح العالمي، وجذب الاستثمار الأجنبي المباشر في هذا القطاع.

كما تُعطي استضافة قمة الرياض للذكاء الاصطناعي تأكيدات للعالم أن السعودية هي لاعب جاد في مجال التكنولوجيا، ولديها القدرة على المنافسة على المسرح العالمي، إلى جانب كونها فرصة لتشجيع الشركات العالمية على الاستثمار في البلاد، مما سيخلق فرص عمل جديدة ويعزز الاقتصاد.

إستراتيجية وطنية وخطوات فارقة تدعم مسار تحول المملكة لمركز عالمي للتكنولوجيا

تملك المملكة إمكانيات هائلة لتصبح مركزًا عالميًّا للتكنولوجيا تستعد أن تُبرزها بقوة خلال النسخة الثالثة من القمة العالمية للذكاء الاصطناعي، وذلك بفضل عدد من العوامل المواتية أبرزها، الموقع الإستراتيجي إذ تتمتع المملكة بموقع استراتيجي يربط بين الشرق والغرب، مما يجعلها بوابة مثالية للشركات العالمية التي تتطلع إلى الوصول إلى أسواق جديدة.

إلى جانب ذلك تمتلك المملكة احتياطيات هائلة من النفط، مما يوفر لها موارد مالية وفيرة للاستثمار في البنية التحتية التكنولوجية والبحث والتطوير.

وتشمل العوامل أيضًا تمتع سكان السعودية بمتوسط عمر شاب، مع عدد كبير من المتعلمين ذوي المهارات العالية في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM).

إضافة إلى إدراك الحكومة السعودية أهمية التكنولوجيا في تحقيق أهدافها التنموية، وقد أطلقت العديد من المبادرات لدعم نمو قطاع التكنولوجيا في المملكة.

رؤية 2030: الذكاء الاصطناعي يمهد الطريق لتنويع اقتصادي مزدهر

تسعى إستراتيجية رؤية 2030 الطموحة للمملكة إلى تقليل الاعتماد على النفط وتنويع الاقتصاد من خلال دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي. ويُتوقع أن تُحدث هذه التقنيات ثورة في المشهد الاقتصادي للمملكة، مما دفع بمجلس الوزراء السعودي إلى إنشاء المركز الدولي للذكاء الاصطناعي. وتُجسد هذه الخطوة التزام المملكة الراسخ بريادة الاقتصاد الرقمي، وتسعى إلى تسريع التقدم التكنولوجي وتعزيز مكانة المملكة كلاعب رئيسي على المستويين الإقليمي والعالمي.

مع تأسيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) عام 2019، بات من الواضح أن المملكة تستهدف أن يكون لمركز الذكاء الاصطناعي دور محوري في تعزيز النظام البيئي التكنولوجي في البلاد.

ويهدف ذلك إلى تسخير إمكانيات الذكاء الاصطناعي لتحقيق النمو الاقتصادي، بما يتماشى مع أهداف رؤية 2030 لبناء اقتصاد متنوع ومستدام.

تُشير التوقعات إلى أن المملكة العربية السعودية ستجني ثمارًا اقتصادية هائلة من خلال الاستثمار في الذكاء الاصطناعي. فوفقًا لتقرير صادر عن شركة «برايس ووترهاوس كوبرز»، يُتوقع أن يُساهم الذكاء الاصطناعي بواقع 135 مليار دولار في الاقتصاد السعودي بحلول عام 2030، أي ما يعادل 12.4% من الناتج المحلي الإجمالي. ويجعل ذلك المملكة الدولة الأكثر استفادة من الذكاء الاصطناعي في منطقة الشرق الأوسط.

وعلى صعيد النمو، يُتوقع أن يبلغ متوسط معدل النمو السنوي لمساهمة الذكاء الاصطناعي في الفترة من 2018 إلى 2030 حوالي 12.4%. ويضع هذا المملكة على رأس قائمة الدول الأكثر توسعًا تكنولوجيًا في المنطقة، مما يؤكد على الدور المحوري للتحول الرقمي في تحقيق أهداف رؤية 2030.

استثمارات بمليارات الدولارات والرهان على الذكاء الاصطناعي

قدمت المملكة خطوات واسعة نحو تعزيز مكانتها كمركز عالمي للذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المستقبل.

ففي هذا العام، أنشأت المملكة صندوقًا بقيمة 100 مليار دولار مخصص للاستثمار في الذكاء الاصطناعي وغيره من مجالات التكنولوجيا المتقدمة. وإلى جانب ذلك، تجري المملكة محادثات مع كبار المستثمرين، بما في ذلك أحد أكبر شركات رأس المال الاستثماري في وادي السيليكون، لضخ 40 مليار دولار إضافية في شركات الذكاء الاصطناعي.

وتأتي هذه الاستثمارات الضخمة ضمن رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى تنويع اقتصادها بعيدًا عن الاعتماد على النفط.

وتُعد المملكة رائدةً في مجال الاستثمار في الذكاء الاصطناعي على مستوى المنطقة. ففي مارس الماضي، أعلنت الحكومة عن استثمار مليار دولار في مسرعة أعمال الشركات الناشئة المستوحاة من نموذج وادي السيليكون، وذلك لجذب رواد الأعمال في مجال الذكاء الاصطناعي إلى المملكة.

ويقود صندوق الاستثمارات العامة السعودي هذه المبادرات من خلال استثمارات ضخمة تهدف إلى تعزيز قطاعي أشباه الموصلات والفضاء. وتسعى المملكة إلى أن تكون في طليعة ابتكارات أشباه الموصلات والذكاء الاصطناعي التوليدي، كما يتضح من الإعلانات الصادرة خلال المنتدى الاقتصادي العالمي 2024.

وعلى صعيد القطاع الخاص، قامت شركة المعمر لأنظمة المعلومات باستثمار 5 ملايين دولار في الذكاء الاصطناعي المفتوح.

وتهدف الشركة إلى تكوين محفظة استثمارية من خلال التمويل الذاتي للاستثمار في الشركات العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي. وتُقدر قيمة كيان الذكاء الاصطناعي للشركة بـ 86 مليار دولار.

وتعكس هذه الخطوة رغبة المملكة في الاستفادة من فرص النمو في مجال الذكاء الاصطناعي الواعد. وتُقدم أنظمة المعلومات الإدارية مثالًا آخر على التزام المملكة بتعزيز مكانتها في مجال الذكاء الاصطناعي، فقد خصصت الشركة 10.6 مليون دولار لمحفظة استثمارية عالمية في مجال الذكاء الاصطناعي.

وتُظهر هذه الاستثمارات موقف المملكة الاستباقي تجاه التحول الرقمي وتصميمها على أن تُصبح مركزًا عالميًّا رائدًا للابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي.